تعرف على 9 أنواع من الاستماع.. وطرق التواصل الجيد

يتمثل العنصر الأساسي بعملية الاتصال في الاستماع بجميع أنواع, حيث لا يقتصر مهمة الاستماع على تفسير المعلومات بل يشمل العديد من الجوانب.
ويسهم الاستماع الجيد في بناء علاقات مستدامة مع الآخرين, ولكي تقوم باستماع نشط يحب أن تنتبه لتعبيرات الوجهه والإشارات غير اللفظية والعواطف.
9 أنواع من مهارات الاستماع
تختلف أنواع مهارات الاستماع, وكل نوع يعمل على بناء تواصل فعال في العلاقات مع الآخرين.
1- الاستماع المعلوماتي :
إذا كنت تريد تعلم مفهوم جديد أو أي معلومات جديدة, فأنت ستلجأ لإستخدام الاستماع المعلوماتي الذي يوفر لك المجال لفهم المعلومات بدقة والاحتفاط بها, فيما يتطلب هذا النوع توجيه كل جهدك في التركيز والانتباه لتسهل عليك تعلم شيء جديد, كما يمكنك أن تربط بين الاستماع المعلوماتي مع مهارات التفكير النقدي لكي يسهل عليك فهم ما تتعلمه.
وأمثلة المواقف التي يستخدم فيها الاستماع المعلوماتي :
- أثناء التدريب.
- أثناء التدريب في التعلم.
- التعلم الذاتي في العمل أو المنزل.
- الاستماع إلى كتاب تعليمي صوتي.
اهتمامك بتعزيز مهارات الاستماع المعلوماتي يساعدك على التعلم في أفضل صورة, كما يعزز من ثقتك في نفسك ويحقق أهدافك.
2- الاستماع التمييزي :
هذا النوع من الاستماع يولد به الفرد كما يمكنه ان يطوره على المدي الطويل, ويتميز ذلك النوع من الاستماع في أنه يركز على نغمة الصوت والإشارات اللفظية ولغة الجسد.
ويستخدمه الأطفال بشكل لا إداري لفهم نغمات الصوت, مثال إذا تحدث شخص مع طفل رضيع بنغمة مريحة فأن الطفل يستجيب ويرد بابتسامة أو ضحكة, وذلك النوع من الاستماع يساعد في التعرف على الأصوات المختلفة بحيث يعرفون من يتحدث.
هذا النوع من الاستماع لا يقتصر فائدة على الأطفال, بل يلجأ إليه الفرد أثناء الاستماع للمحادثات الأجنبية فهو يحلل النغمة والاهتزازات لتساعده في عملية الاتصال.
يمكنك أن تفهم ما يوضحه لك صديقك بسبب تعبيرات وجه والإشارات غير اللفظية ولغة جسده, ويمكن اللجوء لهذا النوع من الاستماع أثناء المفاوضات لتوضيح الخفايا.
مثال على ذلك إذا طلبت من صديقك الموافقة على قرار معين وهو بالفعل وافق ولكن التواصل البصري معه ولغة جسده أظهرت عكس ذلك.
3- الاستماع الانتقائي :
يطلق بعض الأشخاص على أنه “الاستماع المتحيز” وهو يعني أن توجه تركيزك للاستماع للمعلومات التي تريد سماعها, ويظهر في شكل واع أو عكسه وذلك يؤدي إلى سوء فهم غير مقصود أو اتخاذ قرارات متحيزة.
المثال تحيل أن مسؤول عن فريق لمناقشة مشروع جديد بطريقة غير واعية وتخصص المهام والتحديات وتوزعها على العاميلن معك فريقك وتعتقد أنهم طموحين ويهتمون بدورهم وهذا مثال على تحيز القرب لأنك تنحاز تجاه العمل معك في الموقف.
وعلى الجانب الأخر مثال عندما تطلب من الفريق تقديم آرائهم عن منتج جديد وتجد أنك تنحاز لهم لأنهم متوافقون مع أرائك وبالتالي أنت تنحاز لهم لأنكما متقاربان في وجهات النظر.
4- الاستماع التعاطفي :
وهذا النوع من الاستماع تحركه العاطفة بمعني أنك توجه تركيزك على مشاعر المتحدث دون الاهتمام بما يقوله وذلك حتى تتمكن لتفسر ما يقوله دون الحكم أو المقاطعة.
يمكنك أن تلجأ لهذا النوع من الاستماع لتقديم الدعم للمتحدث وتشعره انك تتفهم مشاعره الحقيقية لتبني إتصال عميق, حيث يتمثل الهدف الرئيسي من ذلك الاستماع في إبعاث الشعور للمتحدث أنك تستمع له وتقدر مشاعره.
مثال على ذلك أنك قابلت زميلك في العمل في متجر البقالة وأجريت المحادثة ووجدته منزعج فيمكنك اللجوء للاستماع العاطفي لتحديد مشاعره وعواطفه, ومن خلال حديثه تدرك أنه يشعر بالاحباط بسبب قلة التقدير من العمل, فبدلا من أن تقاطعه تقوم بالاستماع أكثر من الحديث حتى تفسر مشاعره وتبعث له الشعور بأنه مسمع من قبل الآخرين.
5- الاستماع الشامل :
ذلك النوع من الاستماع يشابه لنوع “الاستماع التمييزي”, ويتطور ذلك الاستماع أثناء مرحلة الطفولة البكرة, ولكن يختلف عن الاستماع التمييزي في أنه يتطلب مهارات لغوية بخلاف الفطرة الذي يُولد بها الانسان, ومع ذلك النوع من الاستماع تتعلم مهارات لغوية ومفردات في وقت الطفولة المبكرة في حياتك كما تستمر في تطوير هذا القدرات.
كما يمتد استخدام الاستماع الشامل كمرشد لك لتفهم معاني الرسالة وذلك بواسطة الكلمات, ومعظم أنواع الاستماع تعتمد على هذا النوع.
المثال على ذلك المثال إذا عرض عليك زميلك مشروع ما ولكي تحلله ستلجأ للاستماع الشامل, وبعد أن تكمل المشروع تستخدم ذلك النوع من الاستماع عند تلقى الملاحظات حول جهودك.
6- الاستماع العاطفي :
يمكن أن يطلق عليه أيضا “الاستماع العلاجي” وهو يمهد لك فهم وجهات نظر الآخرين وكذلك أن تضع نفسك مكانهم, وهو لا يعتمد فقط على المحادثة بل يستخدم لتواكب تجارب المتحدث كأنها تجربتك أنت.
مثال على ذلك إذا أعلن مديرك عن رحلة ترفيهية للموظفين ولكن أُلغيت بسبب الميزانية وباستخدامك للاستماع العاطفي يمكنك أن توجه تركيزك لسماع الضغط الذي تضعة الإدارة العليا تجاه مديرك وتدرك كذلك الضغط الآخر الذي يتعرض له الموظفين, وبدلا من أن تصبح عاطفيا وتنزعج تتجه لفهم لماذا قام المدير بهذا القرار.
7- الاستماع النقدي:
لإستخدام الاستماع النقدي فستلجأ لتحليل المعلومات المعقدة الذي يتمثل في فك شفرة الرسالة الموجهة لك, وذلك النوع من الاستماع يقوم بتطبيق معرفتك وتجربتك لفهم الرسالة في نطاق واسع.
ويلجأ الموظف للاستماع النقدي أثناء حل المشكلات مثال يلجأ له الموظف عندما يوجه له مهام صعبة ويحدد الطريقة التي سيتعامل معها, كما يمتد إستخدامه أثناء تحليل الحلول التي يقدمها الآخرين لكي تتخذ القرار الرفض أو الموافقة.
8- الاستماع الانعكاسي :
يعد من أنواع التواصل, ويتسخدم لتظهر للمتحدث أنك سمعت وفهمت رسالته ثم تستجيب لتلك الرسالة برود تؤكد أنك فهمتها بشكل صحيح.
وتتمثل العناصر الرئيسية للاستماع الانعكاسي في :
- التركيز على سماع رسالة المتحدث.
- تحليل ما يوجه لك من رسائل.
- تكرار وإعادة صياغة الرسالة.
- تأكيد أنك فهمت بشكل صحيح.
بواسطة توضيح ما سمعته فأن الاستماع الانعكاسي يقلل من سوء الفهم وبالتالي ينتج عنه محادثات أكثر إنتاجية.
مثال إذا عبر زميلك في العمل عن غضبه بسبب عدم تلقيه لدعوة اجتماع مهمة فستشارك المحادثة وتستمع له بإنتباه وتفسر المعلومات.
9- الاستماع التقديري :
ذلك النوع من الاستماع تلجأ له لتحقيق المتعة, فهو يرتكز على أفكارك ومشاعرك ويعزز من صحتك ورفاهيتك ومن أمثلة أنواع الاستماع التقديري هو الاستماع للموسيقى.
وبناء على الدراسات فأن الاستماع للموسيقي يخفض من ضغط الدعم ومعدلات ضربات القلب وتحسين المزاج.
نصائح لتحسين مهارات الاستماع
لتصل لأفضل نسخة من الاستماع الجيد فعليك أن تتعلم العديد من مهارات الاستماع, وسنعرض لكم نصائح تساعد على تعزيز مهارات التواصل أثناء التعامل مع الآخرين :
1- وجه تركيزك على الإشارات غير اللفظية : ركز على تعبيرات المتحدث من وجه والإيماءات ولغة الجسد.
2- تجنب المقاطعة : أصبر أثناء تواصله مع شخص ما ودعه ينتهي من إيصال رسالته.
3- اسأل أسئلة مفتوحة : بعدما ينتهي المتحدث من حديثة وجهه له الأسئلة لتظهر أنك مهنتبه ومهتم لأقواله.
4- حاول عدم الحكم : أثناء المحادثة أظهر تعاطفك مع الطرف الآخر ولا تصدر أي أحكام ونقد ولا تنحاز لحديثه.
5- حافظ على التواصل البصري : أحرص على التواصل البصري لتظهر للطرف الآخر أنك مستمع فعال.
لماذا يعتبر الاستماع مهماً في الحياة والعمل؟
أهم عنصر في عملية الاتصال هو الاستماع لأنه الذي يجعلك حاضر ومنتبه لكل ما يقال, وتقنيات الاستماع النشط تجعلك متفاعل وعلى الجانب الأخر تبعث للمتحدث الشعور بأنك تقدره وتستمعه.
بينما يتمثل أهم عنصر في الاستماع هو الصبر وتقبل كل ما يقوله المتحدث وبالتالي تعزز الثقة بين كلا طرفين التواصل وتساعد المتحدث على الشعور بالدعم العاطفي.
وإهمالك لمهارات الاستماع وكذلك الاستماع النقدي يفوت لك التفاصيل والإشارات اللفظية في عملية التواصل, وكذلك يمتد تأثير ذلك الإهمال ويكون عندك افتراضات أو إساءة فهم حول ما يقوله الشخص.
بينما عندما تهتم من ممارسات الاستماع النشط فهذا يعزز من زيادة الوعي تجاه المشاعر المتحدث, كما تستجيب لما يقوله وتقدم ردود ذات معني.
وبناء على تقرير إتجاهات المواهب العالمية لعام 2019 من “لينكد إن” أشار أن 92% من صاحبي المواهب إن المهارات الناعمة مثل التواصل مهمة بقدر المهارات الصلبية, وللحفاظ على التعاون المنتج فأساسه هو الاتصال.
وممارسة الاتصال والاستماع النقدي فأنت تتفادى سوء الفهم وتستطيع تقديم ملاحظات لزملاءك بواسطة التعاون الفعال.
لذلك في نهاية المقال لا يقتصر على تعلم نوع من مهارات الاستماع لتجد القدرة على فهم الرسائل اللفظية وغير اللفظية التي تتلقاها, والاستماع بشكل أفضل وتنظم يسهل عليك التواصل بفعالية وتمتص المعلومات بشكل أفضل.