كيف تحافظ على علاقتك مع شريك حياتك مع التوترات الخفية

ربما مررت بوقت صعب وتوترات خفيفة في علاقتك, سواء بسبب وجود شيء ما كنت غير راضي عنه ولم ترغب في التناقش حوله مع شريك حياتك, أو شعرت أن شريك حياتك لا يعطي لك أي أهتمام أو متقلب المزاج ولا تمتلك السبب في أيدك.
ولذلك سنعرض لكم في المقال ما هي التوترات الخفية وكيف تحديدها وطرق التعامل معها وتعزيز العلاقة.
كيف تعزز علاقتك بواسطة التواصل الصحي “فهم التوترات في العلاقة”
يعد التوتر الخفي من هو أنواع الضغوط غير المرئية وتضع عبء على استمرار العلاقة سواء كانت تلك العلاقة مع شريك حياتك أو أقاربك وأصدقائك ومكان العمل.
وتختلف العوامل التي تؤثر على العلاقة مثل النمو الشخصي أو التقدم الوظيفي أو فقدان شخص عزيز أو الاصابة بمرض تلك الديناميكيات ينتج عنها توترات خفية والأمر لا يقتصر فقط على ذلك فهناك عوامل خارجية أخرى من أمثلتها التعثر والمشاكل المالية أو القلق الصحى أو العمل لساعات عمل زيادة وذلك الأمر يبعث لشريك حياتك أنك تتجاهله أو العكس.
ولذلك مع إحتمالية تأثير العوامل على شكل العلاقة عليك أن تتسأل هل نمط العلاقة أختلف عن السابق, وبناء على ذلك تقول “كاثرين كافالو” أخصائية العلاج الأسري أن التوترات الخفية المتراكمة قد تهدد استمرار العلاقة.
وهناك كذلك عوامل تؤثر على وتيرة العلاقة بخلاف العوامل الحديثة منذ بدء العلاقة, وتلك العوامل تنشأ بسبب تعرض طرف ما لصدمات أو العلاقات السابقة سبب لك مشاكل وقلة الثقة, وبالتالي يسبب للطرف الأخر الخوف من عدم كونه شخص محبوب وهناك شخص أخر يشعر بإنخفاض في الاحترام لذاته أو يقل لديه الشعور بأنه يستحق الحب وبالتالي هذا ينتج عنه قلة تواصل بين دائرة معارفه.
أهمية التواصل في حل التوترات
من الطرق الأساسية في تقليل وحل التوترات هو التواصل, ويري البعض أنه أمر صعب حيث قد يجد نفسك في حالة من الاستعداد للقتال أو الدفاع, وبذلك يستسهل وينسحب من المحادثة وبالتالي يجد صعوبة في سماع الطرف الأخر, وتمكن أهمية التواصل في أنه الحل المناسب لكلا الطرفين, ومثال على ذلك إذا كان أمر التوتر خاص بمشاكل مالية فيمكن للطرفين التواصل لإيجاد حل وتسوية لكلاهما.
علامات التوترات الخفية
هناك علامات منتشرة بسب الشعور بالتوتر الخفي مثل سرعة الغضب أو الدفاع الزائد حول أمر ليس لها أهمية كبيرة أو الصمت الطويل, والتوتر الخفي يعطي لك الشعور بأنك تشعر بالحيرة والألم الناتج عن رد فعل شريك الغير المعتادة.
مثال على ذلك قد يختلف الزوجان على أمر غير مهمة مثل التشاجر في الأمور المنزلية دون داعي وبالنظر فأن هذا الشجار نابع عن تراكم أمور صغيرة ولذلك على كلا الطرفين معالجة التوترات الخفية قبل الوصول إلى الصراع.
تأثير التوترات الخفية
عليك أن تدرك أهمية العلاقة الصحية لأنها مهمة لسعادتنا العامة, وإذا أتسمت العلاقة بالنمط السلبي فبالتالي فهذا يؤثر على صحتنا السلبية, والتوتر الخفي كما ذكرنا ينتج عنه مشاعر مختلفة وكذلك يظهر في القلق والاكتئاب مما يؤثر على جودة النوم ومعدل تناولك للأغذية وكذلك يمتد تأثيرة ويصل للإصابة بمرض جسدي.
ومثال على ذلك قد يميل طرف من الزوجان للغلق على مشاعره ونفسه بسبب التوتر والخفي وبذلك يلجأ إلى الابتعاد عن شريك حياته واللجوء لأخذ راحة في مكان الأخر أو اللجوء لشخص أخر للتحدث معه وهذا يزيد من صعوبة تصليح العلاقة.
وإذا أتخذت خطوة للتعامل مع التوترات الخفية من المؤكد عدم شعورك بالسعادة وقد تشعر بالقلق إذا أخذت ذلك الأمور وتحدثت فيه مع شريك حياتك, وكبتك لمشاعر التوتر الخفي ينتج عنه نمط غير صحي في العلاقة وكذلك خلافات دائمة وعلى هذا تنتهي العلاقة.
والأزواج الذي يجدون حل ويتفاضون في حل النزاعات فهم يأخذون خطوات للخلف للابتعاد عن الطلاق بخلاف الأزواج الآخرين.
استراتيجيات للتعامل مع التوترات الخفية
أنت وسبق علمت أن التواصل له أهمية كبرى, وإذا كنتما منشغلان أو قلقا من الانفجار بسبب مشاعركم بالوقت غير مناسب, فهنا بعض الاستراتيجيات للتعامل مع التوترات الخفية تتمثل في :
- عدم التفاعل بشكل مبالغ.
- التوقف إذا شعرت بالعضب.
- ابتعد وفكر عن مشاعر ثم عبر عنها.
- اللجوء للاستماع النشط وهذا يعني “أن تعطي أولوية للانتباه والتركيز لما يقوله لك شريك حياتك.
- استبدال بداية الجملة بكلمة “أنت” واستخدم كلمة “أنا” حتى لا تبدو اتهامياً.
- تفاهم كلا الطرفين.
- طلب المساعدة عند الحاجة.
- الخروج إلى الطبيعة للتحدث والتناقش الذي يسهم في تهدئة كلا الطرفين والشعور بالراحة وهذا يساعدكم على الابتعاد وتهدئة الأعصاب.
- الرجوع إلى المحادثة التي تتسم بالود واللطف.
لذلك على كلا الطرفين أن ينظرا لعلاقتهم على أنهم فريق عمل واحد يعمل على مواجهة المشاكل والخلافات بدلا من أن يصبح الزوجان فريق منفصل, لذلك عليهم السعي لتكوين علاقة ناجحة, وأن يتساءل الطرفين عن الطرق التي يمكن اللجوء لها لتقديم المساعدة لبعضهم.
وفي حالة إذا لم تقدم المحادثات إلى حل مفيد بل زادت من الجدل, فمن المهم طلب المساعدة, وعلى الجانب الأخر قال الدكتور “جون غوتمن” عالم النفس في كتابة “المباديء السبع لجعل الزواج يعمل” أن نسبة 69% من المشاكل العلاقات الغير قابلة لحل تتسق بطرق إنفاق شريك حياتك للمال أو سمات شريك حياتك التي تمثل لك عنصر من الإزعاج.
أن القضاء على المشكلة من جذورها أمر صعب ولكن الحل الفعلي هو إدارة المشكلة من خلال التواصل ومحاولة الوصول إلى فهم مشترك بين الطرفين.
لماذا يعد المشاجرات في العلاقات أمر جيد”الحفاظ على العلاقة الصحية”
إذا يسعى كلا الطرفين في الحفاظ على العلاقة بصورة صحية فمن المهم أن يتواصل كلا الطرفين بصورة منتظمة مع وجود انشغالات الحياة.
وأن أمر مهم جداً لذلك يجب على الزوجان تنظيم الوقت بين مهام العمل والمشاغل حتى يقضوا وقت جيد, فيمكن تخصيص وقت معاً في مشاهدة الأفلام أو الاشتراك في نشاط سواء في الألعاب الإلكترونية أو الطهي أو غيرها.
كما أن العلاقات تتعزز بواسطة وجود الاحترام والتقدير والمودة بين الطرفين, وعلى كل طرف أن يعلم بلغة الحب الخاصة بشريكة حتى يمتلكان القدرة على مشاركة مشاعرهم وتقديرها.
لذلك في نهاية المقال تذكر أن التوترات الخفية في العلاقة لها تأثير, وكل العلاقات ليست مثالية, وإذا كانت العلاقة تتسم بالسعادة والصحة فأنه من الطبيعي أن تتعرض في بعض الأوقات لعدم الرضا, وإذا كانت المحادثة غير ممتعة ولكن تأكد أن ستحصل على نتائج مثمرة تقربكما من بعضكما وتعزز من مستوى التفاهم.