تطوير الشخصية

كيف تكون راوي جيد

تتمثل أهمية التواصل مع الآخرين في أن لها فوائد سواء في الجانب العقلي أو العاطفي أو الجسدي وباختلاف أنواع التواصل فهناك نوع يسمى بسرد القصص.

ويتمثل سرد القصص في أنه نوع من أنواع الفنون من الأزمنة القديم وتساعد على يناء روابط عميقة سواء مع شخص واحد أو مع جمهور كبير.

وموهبة سرد القصص لا تولد بالفطرة بل يتم اكتسابها بواسطة تعلم مهارات السرد, ويعرف البعض الراوي الجيد في أنه الفرد الذي يجد القدرة على إيصال التجربة الإنسانية المشتركة وإلهام الآخرين من خلال رسالتهم ويبعث رسائل أنهم ليسوا بمفردهم.

ما هو سرد القصص؟

يمكن تعريف سرد القص في أنه الفن بواسطة الاستعانة بالتعبير سواء الصوتي أو الحركة والإيماءات لتوضيح عناصر شيء ما وكذلك باستخدام اللغة.

وتتضمن عملية السرد القصص الحبكة والشخصيات, ويتم توصيل الهدف من السر القصص من خلال العبارات والكلام المنطوق أو الأفلام أو الموسيقى أو الرقص أو النصوص المكتوبة.

ذلك يمكن تعريفه بأنه أكثر من عملية نقل المعلومات بل يمتد ويشمل نقل تجربة عاطفية إنسانية تعزز من التواصل بين الراوي والجمهور ويخلق روابط بين كلا الطرفين.

لماذا يعتبر سرد القصص مهم؟

يتمثل سرد القصص في أنه الأداء التي تساعد في إحداث تغيير كما يتمثل دوره في تكوين روابط بين البشر.

ويلجأ بعض المعلمين في استخدام سرد القصص باعتباره وسيلة تعليمية, حيث يساعدهم على التأثير في الطلاب وزيادة معدل التفاعل والإلهام كما يمتد دوره في أنه يجهز الطلاب ليكونوا أكثر قدرة على الاستعداد للتعلم, وبعض الأساتذة يستخدمون تلك الإستراتيجية لتغيير السلوك.

مثال على ذلك يلجأ مدير مؤسسة غير ربحية لسرد قصص كوسيلة للتأثير على البعض لجمع التبرعات لصالح المؤسسة.

بينما إذا نظرنا للسرد القصص فأنه يرتبط بالتواصل, حيث يؤثر ذلك التواصل على الصحة العاطفية والعقلية, ووجد أن 43% من الأشخاص لا يشعرون بأي ارتباط مع الآخرين في بيئة العمل وهؤلاء الأشخاص يعانون من القلق والاكتئاب والإرهاق العاطفي.

وبذلك تتمثل أهمية التواصل في بعثه لمشاعر الانتماء وذلك يحدث بواسطة سرد القصص.

ما الذي يجعل الراوي رائعاً؟

هناك قائمة من الصفات التي تميز الراوي الجيد وتتمثل في :

1- الحماس, الطاقة, الثقة بالنفس : 

الراوي الجيد هو من يمتلك القدرة على أن يبحث مشاعر الطاقة والحماس أثناء سرده للقصص, وبالتالي ينجذب له الجمهور لقصصه, كما يتسم بالثقة التي تجعل القصة التي ترويها قنوعة ومشوقة, كما يستعين الراوي بأصواتهم ولغة الجسد وتعبيراتهم أثناء سرد القصص لتعزيز جودة السرد.

2- الاستماع, التفاعل والتواصل مع الجمهور :

الراوي الجيد لا يقتصر مهامه فقط على سرد القصص بل يستمع بإنتباه لردود فعل الجمهور من خلال الإيماءات الوجه والتفاعل الجسدي والتعليقات الموجه له, ويوجهون طريقة سردهم بناء على تفاعل الجمهور.

ذلك التفاعل بين كلا الطرفين يبعث لهم الشعور بأنهم جزء من القصة, والراوي الجيد هو الذي يدرك أهمية تفاعل الجمهور معه بواسطة تطرحهم للأسئلة للجمهور وطلب المشاركة منهم.

3- تمكين الآخرين : 

أغلب القصص التي يشاركها الراوي مع الجمهور تندرج في نوعية القصص التي تتحدث عن الشخصيات التي تواجهة الصعاب أو سرد قصة عن شخص ما حقق إنجاز كبير, تلك النوعية من السرد تبعث مشاعر التحفيز للجمهور لكي يأخذون خطوة للأمام والتفكير في قدراتهم واتخاذ خطوات نحو الإيجابية, ولذلك يعد السرد ذو تأثير إيجابي في الأمور المتعلقة بالتعليم وتعلم القيادة, ويتمثل الهدف منها تشجيع النمو الذاتي وتعزيز الثقة بالنفس.

4- احتضان الصدق والضعف : 

من الصفات المهمة التي يجب أن يتسم بها الراوي هي “الصدق”, والدور الرئيسي الذي يقوم به الراوي هو مشاركة تجاربه ومشاعره بصدق صريح ذلك الأمر يضيف الطابع الإنساني وبالتالي يؤثر على أن يتلقي الراوي الثقة من قبل الجمهور وأيضاً يُولد الارتباط الشخص العميق بين الجمهور والراوي وهذا يعزز من التأثير العاطفي للقصة.

5- بناء روابط قوية مع الآخرين : 

إذا كان يسعى الراوي أن يكون حلقة وصل مع الجمهور فيجب أن يشارك قصص تظهر حقائق عالمية أو تجارب مشتركة لأن هذا الأمر يبعث للجمهور الشعور بأنه مفهوم ويحسن من الشعور القوي والترابط, ذلك التواصل يمتد تأثيرة ويُثبت رسائل الراوي ويجعلها عالقة في ذهن الجمهور على المدى الطويل.

6- القدرة على التكيف : 

يمتلك الراوي القدرة على معالجة سرد القصص ليتوافق مع السياق أو مع مزاج الجمهور الحالية, كما يقدر على تغيير نبرات صوته ويمتلك رد فعل سريع ويحول القصة بناء على ردود فعل الجمهور.

7- الإبداع : 

الراوي الجيد هو من بيده القدرة على إبتكار أو تخيل القصص بطريقة تجذب انتباه الجمهور, كما يستعين بالإشعارات والتنبيهات الحية والأمثل والصور لتعزيز تجربة المستمع ويفهم القصص.

8- التعاطف :

يتسم الراوي بإحساس التعاطف مع شخصيات القصة التي يحكيها بواسطة فهمه لمشاعر والتعبير عنها كما يستعيم بمشاعر الجمهور هذا يفسح له المجال لجعل القصة واقعية وتؤثر بشكل كبير على الجمهور.

9- الوضوح :

الراوي الجيد تتسم أحاديثه بالوضوح والفعالية دون إضافة أي مصطلحات معقدة, ذلك الوضوح يضمن له فهم الجمهور لقصته بخلاف إذا كانت أحداث القصة كانت عميقة أم لا.

9 نصائح لتصبح راوي أفضل 

إذا أردت أن تصبح راوي في أفضل نسخة, فأن فن السرد هو سلاحك وهو يتمثل في أنه أداة قوية تمكنك من إتقنان السرد وتكوين روابط ذات معني.

1- اعرف جمهورك : 

تختلف نوعيات القصص التي تسردها بناء على جمهورك المستهدف, حيث قد يتقبل جمهور محدد قصة ما والبعض الأخر العكس, ولذلك أسال نفسك ما الذي تعرفه عن الجمهور, ما المعلومات التي يمكنك جمعها, وكيف توجه قصتك بناء على جمهورك المستهدف.

2- فكر في هدف قصتك :

جميع القصص يندرج منها هدف سواء كان ظهر أو غير مرئي, وصياغتك الجيدة للقصة هي النتيجة النهائية التي تريد إيصالها, فحدد ما هو المغزي من قصتك هل هو إضحاك الجمهور أو أن تمثل مصدر إلهام أم زيادة مستوى الوعي تجاه قضية ما, ولكن في البداية أول خطوة هي تحديد الجمهور ثم تحديد هدفك ثم حدد الطريقة التي تريد توصيل الرسالة بها.

3- اختر الوقت والمكان المناسب : 

كل قصة يختلف فيها الوقت والمكان المناسب لها بناء على نوعها, لذلك استخدم الذكاء العاطفي لتحديد هل تناسب القصة المكان والوقت للقصة التي تسردها, مثال على ذلك إذا كان هناك حفل زفاف وطلب الزوجان من الأهالي والأصدقاء مشاركة قصص عنهم, ولكن أحد من أفراد العائلة خرج من إطار القصة التي مراد إيصالها للأهالي وهذا سبب له موقف محرج.

4- استخدم عناصر لجذب انتباه الجمهور : 

إذا نظرنا إلى أي قصة مكتوبة أو مسموعة ففي العادة تبدأ مقدمة القصة بشيء ما يجذبك لها حتى تُكمل قراءتها ذلك الأمر يعرف باسم “الخطاف أو المقدمة”, لذلك أثناء سردك للقصص فكر في طريقة تجذب بها الجمهور بطريقة إبداعية لكي لا يمل الجمهور منها, وتساءل ما العنصر الذي يجذب الجمهور وما هي الخطوات التي تجعلهم مستمرين في تركيز إنتبائهم لك.

5- كن واضح ومختصر : 

قد تجد القصة التي تسردها مليئة بالتفاصيل والحشو الذي لا يمثل أي أهمية للقصة, لذلك وجهه تركيزك على إضافة المعلومات المهمة فقط, وتساءل هل تلك التفاصيل مهمة لفهم مغزي القصة وإذا لم تجدها مهمة فقم بإزالتها, وأحرص على التفرقة بين المعلومات الأساسية وذو تأثير والعكس صحيح.

6- كن شخصياً : 

يعد القصص الشخصية هي الأكثر تأثيرًا في التواصل بين الجمهور والراوي, وتصعب على الراوي سرها لأنها تبث مشاعر الضعف أثناء مشاركتها.

7- انتبه إلي لغة جسدك : 

تعد من العوامل المؤثرة على عملية سردك للقصص هي تعابير الجسد وإيماءات الوجه, فمثال على ذلك إذا كنت تروي قصة مضحكة وعلى الجانب الأخر تعابير وجهك لا تتوافق مع القصة فبالتالي تجد الجمهور غير متفاعل لأنه لم يدرك أنه أمر فكاهي, لذلك تمرن على لغة جسدك لتعزز من تأثير قصتك.

8- تدرب كثيراً :

لكي تصل لمرحلة الكمال وتتقن بشدة سرد القصص فعليك أن تتدرب, ولا تخف من أي أخطاء تعرضت لها وفكر فيها على أنها فرصة للتعزيز والتعلم, جرب أساليب مختلفة ولا تتردد في تعديل سلوك بناء على مدي تفاعل الجمهور على قصتك.

9- اطلب الملاحظات والتغذية الراجعة :

تتمثل خطوتك في طلب الملاحظات بناء على أدائك أمر يتسم بالشجاعة ولكن تلك الملاحظات توضح لك نقاط الضعف حتى تعمل على تعزيزها, لذلك أطلب الملاحظات من شخص صادق.

في نهاية المقال أحرص على البدء في تكوين رابط ذات معني بواسطة سرد للقصص بخلاف مكانك في رحلتك مع السرد, وأنتهز الفرصة من السرد في تكوين روابط مع الآخرين, وبمهارات السر التي ذكرنها تمكنك من جذب الجمهور وتحفز على تغير السلوك وتكون أكثر إنسانية وتتواصل بعمق معهم, وتذكر أن كل قصة هي مصدر إلهام لشخص ما وستحدث فارق في حياته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى