ما هو احترام الذات.. وطرق تعزيزه

احترام الذات يتشكل ويتغير من يوم للآخر, ومن المؤكد أن تشعر بقيمتك الذاتية المرتفعة وأنه لا يوجد أي شيء يعمل على تقليلها, وأيام آخري تجد أن عقلك ملئ بالأفكار السلبية.
وللحفاظ على معدل احترامك لذاتك يتطلب مجهود يومي ومن المؤكد أن تشعر بالإرهاق ولكن أظهرت الأبحاث أن التركيز والسعي المستمر لتحقيق احترام الذات العالي ليس صحي. ولتحسين رفاهيتك العامة يتم من خلال تعلم تحسين احترام الذات.
ما هو احترام الذات؟
احترام الذات يعني الطريقة التي تقيم بها نفسك بصورة إيجابية وهذا الأمر يختص بمقدار ما نحبه أو شكل تقدير أنفسنا, وهذا الأمر في الغالب نابع من المقارنات مع الآخرين.
ويتمحور احترام الذات حول رأيك في نفسك وإنجازاتك, وإذا تعرضت وشاهدت محتوى وسائل التواصل الإجتماعي الذي يتضمن أسلوب الحياة فسيصبح تقيمك لنفسك نسبي وكلما شاهدت مؤجز الأخبار تأثر احترامك لذاتك بشكل سلبي.
وإذا نظرت لحديثك الذاتي أثناء إنخفاض إحترامك لذاتك ستجد أن حديثك يتمحور حول الأفكار السلبية والنفد الذاتي, أو العكس قد يبالغ الأخرين في رفع أنفسهم وتحقير من الآخرين للحفاظ على احترامهم لذاتهم.
ومع أن التحفيز الإيجابي يعمل على مكافحة الافكار السلبية ولكن تأكد هل الصوت الداخلي يقارنك بالآخرين, وفي حالة إذا شعرت أنك لست كفؤ فأنه سيؤثر علي علاقتك وصحتك ومعدل أدائك في العمل.
ويوجد فرق بين احترام الذات والثقة بالنفس, وبالنظر إلى احترام الذات فهو يركز على رؤيتك لنفسك وقيمك, فيما يركز الثقة بالنفس على مدى إيمانك بقدراتك ومهاراتك.
ويتكون احترام الذات منذ بداية تجارب مرحلة الطفولة التي قد يتعرض فيها لصدمات وتغييرات في حياته, ولكن الثقة بالنفس تنشأ بسبب المهارات والتجارب المرتبطة بمواقف محددة.
لماذا من المهم بناء احترام الذات
تتمثل أهمية احترام الذات فهي أنها تؤثر على نظرتك لنفسك وطرق إهتمامك بها وهذا له تأثير على معدل رفاهيتك العامة, وهناك ارتباط بين معدل انخفاض احترام الذات بين قضايا تؤثر على الصحة النفسة والعكس كلما ممارسات العناية الصحية لذاتك زاد احترامك لذاتك.
كلما أخذت وقت في التفكير بالطريقة التي تتحدث بها مع نفسك ساعدك على تحديد الجوانب وأعلم أن مشكلات احترام الذات يتم تطويرها بشكل تدريجي, والأمر لا يقتصر عليك بل مساعدتك للآخرين لزيادة احترامهم لذاتهم تتم بواسطة التشجيع والتفاهم.
ما الذي يمكن أن يقلل من احترام الذات؟
ينشأ انخفاض إحترام الذات بسبب العديد من العوامل منها عوامل ماضية تعرض لها في طفولته سواء كانت بسبب التنمر أو الصدمات النفسية وكذلك الضغوط الاجتماعية وكذلك التعرض للنقد الدائم والتحديات الصحية الجسدية والتواجد في علاقات غير صحية ومشاكل الصحة النفسية.
وقد يكون سبب انخفاض تقدير الذات بسبب عامل واحد من العناصر السابقة أو عدة عوامل, ولمعالجة مشكلة انخفاض احترام الذات يتطلب فهم الأسباب الأساسية, ولهذا سنعرض لكم قائمة بالأشياء التي تعد من عناصر انخفاض احترام الذات :
1- الإساءة :
الأسلوب المسيء من والديك تجاهك سواء في مرحلة الطفولة أو البلوغ له تأثير على إحترامك لذاتك وتأكيداً على ذلك أظهرت الأبحاث أن الإساءة الجسدية والعاطفية من الوالدين أو البالغين هي من العوامل الرئيسية في انخفاض احترام الذات.
2- العقلية :
اتباع نمط من العقلية المتشائمة والثابتة تقلل من احترامك لذاتك بسبب تواجد الأفكار السلبية في عقلك, ولمواجهه ذلك تذكر اطرح على ذاتك أنك جيد بما يكفي.
3- الأحداث الحياتية :
هناك مواقف حياتية قد تعمل على رفع احترامك لذاتك والبعض الأخر العكس, مثال توضيحي على ذلك إذا شاركت في دورة صعبة في المدرسة ولم تنجح في أداء الواجبات فأن ذلك الموقف سيترسخ في ذهنك وتقتنع أن إنجازاتك ضعيفة وهذا له تأثير على مستقبلك.
4- المعايير الاجتماعية :
بناء على دراسة أقيمت على طلاب السنة الأولى في الجامعة أوضحت أن الطلاب يقيمون أنفسهم بناء على مظهرهم الخارجي, وكذلك الأخذ برأي الآخرين على مظهرك يعمل على تقليل إحترامك لذاتك.
5- تحديد الأهداف :
إذا حددت هدف غير قابل للتحقيق على أرض الواقع فمن المتوقع أن يتحول تفكيرك للسلبي وبالتالي يتأثر معدل احترامك لذاتك.
آثار انخفاض احترام الذات
مع وجود قلة احترام لذاتك فأنه سيؤثر على صحتك النفسية حيث تؤثر الأفكار السلبية المتكررة على صحتك النفسية.
وإذا نظرنا للشخص الذي يعاني من قلة انخفاض في احترام الذات فهم أشخاص قاسيين على أنفسهم ويعتنقون معتقدات غير صحيحة تجاه أنفسهم وكذلك يميلون للانعزال والصمت عن آي مجموعة لحماية احترامهم لذاتهم وللدفاع عن أنفسهم.
ولكن تفضيلهم للعزلة يعمل على إيذائهم أكثر, وانخفاض أحترام الذات يعمل على الشعور بالاكتئاب والقلق.
12 طريقة لتعزيز تقديرك لذاتك
الوصول لأعلى مستوى من تقدير الذات يترتب عليه فرق على جانب رفاهيتك ومعدل ثقتك بنفسك, وهذا الأمر لا يتم بخطوة واحدة بل هو سلسلة من الخطوات.
لذلك سنعرض لكم 12 طريقة تساعدك في تعزيز تقديرك لذاتك ولكن لا تعتمد على تلك الطرق فقط بل تذكر أن الطريقة المثلى للوصول لتقدير الذاتي الصحي هو التركيز على ممارسة التعاطف وتعزيز الثقة بالنفسة والتقليل من التركيز على التقدير.
1- اكتب قائمة بالأشياء التي تعجبك بنفسك :
تدوين الصفات أو المواقف التي تعجبك تجاه نفسك هو أولى خطوة لتقدير ذاتك, وتتضمن القائمة الأشياء التي سبق لك وعملتها واستمعت بها أو إذا تلقيت الشكر من شخص ما يمكنك تدوينه تلك الأشياء المكتوبة لها دور في تعزيز نظرتك في الحياة وبالتالي تكون ممتن لنفسك.
والقائمة لا يندرج فيها فقط الإشارات التي لديك علم بها بل يمكنك الإجابة عن أسئلة تؤكد على قبول نفسك مثل ما هي الأشياء التي تقدرها وتعجب به, إذا كنت في وقت عقلك مليئه فيه بالأفكار السلبية فأبعد عقلك عن الشعارات العامة وركز على العبارات التي تمثل أهمية لك.
2- توقف عن إرضاء الناس :
لا تضع صحتك النفسية على حساب مساعدة الآخرين والموافقة وقول نعمل على كل ما يطلب منك, لأن تلك الموافقة دون داعي تشعرك بالإرهاق والانهيار سواء في العمل أو في حياتك الشخصية.
تقديم المساعدة أمر مفيد ولكن عند الاستطاعة ولكن تقدير الذات يتأثر بقيمة نفسك بما تفعله من أجل الآخرين.
3- اخرج من منطقة راحتك :
الشخص ذو التقدير المنخفض لذاته ينعزل عن التحديات والخوض في الفرص الجديدة وذلك نابع من مشاعر الخوف أو الشكوك حول قدراته, وفي حالة إذا نجحت في أمر حتى لو كان صغيرة فهذا يبعث لك إشارة أنك قادر على الصموت أثناء اللحظات الصعبة, وتوضيح أكثر لمفهوم الخروج من منطقة الراحة لا يعني أن تتواجد في مواقف غير مريحة أو مواقف تمثل خطر عليك بل الأمر يختص تجربة أشياء جديدة حتى لو كانت صعبة.
4- احتضن التمارين الرياضية :
الحرص على ممارسة التمارين الرياضية سواء في شكل اليوغا او المشي أو تحريك الجسم يعم على تعزيز الشعور بالثقة وبالتالي يتحسن تقديرك لذاتك, لذلك حدد أهداف لياقية واعمل على إنجازها.
5- توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين :
لا تربط تقدمك ونجاحك بنجاح الآخرين لأنه من المؤكد أن تجد شخص أفضل منك في مجال ما, ومع هذا لا يعني أنك لست جيد.
وتعد المقارنة مع الآخرين ليس أمر للابتعاد عنه, ولكن يمكنك تقليل حدته بواسطة تقليل التعرض لوسائل التواصل الاجتماعي, وتذكر أن هؤلاء الأشخاص ينشرون فقط أفضل جانب من حياته ويخفون المواجهات والتحديات لذلك لا تحكم على الصورة من الخارج.
6- اغفر لنفسك على أفكارك السابقة :
أثناء السعى في تعزيز احترامك لذاتك وزيادة ثقتك في نفسك أغفر لنفسك على أفكار الماضي, حيث لا يمكنك التقدم في احترامك لذاتك دون الاعتراف بفكرة أنك لا تغفر لنفسك أو للآخرين, وتلك الخطوة تساعدك على رؤية نفسك بوضوح وذلك بسبب التعاطف مع الذات والمرونة.
7- حدد حدودك في علاقاتك :
للحفاظ على تحسين احترامك لذاتك عليك وضع حدود خاصة في حياتك الشخصية والمهنية وتلك الحدود تتوافق مع قيمك, والأمر لا يقتصر على وضع الحدود فمن المؤكد أن تختلط بأشخاص يتجاوزون هذه الحدود لذلك عليك التجهيز بشكل مسبق للرد على من يتعدى على تلك الحدود سواء بالعمد أو عكسة.
وتتمثل أهمية الحدود في أنها الحاجز الذي يسمح لك أن لا يتعدى الآخرين عليك وألا يتحكمون فيك او استغلالك, ووضع الحدود يختلف في حياتك العملية عن حياتك الشخصية, وإذا لم تستطيع إتباع الحزم مع أصدقائك فكن صبور وصريح.
8- قدم الدعم من خلال التطوع :
المساهمة التطوعية في المجتمع لا يقتصر تأثيرها على المجتمع بل يصل تأثيرها على الشخص المساهم حيث يعمل على تعزيز احترامه لذاته إذا شعر أنه أحدث فرق في المجتمع أو عندما يجد سهوله في التواصل مع الآخرين وتلك التجربة تبعث لك الشعور بأنك قادر على إحداث تغيير إيجابي.
9- مارس اللطف مع الآخرين :
ممارسة اللطف مع الآخرين يعني أن تقدم المساعدة البسطية سوا مساعدة الجار أو إرسال رسالة لطيفة أو تقدم المجاملة, تلك الأفعال البسيطة تعمل على تحسين احترامك لذاتك, والأفعال الصغيرة لا يقع تأثيرها على الشخص المستهدف فقط بل تشعر كذلك بالقيمة والقدر.
10- احتفل بانتصاراتك :
باختلاف أنواع الانتصارات سواء كانت صغيرة مثل التخلص من التفكير السلبي أو مواجهه أحد مخاوفك أو الانتصار الكبير مثل الترقي بخلاف كل الأنواع اعترف بجميع الانجازات لأنها تعزز ثقتك بنفسك كما أنها تبني احترامك لذاتك.
11- ابتعد عن الأشخاص السلبين :
قد تحيط نفسك بالأشخاص السلبين وهم يمثلون عنصر دائم لتذكيرك بعيوبك ويسخرون من أخطائك وأفعالهم السلبية تعمل على تقليل معدل احترامك لذاتك, لذلك أحط نفسك بدائرة أشخاص إيجابين يبعثون لك أفكار تماثلهم وتعمل على تعزيز احترامك لذاتك.
12- كن حذراً في جودة الإيجابية :
الدعم الحقيقي لا يشمل فقط الشعور الجيد بل يشمل الاعتراف بالتحديات مع وجود الإيمان والأمل على قدرتك بالنمو, لذلك أثناء الدعم استخدام العبارات الإرشادية أو الواقعية والتعاطفية بدل العبارات غير الواقعية واللامبالية.
13- مراجعة دورية لمصادر معلوماتك :
راجع وسائل الإعلام والعلاقات وأي محتوى يدخل في مساحتك الذهنية, واطرح على نفسك سؤال هل تلك المصادر تشعرني بالقوة أو الضعف.
في نهاية المقال تذكر أن عملية تعزيز احترامك لذاتك تتطلب وقت كبيرة ومن المؤكد أن تواجه انتكاسات تصعب من العملية, لذلك تحلى بالصبر وتذكر أن تحتفل بالإنجازات الصغيرة.
كما يمكنك قراءة :
طرق تقديم الذات بشكل جيد.. وأمثلة لها.