تطوير مهارات الاستماع لطفلك بطرق المنتسوري
يتبع المنتسوري نظام تعليمي يختلف عن باقي الطرق التعليمية الأخرى, حيث يلجأ للحواس لتعليم الطفل المواد الأكاديمية والمهارات الحياتية وبذلك يتعلم الطفل بنمط يتسم بالفعالية والكفاءة.
وتقول الدكتورة ماريا منتسوري مؤسسة المنهج “الحواس كونها مستكشفة العالم, تفتح الطريق للمعرفة أجهزتنا لتعلم الحواس وتقدم للطفل مفتاحاً يرشده في استكشافه للعالم”.
حواس المنتسوري التسعة
منهج المنتسوري لا يعتمد في أسلوب تعليمه على الحواس الخمسة المتمثلة في اللمس والبصر والشم والتذوق والسمع ولكن يضيف في منهجه أربع حواس أخرى وهم الإحساس بالوزن “الباريوم” والحس الحراري, الإدراك اللمس, والحس العضلي.
وسنعرض لكم بشكل موجز كل حاسة في المنتسوري بشكل منفرد
أولا حاسة البصر : يقدم المنتسوري أنشطة بصرية لها دور في تطوير التمييز البصر وكذلك التفرقة بين الحجم والطول والعرض والشكل والألوان, ومن أمثلة تلك الأنشطة الأقراص الملونة والدرج البني.
ثانيا حاسة التذوق : من خلال أنشطة الطبخ والتذوق الخاصة بالمنتسوري تتيح للطفل ممارسة تلك الحاسة.
ثالثًا حاسة اللمس : تقول ماريا منتسوري “أن ما تفعله اليد يتذكره العقل”, جميع مواد المنتسوري تخدم حاسة اللمس ومن أمثلة الأدوات التى تطور تلك الحاسة هي لوحات اللمس وأقمشة اللمس.
رابعًا حاسة الشم : وهي القدرة على التمييز بين الروائح وترتبط بالعاطفة والذاكرة, ومن أنشطة المنتسوري التي تنمى تلك الحاسة زجاجات الرائحة وخزانة التوابل.
خامسًا الحس الحراري : القدرة على التمييز بين درجات الحرارة, ومن أمثلة أنشطة المنتسوري هي الأقراص الحرارية.
سادسًا الحس العضلي : أغلب الأنشطة تتطلب تحريك العضلات مثل الإمساك بالسجادة وفردها على الأرض لبدء النشاط, ومن أمثلة أنشطة المنتسوري هي المشي على الخط.
سابعًا الإدراك اللمسي : يطلق على تلك الحاسة “حاسة الكفيف”, حيث يقوم الطفل بتخمين العناصر الذي يمسكها دون استخدام حاسة البصر ومن أمثلة أنشطة المنتسوري هي كيس الغموض.
ثامنًا حاسة الوزن : يطلق عليها “الباريوم” وهي القدرة على التمييز بين الأوزان ومن أمثلة الأدوات التي تقدمها المنتسوري لتعزيز تلك الحاسة هي أقراص الباريوم.
تاسعًا حاسة السمع : هي القدرة على التمييز بين الأصوات المختلفة, وسنعرض لكم بشكل مفصل طرق تطوير تلك الحاسة.
ما هو الحس السمعي في المنتسوري؟
الحس السمعي في منهج تعليم المنتسوري هو طريقة للانتباه المقصود وهذا يشمل التفرقة بين الطبقات الصوتية والإيقاع وشدة الصوت ومكان صدور الصوت وكذلك له دور في فهم الطفل للغة وتنظيمهم العاطفي والاستجابة للبيئة المحيطة به.
وحاسة السمع لها دور رئيسي في تقوية مهارات التواصل ومهارات القراءة المبكرة وكلما أستطاع الطفل التفرقة بين الأصوات المختلفة زادت قدرته على ربط الكلمات بمفردتها واتباع التعليمات وتعلم القراءة بالمستقبل.
مراحل التطور السمعى من الولادة حتى الخمس سنوات
تنمو حاسة السمع للطفل قبل الولادة, ومع بداية مرحلة الطفولة المبكرة تبدأ مهارات الاستماع بتولى دور مهم في تعليم الطفل طرق التحدث والتواصل مع الآخرين, وسنعرض لكم مراحل التطور السمعي :
أولا قبل الولادة : قد يغفل الكثير من الأهل هذا الأمر وهو أن الطفل يبدأ في الإستماع من هو في الرحم وكذلك يمكنه التعرف على الأصوات المألوفة.
ثانيًا من الولادة حتى ست أشهر : سنلاحظ تفاعل الطفل مع نبرات ودرجات الصوت, ويبدأ في الثرثرة.
ثالثًا من ست أشهر حتى أثنى عشر شهرًا : يحاول الطفل تقليد الأصوات السهلة والاستجابة للأسماء.
رابعًا من سنة حتى سنتين : تزداد المفردات اللغوية ويبدأ في التعرف على الأصوات وتسميتها.
خامسًا من ثلاث سنوات حتى خمس سنوات : يستطيع الطفل في تلك المرحلة عزل الأصوات في الكلمات والتعرف على القوافي.
أنشطة المنتسوري تعمل على تقوية حاسة السمع بناء على عمر الطفل
أولا أنشطة للأطفال من الولادة وحتى أثنى عشر شهرًا
– على مقدم الرعاية التحدث مع الطفل وهذا يرجع لأنه يحب ذلك الأمر, ويجب التحدث معه بكلمات واضحة مثلما تتحدث لشخص بالغ, لأن اللغة الواقعية لها دور في فهم الإيقاع والنبرة.
– يمكن الإستعانة بأدوات المنتسوري مثل الخشخيشة والأجراس الناعمة التي لها دور في ربط الأصوات بالحركة.
– يفضل قراءة القصص لطفلك بصوت عالي وبوضح, بالإضافة للإستماع للألحان الهادئة والأنغام الطبيعية وأصوات الطبيعية مثل الريح والطيور وأصوات السيارات.
ثانيًا أنشطة للأطفال الصغار من سنة حتى ثلاث سنوات
الطفل بتلك المرحلة يتسم بالفضول والرغبة في الاستكشاف, ويمكن إستغلال هذا الأمر وممارسة بعض الأنشطة الممتعة مثل الغناء مع الحركة ومن أمثلة تلك الأغاني هي Itsy Bitsy Spider
ويمكن قراءة قصص تضم قوافي وإيقاع موسيقي وكذلك تقديم أنشطة المنتسوري للتخمين وكذلك لتنمية مهارات الإستماع مثل الاستعانة ببرطمانات وملئها بالأرز او الفصوليا وبعد ذلك تطلب من طفلك تخمين ما بداخل البرطمان دون النظر فيها.
بينما يمكن أن تقدم له طبله أو إكسيليفون, ويمكن التنزهه سويًا وتسأله ما الذي ينصت له وهو يجاوب صوت الطيور أو الرياح أو غيرها.
أنشطة من ثلاث سنوات حتى خمس سنوات “مرحلة ما قبل دخول المدرسة”
كلما زاد عمر الطفل كلما تمكن من التركيز والتذكر, وتلك المرحلة العمرية تتخذ اللغة مسار جيد وسريع في النمو, ومن أمثلة الأنشطة التي لها دور في تقوية مهارات الاستماع بتلك المرحلة هي :
- ألعاب عزل الصوت : يقوم مقدم الرعاية بطرح أسئلة أثناء القيام برحلة في السيارة وتسأل الطفل ما هو الصوت الذي سمعته في البداية وفي منتصف الرحلة.
- العزف على الآلات : يقدم المنتسوري أجراس تنمي لدي الطفل مهارات التمييز بين النغمات.
- قراءة الشعر والكتب ذات القافية : الغرض من الإيقاع هو تمهيد الطفل للتفاعل مع اللغة بنمطها الموسيقي.
- خلط الصوت بالحركة: قدم للطفل شكل معين من الصقفة واترك الطفل لكي يحاول تقليدها, ويمكن الرقص والاستماع للموسيقي بنمط السرعة والبطء.
إعتبارات يجب الأخذ بها أثناء تطوير حاسة السمع لطفلك
عندما تقرأ لطفلك قصة, توقف بين كل جزء وأسئلة عن الأصوات التي سمعها في القصة وكرر الكلمات الممتعة.
أثناء اللعب وللحفاظ على معدل تركيز طفلك أطفئ التلفاز والموسيقي لكي تساعد طفلك للتركيز على الأصوات المهمة.
بينما أثناء تعرض طفلك للشاشة تذكر أن الضجيج الرقمي له تأثير على تجربة الصوت في العالم الحقيقي, لذلك حاول أن توازن بين استخدام الأجهزة التكنولوجية وكذلك ممارسة الأنشطة الفعالة.
ومع نهاية المقال تذكر أن حاسة السمع وتطويرها أمر هام ولها تأثير على مستقبل طفلك في ناحية مهارات التواصل والتفاعل الإجتماعي, لذلك لا تغفل أهمية الأنشطة السابقة.
يمكنك قراءة أيضا :
