تربية الأطفال

تعرف على أسس الحياة العملية في مرحلة منتسوري الابتدائية للطلاب

يقدم المنتسوري العديد من أنشطة الحياة العملية ليس فقط لمرحلة ما قبل المدرسة ولكن تمتد للمراحل الجامعية, والهدف الرئيسي منها بناء حس المسؤولية والاندماج بشكل فعال في المجتمع.

أسس الحياة العملية في مرحلة منتسوري الابتدائية 

الغرض من ممارسة الطفل لمهارات الحياة العملية هي تنمية المهارات الاجتماعية وتحمل المسؤولية, ومن أمثلة تلك الأنشطة تحضير وجبات الغداء أو تصميم مقترح لتجربة علمية.

وعندما يصل الطفل للمرحلة الابتدائية سنلاحظ تداخل مهارات الحياة العملية مع المنهج الكوني الشامل, وهذا يعني أن يعتني الطفل بفصولهم والمواد الدراسية بالإضافة للاهتمام والعناية بجميع مظاهر الحياة سواء داخل الفصول أو البيئة المحيطة التي تتمثل في النباتات والحيوانات والحدائق, ومثال توضيحي على ذلك أن يقدم مدرس المنتسوري أنشطة الحياة العملية بعد الدروس الأكاديمية ومثال أن يشرح درس الكسور وبعد ذلك يقوم بنشاط إعداد وصفة الكب كيك, وبالتالي تتسم عملية التعلم بالجاذبية والفاعلية.

أهمية الحياة العملية

تتمثل اهمية مهارات الحياة العملية في تطوير الاستقلالية والعناية الذاتية والمسؤولية الاجتماعية والشخصية ولها دور في بناء حس قوي تجاه المجتمع.

لذلك تركز دروس الحياة العملية للمرحلة الابتدائية على جانب الإحساس بالمسؤولية, ويتمر إثراء الروتين اليومي من خلال عدة خطوات تتمثل في وجود أدوات عمل للطلاب مثل دفاتر العمل أو سجلات المهام بالاضافة لمؤتمر للنقاش بين الزملاء وكذلك اللقاءات الفردية بين المعلم والطالب وإتباع دستور الفصل, تلك الخطوات لها دور في تطوير مهارات التنظيم وإدارة الوقت.

دور مرشد المنتسوري 

لا يقتصر دور المرشد/ معلم المنتسوري على أمه مصدر لإلقاء المعلومة بل هو مرشد يوجه الطلاب ويحفز استقلالهم, لهذا يتمثل دور المعلم بالمرحلة الابتدائية في تقديم النموذج السلوكي وهذا يعني ان يظهر للطلاب طرق التعامل داخل الفصل لأن الطفل يتعلم من خلال الملاحظة, والدور الثاني الذي يقوم به هو وضع إجراءات واضحة للعناصة بالفصل مثل تنظيف الطاولات وترتيب المواد.

لهذا على معلم المنتسوري أن يتعامل بنمط واعي مع جميع الطلاب للوصل لمرحلة من النمو وتحقيق الأهداف الفردي وهذا ينشأ بواسطة إعداد لقاءات منفردة مع طالب للنقاش في النجاحات والصعوبات ويعلمه فن التأمل الذاتي.

الانتقال من الطفولة المبكرة إلى المرحلة الابتدائية

أثناء انتقال الطفل من بيئة المنتسوري الخاصة بالطفولة المبكرة لبيئة المنتسوري الابتدائة فهو يتعرض لتغيرات خاصة بنوع الأنشطة ومعدل الاستقلالية ومستوى المسؤولية.

لذلك تتمثل أهمية أنشطة الحياة العملية في انها تساعد الفئة العمرية ببداية الست سنوات على تسهيل الانتقال من بيئة الطفولة المبكرة للبيئة الابتدائية, وذلك يرجع لأن تلك الأنشطة مالوفة عليه وبالتالي تمنحه الثقة والاستقرار أثناء التواجد في البيئة الجديدة.

أولا الرف الانتقالي 

الرف الانتقالي الذي يضم أنشطة الحياة العملية هو وسيلة تمهد الطفل التأقلم مع نمط التعليم في المرحلة الابتدائية ومن أمثلة الانشطة المتواجدة :

  1. تنظيف النوافذ.
  2. خياطة الزر.
  3. ري النبانات.
  4. ربط عقدة.

تلك الانشطة ليس الهدف منها التمرين بل ترسخ للطفل الشعور بأنه عضو مساهم وكذلك تنمى الاستقلال والاهتمام بالبيئة المحيطة به.

ثانيًا العناية بالذات 

العناية بالذات تستمر من مرحلة الطفولة المبكرة حتى تصل للمرحلة الابتدائية, حيث تتمثل أنشطة العناية بالذات للأطفال الصغار في تعلم غسل اليدين وتمشيط الشعر وتنظيف الأسنان, ولكن مع التقدم في العمر تتوسع مهارات العناية بالذات في تنظيم الأغراض الشخصية والاهتمام بالصحة النفسية والعاطفية وإدارة المشاعر والتعامل مع الضغوط.

ويضاف لذلك تحديد جزء من المناقشات في الفصول حول الصحة النفسية والاجتماعية لكي يتعلم الطفل طرق التعبير عن مشاعره, ويفهم ذاته وطرق طلب المساعدة عند الحاجة.

ثالثًا العناية بالبيئة 

إذا تعلم الطالب طرق العناية ببيئة التعلم فهو بصورة مباشرة يتعلم الاستقلال والمسؤولية, ومن أمثلة انشطة العناية بالبيئة هي :

  • تنظيف المكان بعد انتهاء الدرس والمشروع
  • تنظيف الطاولة بعد الانتهاء من تناول الأكل.
  • رعاية حيوانات الصف سواء في إطعامها وتنظيف القفص.
  • المشاركة في الصيانة اليومية سواء ف تنظيف النوافذ أو إعادة ترتيب الكتب

وهذا الأمر لا يقتصر على تعلم الأنشطة السابقة بل يتعلم الطالب في الدروس الابتدائية دروس عن التنظيم وإدارة الوقت. فيما يتعلم الطلاب اهمية العناية بالبيئة من خلال أنشطة الزراعة وإعادة التدوير وبالتالي يصبح الطالب واعي حول تأثيره على البيئة.

رابعًا إدارة الوقت 

بصفوف المنتسوري يتعلم الطفل مهارات إدارة الوقت في وقت مبكر, وتلك المهاراة لا يتقنها الطالب بسهولة بل تتطلب تعليم مباشر من قبل المعلم.

بينما يتعلم الطلاب إدارة الوقت من خلال استخدام دفتر العمل والغرض منها أن يسجل الطالب المهام والدروس التي يعمل عليها بصورة يومية أو اسبوعية وذلك الدفتر يعد خارطة طريق توضح له ما أنجزه والعكس.

وكذلك يقوم المعلم بإعداد إجتماعات منظمة مع الطلاب للتناقش حول المهام المتنهية والمهام الغير كاملة وسبب عدم إكتمالها وكذلك تحديد احتياجات الطالب وأهدافه المستقبلية التي يسعى لها.

خامساً المهارات الاجتماعية وتحمل المسؤولية

لا تهتم بيئة المنتسوري الابتدائية فقط على الجانب الأكاديمية بل تلقى الضوء على نمو المهارات الإجتماعية والشعور بالمسؤولية, وذلك يتم من أنشطة اللباقة والمجاملة والمسؤوليات المجتمعية والخروج.

– اللباقة والمجاملة : تهتم مدارس المنتسوري الابتدائية على تعليم طالب بأداب السلوك الحسن وهذا سنلاحظه بواسطة تحفيز الطلاب على إلقاء التحية والمصافحة والالتزام بكلمات مثل من فضلك وشكرا.

– تطوير المهارات الاجتماعية : عندما ينتقل الطفل للمرحلة الابتدائية فهو يتعلم مهارات احتماعية تحفزه على تكوين صداقات دائمة ومع زيادة العمر والوصول لسن المراهقة سيتعزز لدي الطالب الهوية الذاتية وتتطور علاقته مع زملائه.

يتسم منهج المنتسوري بالمرونة لتطوير المهارات الاجتماعية, حيث يحرص المعلم على التناقش مع الطلاب عن المشكلات الاجتماعية اثناء وقوعها وبالتالي يتعلم الطفل طرق حل النزاع بشكل سلمي.

– المسؤوليات المجتمعية : يتعلم الطلاب طرق العناية بالصف وطرق الحفاظ على نظافته وذلك لإيمانه أن جزء مهم بالمجتمع وله مسؤوليات تجاه, كما يتعلمون طرق احترام ممتلكات الآخرين وطلب الأذن قبل استخدامها.

– الخروج : يعد عنصر رئيسي من منهج المنتسوري ويتمثل في مغادرة الصف واستكشاف البيئة الخارجية, لذلك يمهد المنتسوري للطالب طرق التخطيط والتحضير ووضع الميزانية.

سادساً دمج المهارات الأكاديمية 

1- التعليم الكوني 

يتمثل الهدف الرئيسي من التعليم الكوني هو تمهيد الطفل للشعور بالترابط والوعي بمكانهم في العالم.

ولأنشطة الحياة العملية دور في ربط الطلاب لفهم العالم بصورة أشمل, ومن أمثلة تلك الأنشطة زراعة الحديقة مع تعليم الطفل دروس حول نظام البيئة وكذلك يتعلم طرق الحفاظ على البيئة والممارسة المستدامة, والمشاركة في الأنشطة المجتمعية.

2- الرياضيات والتفكير المنطقي 

كما ذكرنا أن أنشطة الحياة العملية لا تقتصر على تعليم الطفل المهارات الأساسية بل يتم إدراج الدروس الأكاديمة والغرض منها تطوير التفكير المنطقي وحل المشكلات, ومن أمثلة تلك الأنشطة :

  • إعداد ميزانية وجدولة للوقت وإعداد خطة للسفر.
  • الطبخ والخبز تمهيداً لتعلم القياس والدقة.
  • التجارب العلمية لتعلم جمع البيانات وتحليلها.

3- اللغة ومهارات القراءة 

أنشطة الحياة العملية لها دور فعال في تطوير مهارات القراءة واللغة وهذا سنلاحظه عندما يقوم الطالب بفهم وتسلسل الخطوات أو قراءة وصفة أو كتابة دستور الصف.

سابعاً الأنشطة الإبداعية 

1- الفنون والحرف اليدوية 

تلك الأنشطة الخاصة بالفنون والحرف اليدوية لها دور في تطوير المهارات الحركية الدقيقة وتحسين التنسيق بين اليد والعين ومن أمثلتها الخياطة والرسم والنسج والنجارة, وتتمثل الفائدة من ممارسة تلك الأنشطة في تطوير مهارات حل المشكلات ونمو مهارات الإبداع والخيال.

2- الطهي والتغذية 

أنشطة الحياة العملية الخاصة بالطبخ والتغذية تمهد للطالب الالتزام بالعادات الصحية للأكل وتعريفه بمهارات الطهي الأساسية وبالتاي يتعلم طرق إعداد الوجبات السهلة ويمكن أن يتعرف الطفل على الثقافات المختلفة من خلال الطعام.

3- الألعاب 

مشاركة المعلمين والأقارب في اللعب يعد من الطرق التي تعمل على تحسين التركيز والذاكرة وحل المشكلات وبناء علاقات إيجابية, ومن أمثلة تلك الألعاب ألعاب الطاولة والرياضات.

يمكنك قراءة أيضا :

ما هي صواني المنتسوري… وأنواعها

الذكاء الاصطناعي والمنتسوري.. تعرف على المزايا والعيوب وطرق التوازن بينهما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى