تعرف على طرق المنتسوري لتعليم التعاطف لطفلك

هناك العديد من المهارات التي لها دور رئيسي في تكوين شخصية الإنسان, وستناقش معك في تلك المقالة عن التعاطف الذي يعد من المهارات الحياتية والتي تمكن الطفل من التواصل مع الآخرين وفهم وجهات نظرهم.
تلك المهارات لا يتعلمها الطفل في يوم واحد فقط بل هي عملية متواصلة تتطلب الممارسة اليومية لتحسينها, لذلك سنعرض لكم طرق المنتسوري لتطوير مهارات التعاطف لطفلك.
لماذا يعد تعليم التعاطف مهم لطفلك في وقتنا الحالي؟
مع وجود التكنولوجيا والشاشات بشكل مفرط أصبح لتعليم التعاطف أهمية أكثر من السابق, لأن التعاطف هو القدرة للتعرف على المشاعر والشعور بالاخرين والرد بأسلوب يتسم بالتعاطف والرعاية وبذلك يستطيع الطفل التعامل مع النزاعات والعمل الجماعي وتكوين علاقات.
وأثناء تعليم طفلك التعاطف فهو بصورة مباشرة سيتعلم بناء الذكاء العاطفي وهذا يعني أن يعالج الطفل مشاعره الخاصة بالإضافة لمشاعر الاخرين, وكذلك سيتطور له مهارات مثل حل المشكلات والمهارات الاجتماعية وبالتالي يتواصل بشكل فعال مع الدائرة المحيطة به, وأخيراً تجهيز الطفل للتعامل مع عالم متنوع من الخلفيات والتجارب.
ما هو التعاطف والفرق بينه وبين اللطف؟
يمكن تعريف التعاطف بإختصار بأنه القدرة على فهم مشاعر شخص ما والحرص على مشاعره, ويمكن تفرقة اللطف في أنه الفعل ولكن التعاطف هو الشعور ومثال توضيحي للفرق بينهم إذا كان طفلك رأي صديق حزين فسيشعر بالحزن وهذا هو التعاطف ولكن إذا قدم له حضن ليواسه فهذا يدل عن اللطف.
أنواع التعاطف
أولا التعاطف المعرفي : أن تدرك ما يشعر به الشخص الآخر حتى لو لم تشعر به بنفسك.
ثانيًا التعاطف العاطفي : أن تشعر بمشاعر الشخص الآخر كانها مشاعرك.
ثالثًا التعاطف التراحمي : هي معرفة مشاعر الآخرين وتسعى لمساعدتهم والتخفيف عنهم.
طرق المنتسوري لتعليم التعاطف
أساليب المنتسوري لتعلم التعاطف لا تقتصر فقط على إتباع جمل مثل “كونوا طيبين أو اظهروا التعاطف” بل هي توفر للطفل المساحة التي تتح له التعبير عن تعاطفه بطريقه الخاصة وبالسرعة التي تناسبه.
هذا النمط يمهد لإعداد بيئة ينمو في الاحترام والوعي الاجتماعي والذكاء العاطفي, ولذلك سنعرض لكم ثلاث مبادئ أساسية لطرق المنتسوري لتعليم التعاطف.
1- احترام الطفل : إذا الشعر الطفل بالاحترام فسيقوم بهذا الفعل بصورة تلقائية مع الآخرين.
2- العقل المُمتص : الطفل الصغير يمتص المعلومات والعلامات العاطفية من بيئته.
3- الفترات الحساسة للتعلم العاطفي : يمر الطفل بمراحل عمرية تجعله يستعد لتعلم مهارات اجتماعية.
يمكنك التعرف اكثر حول الفترات الحساسة للطفل من هنا.
استراتيجات عملية لتعليم التعاطف باستخدام مبادئ المنتسوري
كما ذكرنا ان تعليم طفلك التعاطف امر لا يتم تعليمه في مرة واحدة, ولكن وفر المنتسوري طرق بسيطة لتعليم التعاطف.
أولا قدم نموذج للتعاطف بصورة يومية :
أشارنا في النقاط السابقة أن الطفل يتعلم من خلال الملاحظة, لهذا على مقدم الرعاية أن يصبح قدوة لطفلك, وتذكر استخدام لغة متعاطف ولا تهمش مشاعره وتأكد من مشاعره إذا غضب أو استاء ولا تقلل منها واعترف بها وأوضح له أنه يمكنه التعبير عن مشاعره بصورة آمنة وبحرية.
يمكنك الاستعانة بعبارات مثل “أنا أفهم شعورك أو أنا أسف لانك حزين هل ترغب في التحدث عن الأمر”
ثانياً أعد بيئة مدركة للمشاعر :
ليس الاطفال بمفردهم الذين لا يمتلكون القدرة على فهم مشاعرهم والأشخاص البالغين نفس ذلك الأمر, ويمكن بخطوة بسيطة إعداد بيئة تتيح التناقش حول المشاعر بصراحة ووضوح وبصورة تلقائية وبالتال تساعد الطفل على الشعور بأمان أثناء التعبير عن أنفسهم, ويمكن الاستعانة بالخطوات التالية لاعداد البيئة :
1- الاستعانة بجداول أو بطاقات المشاعر ليتعرف الطفل على مسميات المشاعر ويصف الحالة التي يمر بها.
2- تحفيز التأمل والتفكير وذلك يتم بواسطة أسئلة مثل “لماذا تعتقد ان صديقك يشهر بهذا الشكل”
3- تحديد مكان للإفصاح بالمشاعر عن طريق تخصيص مكان في المنزل يذهب إليه الطفل بحرية للتعبير والإفصاح عن مشاعره دون حكم أو عقاب.
تعليم التعاطف بواسطة الأنشطة العملية
لا يجب إغفال الدور الذي تقوم به المهام اليومية لتعليم الطفل التعاطف, ومثال توضيحي على ذلك إذا كنت تربي حيوان أليف أو تهوى زراعة النباتات فيمكنك ان تشارك طفلك في عملية رعايتها, وعندما يلاحظ الطفل أفعالك فبصورة مباشرة سيشعر بالمسؤولية والرحمة.
بينما لتطوير مهارات الصبر والعمل الجماعي والتواصل فيمكن الاستعانة بألعاب المنتسوري التي تصمم بغرض التعاون الجماعي, بالإضافة أن مشاركة الطفل في إعداد طاولة لتناول الطعام يعزز فكرة الاهتمام بالآخرين.
استخدام القصص ولعب الأدوار لاستكشاف المشاعر
يمكن لمقدم الرعاية الاستفادة من القصص بإعتبارها وسيلة لتعزيز التعاطف واطرح على الطفل أسئلة ما الذي كنت ستشعر لو كنت بديل لهذا الطفل, ويمكنك تمثيل مواقف اجتماعية مع طفلك واتح لك الفرصة ليتدرب على طرق التعامل معه, تلك الخطوة تساعد الطفل على تجربة المشاعر والتصرف قبل أن يتعرض لها في حياته العملية.
دروس في الرُقي والمجاملة
تلك الدروس تقدم للطفل بواسطة تعليمه عبارات مثل هل استطيع مساعدتك والغرض منها تعزيز الوعي الاجتماعي, ويمكن تمثيل الادوار لكي يتعلم الطفل طرق لحل المشكلات ومواقف المساعدة وأحرص على تقديم تلك الدروس بصورة مستمرة لتحفيزه على السلوك الايجابي.
أنشطة لتعزيز التعاطف في المنزل
تعليم طفلك التعاطف لا يقتصر على محاضرة وتكرار جمل لأن بعض الأطفال قد يشعرون بالملل من التكرار, ويفضل إتباع أنشطة تعزز من التجربة لي, لأن التجربة العملية تتيح للطفل التعاطف بشكل أعمق بل سيشعر بها فعلياً.
2- التجول مع طفلك في الحديقة أو الشارع من الأنشطة التي تسمح للطفل تجربة مشاعر الآخرين، وذلك بواسطة أن يطرح مقدم الرعاية على طفله بعض من الاسئلة مثل كيف تعتقد أن يوم هذا الشخص كان جيد ام العكس أو ما الذي تعتقده حول مشاعر الشخص الذي أمامك.
يتمثل الهدف من ذلك النشاط هو تحفيز الملاحظة والتفكير في مشاعر الآخرين.
2- بطاقات المشاعر والألعاب، هي بطاقات تحفز الطفل للتحدث عن الاحاسيس وتضم رموز تعبيرية ويمكن تقديمها كلعبة للمطابقة أو للتمثيل.
3- استكشاف الثقافات والتقاليد المتنوعة وهي تعد من طرق تعليم الطفل لفهم الآخرين، ويمكن أن تروى لطفلك قصة عن أساليب الحياة وهي تمهد له طرق لاحترام وتقدير الآخرين.
طرق تعليم التعاطف بشكل عملي
اولا مشاركة الطفل في حملات تنظيف بشكل تطوعي سواء في الحي الذي يسكن فيه، هذا النشاط له دور في ترسيخ حب البيئة وتعزيز شعوره بالمسؤولية المجتمعية.
ثانيا التبرع بالالعاب والملابس القديمة لكي يعرف الطفل بمبدأ العطا والتفكير بالآخرين.
المشاكل التي تواجه الآباء عند تعليم التعاطف
اولا إدارة وقت الشاشات والمشتتات الرقمية
يجب تحديد وقت لا يستخدم ليه الطفل التكنولوجيا مثل وقت تناول الوجبات ووقت ما قبل النوم، واستبدالها بكتب ولا افلام انمي الذكاء العاطفي.
ثانيا إدخال التعاطف في جدولك المزدحم
بخلاف زحمة روتين اليومي، عليك أن تحرص على تعزيز التعاطف مع طفلك من خلال التناقش معه عن المشاعر في أوقات فراغك، وكذلك حفظه على القيام بأفعال معينة مثل شكر المعلمين أو مساعدة أفراد الأسرة.
ثالثاً مساعدة الأطفال على تجاوز التفكير الأناني
وهذا يتم من خلال ربط المواقف بمشاعرهم الشخصية ومثال توضيحي أن تقول له تذكرت كيف شعرت عندما تركت وحدك؟ يمكن أن يشعر صديقك هكذا أيضا.
لماذا يعد التعاطف مهم بعد مرحلة الطفولة؟
تعليم التعاطف لطفلك يمهده لحياة تتسم بالتوازن والنضج وبالتالي يصبح شخص يفهم الآخرين وكذلك يصبح قائد ناجح وينجح على المدي الطويل ويحترم التنوع وهذا يرجع لن تعليم التعاطف يقلل من التنمر على الآخرين.
يمكنك قراءة أيضا :
ما هي صواني المنتسوري… وأنواعها
تعرف على الطبخ في المنتسوري للأطفال.. الأدوات,الفائدة, أنشطة