مراحل تعليم طفلك اللغة في المنتسوري

بالسنوات الأولى في عمر الطفل يتعرض للغة, وبصورة تدريجية يتعلم الطفل التحدث, ويمكن تطوير هذا التعلم بواسطة زيادة المفردات اللغوية ولكن لا نجبر الطفل على الحديث.
وهذا الأمر لا يقتصر فقط على التحدث بل كذلك الكتابة والقراء, وتعلم الكتابة والقراءة يتطلب جهد من الطفل خاص بفهم اللغة وبنائها بنفسه.
الخطوة الأولى “اللغة المنطوقة”
بالنظر للشخص البالغ فهو يستطيع أن يمهد لطفله طرق لاكتساب اللغة المنطوقة, حيث يتعلم الطفل اللغة بواسطة التفاعل مع دائرة الأشخاص المحيطين به, ولذلك على الوالدين تعزيز علاقة دافئة ومهارية مع طفلهما بواسطة التجهيز لتجارب لغوية شفهية تتمثل في الغناء والحديث البسيط وطرح الأسئلة ويجب ان يتحدث الوالدين بطريقة نطق سليمة.
قبل التطور التكنولوجي أدركت ماريا منتسوري مؤسسة منهج المنتسوري أن المسارات العصبية الخاصة بدماغ الطفل تنشأ بواسطة تفاعل الطفل مع البيئة المحيطة به وكلما أتاح الوالدين لطفلها الفرصة للتفاعل مع البيئة المحيطة به زادت المسارات العصبية القوية والمتعددة, وتتمثل أهمية تلك المسارات في أنها العنصر الأساسي الذي يعتمد عليه الطفل في حياته المستقبلية.
وإذا كان الوالدان يسعيان أن ينمو الطفل بصورة جيدة ويمتلك القدرة في التعبير عن أفكاره بصورة منظمة فيجب توفير بيئة منظمة وكذلك إمداده بالفرص لممارسة إرادته وفهم العواقب المنطقية لأفعاله.
توفر البيئة المناسبة للطفل
يجب أن تتسم بيئة إعداد الطفل بالعناصر التي تلائم حجمه وقدراته واهتماماته وجدوله الزمنى والاعتماد على ذاته دون اللجوء للمساعدات غير الضرورية, ولمعرفة إذا كانت البيئة فعلاً تلائم الطفل فيكمن طرح أسئلة مثل :
1- هل للطفل القدرة على إحضار علاقة لتعليق معطفه؟
2- هل يستطيع الوصول إلى الحوض لغسل يديه؟
3- هل يستطيع الوصول للمرآة لملاحظة وجهه.
4- هل البيئة المحيطة به يتواجد بها أشخاص يتواصلون معه؟
5- هل نتحرك ببطء ورشاقة كي يتمكن الطفل من ملاحظة كيفية استخدامنا لأيدينا في المهام المنزلية؟
لا تقلق من تلك الحركات الصغيرة التي يتجاهلها الكبر لأنها للطفل هي جوهر, وكل طفل مهتم بإتقات الحركات التي لا نلاحظها.
تجارب غنية باللغة الشفهية
للوالدين والمعلم دور هام في تقديم للطفل الفرصة للحديث والتحدث بلغة البيئة المحيطه به ومع الاستمرارية في الممارسة يتعلم الطفل طرق النطق الصحيح للمفردات والقواعد اللغوية وبالتالي يتقن الطفل التعبير اللفظي.
ولتعزيز عملية المحادثة مع طفلك يمكن الاستعانة بالملفات الجغرافية والفن لإعداد حوار مع طفلك وكذلك تزود من المعرفة الثقافية, ويمكن أن تعرض على طفلك لوحة فنية وتسأله عن رائه فيها, كما أن ملفات الجغرافيا تزود الطفل بالمعلومات الثقافية حول العالم.
توسيع القاموس الداخلي للطفل
الطفل بحاجة لمخزون من الكلمات حتى يستطيع استخدامه بطلاقة, وهناك بعض الكلمات يتم إدراجها لقاموس الطفل بسهولة مثل فوق أو مرحبا أو حليب, وبخلاف هذا قد يتحدث الوالدين بنمط سريع وغير متكامل وهذا يصعب على الطفل استيعاب الكلمات, ولتزويد طفلك بالكلمات فهناك العديد من الخطوات مثل :
1- تكرار أي كلمة جديدة يسمعها الطفل مثل “هذه ملعقة.. ملعقة”.
2- التحدث بنمط البطيء والوضوح لكي يسمعها الطفل ويدركها جيداً.
3- اترك طفلك يشعر بنفسك عندما تتحدث وهو ان تقرب يد طفلك من فمك ليشعر بحركة الهواء أثناء نطق الأصوات.
4- قدم لطفلك درس الفترات الثلاثة لتعليمه الكلمات الجديدة.
درس الفترات الثلاث لتعليم الكلمات
يعد درس الفترات الثلاث من أكثر الوسائل التعليمية الفعالة لتعليم الطفل الكلمات والمفاهيم, وهذا النمط من التعليم يمر بثلاث مراحل :
المرحلة الأولى التسمية :
وهو أن يلمس الطفل الأشياء ونبلغه بأسمائها مثل أن يلمس الغسالة ونردد عليه “هذه مغسلة.. مغسلة” وغيرها من الأدوات والعناصر الجديدة على الطفل.
المرحلة الثانية التعرف على الأسماء :
بعدما أبلغنا الطفل بأسماء الأشياء المحيطة به, يأتي بعد ذلك الدور أن نطلب من الطفل تحديد الأشياء التي سمينها مثال أن نقول الطفل هل يمكنك الوقوف بجانب المغسلة, وتتمثل أهمية تلك المرحلة في أنها عملية التعلم الفعلي لأن الطفل يشارك بعقله وجسده في وقت واحد.
المرحلة الثالثة استرجاع المفردات :
مقارنة بالمراحة الأخرى تلك المرحلة هي الأصعب, حيث تقوم الأم أو المعلم بالإشارة إلى العناصر وأن يسميها الطفل بمفردها بواسطة أن يُسأل عن ما هذا والطفل يجيب.
بخلاف درس الفترات الثلاثة, يمكن أن يُقدم للطفل بطاقات يندرج فيها مفردات لتساعدهم لإضافة كلمات جديدة في قاموسهم, وتلك البطاقات يصنفها الطفل بناء على الفئات المختلفة, كما يمكن تقديمها كبطاقات للمطابقة للتعرف على الصورة والمفاهيم الجديدة.
الخطوة الثانية “الوعي الصوتي”
منهج المنتسوري يعتمد في تعليم اللغة للطفل على التعليم الصوتي في البداية ثم يبدأ في تعليم اللغة بالكامل, وهذا السبب يرجع لأن 50% من تعلم اللغة الإنجليزية هو تعلم صوتي لأنه يتبع قواعد, والأطفال يميلون للقواعد بسبب فطرتهم على النظام والدقة, والتعلم الصوتي هو منهج منظمة تهيئ الطفل على فهم وتفكيك رموز اللغة.
يتعلم الطفل في مرحلة الوعي الصوتي أصوات الحروف والمقاطع الصوتية الأساسية, وأثناء تلك المرحلة يجب تشجيع الطفل على إعداد كلمات صوتية وعندما يستعد يتعلم قراءة الكلمات الصوتية ذلك التعلم يزيد من ثقة الطفل بنفسه, وعلى هذا يوضح للطفل أن اللغة لها أشكال وقواعد يمكن اتباعها.
بعدما يتقن الطفل مسألة فك شفرات اللغة الإنجليزي ينتقل لمرحة الكلمات التي لا تتبع أي قواعد لغوية وتلك المرحلة تثير اهتمام الطفل.
الوعي الصوتي “أصوات اللغة”
عندما يفهم الطفل الأصوات الفردية في الكلمات يبدأ مرحلة الوعي الصوتي, وذلك عن بواسطة العديد من الخطوات التي تتمثل في :
1- النطق بنمط البطء والوضوح.
2- تحفيز الأطفال على التحدث ونطق الكلمات.
3- تكرار الكلمات الجديدة أثناء تعريف الطفل لها.
4- الغناء.
5- قراءة الكتب بصوت مرتفع.
6- إلقاء الشعر.
7- لعب ألعاب صوتية مثل “أنا أري” I Spy
لعبة أنا أري لتعزيز الوعي الصوتي
تلك اللعبة هي من وسائل التي تساعد الطفل في التعرف على أصوات الكلمات يمكن أن نلعبها مع مجموعة من الأطفال أو طفل صغير وتتم بواسطة أن يبدأ الشخص بمقوله ” أن أري بعيني الصغيرة شي في الغرفة أو شي تحمله كيا يبدأ بحرف ..” وعندما يخمن الاطفال الكلمة الصحيحة نستمر في نطق الكلمة بنمط بطيء.
تكرر تلك اللعبة حتى يتمكن الطفل أو أحدهم من سماع الكلمة الصحيحة, ولتطوير اللعبة يمكن أن تسير نحو تجميع ستة أشياء مختلفة بأصوات أولية مختلفة, أو نقول لهم أننا نبحث عن شيء يبدأ بحرف… وينتهي بحرف ..
إذا نجح الطفل في جمع المراحل يطلب منه سماع جميع الأصوات في الكلمات الأطول, وإذا ميز الطفل في جميع أصوات الكلمة يستعد بعد ذلك لاستخدام الحروف المتحركة في الكتابة والقراءة.
بالنظر لنظام التعليم في فصول مدارس المنتسوري سنجد أنه يعتمد على عنصريين اساسين في تعلم أصوات الحروف وكيفية تركيبها لإعداد الكلمات.
الأول الحروف الرملية :يقوم الطفل بتتبع حركة الحرف بأصابعه وكذلك ينطق صوت الحرف وليس اسمه.
الثاني الحروف المتحركة : يكون الطفل بها كلمات باستخدام الحروف قبل أن يمسكون القلم.
ربط اللغة المنطوقة بالمكتوبة
أثناء تلك المرحلة يقدم العلم أصوات ورموز اللغة بصورة مباشر, ويتم تفسير العلاقة بين اللغة المنطوقة والمكتوبة وهذا يسهل من عملية تعلم اللغة.
بعدما يربط الطفل الأصوات مع الرموز ينتظرون الفرصة لممارسة ما تعلموه, وهذا التعلم يتم من خلال التفاعل اليومي للغة وبالتالي يستخدم اللغة بشكل فعال.
الخطوة الثالثة تكوين الكلمات “الكتابة”
مفهوم الكتابة في مراحل تعلم اللغة بمنهج المنتسوري لا يعني أن يتعلم الطفل مسك القلم, ولكن الموضوع أشمل والذي يعني بمقدرة الطفل على تكوين الكلمات في ذهنه, وذلك هو الجزء الجانب الفكري من الكتابة حيث يتمكن الطفل من تركيب الحروف لتكوين كلمات بخلاف القدرة العضلية على إمساك القلم.
إعداد الطفل للكتابة
أول خطوة في إتقان الكتابة هي تجهيز العقل للعملية الكتابية ولكن هذا يتطلب التجهيز لعدة خطوات تتمثل في :
- الثقة بالنفس
- عقل منظم “ليعبر غن أفكاره بشكل منطقي”
- معرفة الكلمات وكيفية تكوين الجمل.
- الوعي الصوتي.
- المعرفة بالأصوات اللغوية.
- القدرة على التعرف على الأصوات داخل الكلمات.
- القدرة على ربط الأصوات بالحروف.
- القدرة على ربط الحروف لإعداد الكلمات.
- الرغبة في الكتابة.
إن رغبة الطفل في الكتابة لا تنشأ بعدما فهم الطفل أصوات ورموز اللغة, ولهذا يجب التعرف على الجانب الذي يجذب الطفل لتعلم اللغة ومعرفة ما يثير اهتمامه وكيف يمكن استكشاف ما يثير اهتمامه بواسطة الكتابة.
لجأت ماريا منتسوري للملاحظات الدقيقة للتعرف على إحتياجات الطفل وقدمت له مواد مختلفة وراقبت أسلوب تعاملها معه وكانت دقيقة في تسجيل البيانات التجربية الخاصة بالطفل, ولذلك يجب السير بناء على نهجها بواسطة :
1- تخصيص وقت محدد للملاحظة الصامتة.
2- اترك الطفل بحرية لاستكشاف البيئة إلا في الحالات الخطرة.
3- تسجيل تضرفاتهم ووقت تركيزهم وسلوكهم تجاه الأنشطة المختلفة.
4- تحليل اهتماماتهم وتكرار أنشطتهم للتعرف على ما يثير اهتمامهم.
وتتمثل أهمية تلك التقييمات في التعرف على مستوى الطفل واهتمامه الفعلي.
لا يقدم للطفل اختبارات كتابية ولا نجبرهم بالأوامر بل نقدم لهم دروس مريحة وكذلك نقدم لهم طرق حول استخدام المواد في الفصل الدراسي, وعند مراقبة الأطفال سنجد أنهم مثاليون ولكن البيئة والأشخاص المحيطين بهم هم بحاجة إلى التعديل.
بعدما تُلبي احتياجات الطفل الفكرية للكتابة يميل الطفل للاهتمام بالحروف المتحركة لتحويل الكلمات المنطوقة لشكل مكتوب.
ومثال قد يخبرك طفلك بتحمسه لحذائه الجديد ومن المؤكد أنك مهتم لسماع ذلك وبدلا من الاستماع لهذا يمكن أن توجه طفلك ليستخدم الحروف المكتوب ليعبر عن ما يريده, تلك الطريقة تدفع الطفل لاستخدام الكتابة كأداة للتعبير.
ملاحظات عن التهجئة
إذا كان عمر الطفل أقل من ست سنوات لا يتم التركيز على دقة التهجئة, فيما يتمثل الهدف الأساسي من الكتابة المكبرة في تكوين الكلمات واستخدام الحروف الأبجدية بصورة عملية والتعبير عن الأفكار بواسطة الكتابة.
وكلما استمر الطفل في تمارين الكتابة شعر بالراحة والسهولة في الكتابة, وشعره بالثقة أثناء تلك التمارين يبدأ الطفل في تعزيز مهاراته, وتلك المرحلة لا تركز على التهجئة بل هي مهارة تنمو تلقائيا على مدار الوقت.
الخطوة الرابعة القراءة
بعدما يُقدم للطفل الأساسيات اللغوية الشفوية والوعي الصوتي والكتابة يبدأ الطفل في القراءة.
ولا نجبر الطفل على تلك المرحلة في وقت معين لأن كل طفل يختلف عن الأخر, وتنشأ تلك المرحلة ما بين الثلاث وحتى ثمانية سنوات أو من أربع وحتى ست سنوات.
ويجب إعداد بيئة محفزة تشجعه على الإستعداد لتلك المرحلة, وأول كلمة يقرأها الطفل تحفزه على تكملة باقي الكلمات دون توقف.
ولدعم ثقة طفلك ويستمر في القراءة نقدم له كلمات تحتوى على حروف ثنائية مثل ch أو sh, وكذلك كلمات اللغز التي لا تتبع القواعد الصوتية مثل you, as, were, though.
وللحفاظ على تطور الطفل نقدم له كلمات غير صوتية ثم كتب القراءة الأولى, وكلما قرأ الطفل كثيراً سيجد أن اللغة الإنجليزية تضم أجزاء غير متوقعة ولهذا نساعدهم على تنظيم ما هو متوقع بواسطة التركيز على الأنماط الصوتية باستخدام قوائم الحروف الصوتية.
الخطوة الخامسة القراءة من أجل الفهم
عندما تزداد ثقة الطفل في قراءة الكلما يبدأ بعد ذلك في تعلم العبارات القصيرة, ويقدم للطفل عبارات قصيرة منعزل ويقدم في درس واضح, وتلك الدروس تحتوى على أدوات التعريف وبعد ذلك الصفات ثم حروف العطف ثم حروف الجر وبعد ذلك الأفعال وأخر درس هو الظروف.
بالنظر إلى سلسلة الدروس سنجد أنها تتلخص في عبارات تعمل الطفل يتنقل بسهولة للجوانب الأكثر تعقيدا, وتدريجياً يتجه الطفل قراءة الجمل الأكثر تعقيدا عن السابقة وبعد ذلك يعمل على تحليل الجمل.
ولا يوجد نهاية للاستكشاف, ولهذا يجب متابعة اهتمامات الطفل ونعززها من خلال أنشطة متعددة مثل تقديم أنشطة حول المتضادات إذا أظهر أهتمام حول ذلك وكذلك إعداد تمارين حول الكلمات المختصرة, وأيضاً تنظيم ألعاب شفوية عن الكلمات المركبة ثم متابعتها ببطاقات تعليمية وأنشطة عن الحروف الأبجدية.
وإذا استعد الطفل لقراءة الكتب نقدم له كتاب يتوافق مع مستواه, وهو يحتوى على بطاقات المفردات, وكتب القراءة الجماعية, وكروت التعريف الثلاثي التي توضح معاني الكلمات الجديدة.
ولذلك قبل أن يقدم المعلم أو الوالدين أي دروس أو طرق تعليمية يجب التدرب عليها بمفردك أو الاستعانة بشخص معك لكي تبتعد عن الأخطاء وتتسم بالدقة لضمان فهم الطفل وكذلك عدم التشتت لضمان الحفاظ على تركيز طفلك.
وتذكر أن نمط تفاعل الطفل يختلف بناء على إحتياجاته وهذا يلزم الدقة والمرونة.
يمكنك قراءة أيضاً :
تعرف على أنشطة منتسوري الحسية للاطفال من المنزل
تعرف على الاختلافات الرئيسية بين مدارس المنتسوري والحضانة التقليدية