كيف تجد معني لحياتك وتعيشها بصدق؟

يصل الإنسان في مرحلةٍ ما من حياته إلى لحظةٍ يتساءل فيها: هل أعيش حياتي حقًا أم أنني فقط أُكمل أيامي بلا هدف؟ غالبًا ما يطرح الفرد هذا السؤال عندما يعجز عن إيجاد معنى لحياته، أو حين يشعر بفراغٍ داخلي يفقد معه الأمل في تحديد الهدف الذي يمنح وجوده قيمة واتجاهًا.
ماذا يعني ايجاد المعني في الحياة؟
هي عملية اكتشاف ما يتوافق مع أعماقك وكذلك معرفة ما هي السلوكيات التي تمنح حياتك اليومية الشعور بالقيمة والأهمية ، حيث يعد الشعور بالمعني هو إدراك لماذا وجدت في العالم ولماذا تحدث الأشياء من حولك وهو الذي يمنحك الشعور بالانتماء ومدى تأثير في العالم الذي تعيش فيه.
بينما في جانب الصحة النفسية فإن ايجاد المعني يتخلص في كيف تفهم موقعك في العالم وكذلك معرفة دورك ومساهمتك فيه.
لهذا يمكن اختصار معني الحياة بأنه العملية التي يدرك فيها الفرد سبب وجوده في المجتمع وإدراك أن حياته له قيمة وأهمية تتخطي مجرد الروتين اليومي، وان جميع تجاربه التي مر بها سواء السلبية أو السعيدة لا تؤثر على ثقته بذاته وهو ما يمنحه شعوراً بالاتصال بالذات وبالاخرين وبالكون المتواجد فيه.
الفرق بين ايجاد المعني للحياة وإيجاد الهدف للحياة
أولا إيجاد المعني للحياة، يتمثل في أنه التجربة العاطفية والروحية التي تبث للفرد الشعور بأنه حياته لها قيمة وأهمية ولا يشترك وجود هدف واضح أو خطة تسير عليها.
- من أمثلة ايجاد المعني للحياة ما يلي :
- الاحساس بالامتنان لكل ما يدور حولك أو لما تمتلكه.
- الاحساس بالاتصال العميق بالله أو بالطبيعة أو للأفراد.
ثانيا ايجاد الهدف للحياة، يتمثل في أنه الجانب العملي لحياتك وهو الذي يتعلق بجميع أفعالك وليس فقط بمشاعره، لهذا يمكن القول إن الطريق الذي يوجه طاقتك فيه من أجل محاولة تحقيق هدف ما.
من أمثلة إيجاد هدف للحياة ما يلي :
- تأسيس مشروع له رسالة.
- العمل في مجال يؤثر بشكل إيجابي على المجتمع.
لهذا يمكن القول إن ايجاد المعني للحياة هو الذي يبث لك الشعور الداخلي بالرضا في حين أن إيجاد هدف للحياة هو يمدك بالحركة الخارجية من أجل التغيير.
مدى أهمية إيجاد معنى للحياة
تتمثل أهمية إيجاد معني للحياة لأنها تؤثر على كافي جوانب وجود الإنسان، ولهذا سنسلط الضوء على أهمية إيجاد معني للحياة بالنقاط التالية:
أولا تحفيز الفرد على العيش بنمط واعي وبهدف، إذا عرفت الفرد السبب الحقيقي من لماذا يعيش فالنتيجة هي زيادة تطوره بمعدل فعاله كما سيلتزم بتحقيق أهدافه.
ثانيا منح الشعور بالرضا الداخلي، مسألة وجود معني للحياة تبث للفرد فكرة أن لحياته قيمه وهذا يمهده للتقبيل الصعاب والتعامل معها بنمط من الهدوء.
ثالثاً زيادة الصمود في مواجهة التحديات، إذا حدد الفرد معني وهدف لحياته فسيتمكن من التحمل والتغلب على الالم أو الخسارة.
رابعاً تحسين الصحة النفسية، الاحساس بالمعني تجاه من الحياة له تأثير إيجابي متمثل في تقليل الشعور بالاكتئاب أو الفراغ الداخلي وهذا يطور من الاحساس بالسلام النفسي.
خامساً تطوير العلاقات الإنسانية، إدراك معني الحياة يمهد الفرد للوعي الذاتي تجاه ذاته وللآخرين وهذا يجعله ينبئ علاقات تتسم بالعمق والمصداقية.
سادساً الاحساس بالاتجاه والوضوح، وجود معني في حياة الفرد خطوة تساعد وتوجه الفرد لاتخاذ القرارات وتبعد عن الحيرة أو الضياع.
العوامل التي تساعد على إيجاد معني للحياة
1- الوعي الذاتي
هو أهم عامل رئيسي في رحلة اكتشاف معني للحياة وهذا يرجع لأنه عندها تعرف نفسك وتفهم قيمك وتتعرف على نقاط قوتك وضعفك فأنت بصورة مباشر تدرك ما يمد حياتك بالقيم.
وعامل الوعي الذاتي يمهدك لاختيار الأشياء التى تتوافق معك وتعبر عنك وليس اختيار الاشياء التى يفرضها عليك المجتمع ودائرة معارفك المحيطة بك.
2- وجود قيم ومبادئ واضحة
يعرف علماء النفس القيم بأنها البوصلة التى ترشد الفرد، في حين إذا حددت ما تؤمن به فستجد ان خطوة اتخاذ القرار أصبح أسهل وبالتالي تتحول حياتك وتصبح أكثر اتساق مع نفسك.
لهذا يمكن القول إن القيم هي العنصر الذي يمدك بالشعور بانك تسير في طريق صادق مهما كانت صعوبته.
3- العلاقات الإنسانية
وجود علاقات دافئة في حياتك عامل أساسي من أجل الشعور بأنك محبوب ومفهوم من قبل الآخرين مع التأكد من أنك تترك اثر في حياتهم، وعملية إيجاد معني للحياة لا يكمن في العزلة ولكن يكمن في الانتماء والمشاركة
4- مواجهة الألم والتحديات
فئة كبير من الأفراد أدركوا غايتهم في الحياة بعد التعرض لمراحل صعبة في حياتهم مثل الفشل أو المرض، وهذا يرجع لأن الألم يمهدنا للتفكير حول الأشياء المهمة في الحياة.
5- النمو والتعلم المستمر
الفرد الذي يهتم ويتخذ خطوات جادة في تعلم مهارة جديدة ويبدي اهتمام بكل معرفة أو معلومات يكتسبها هو الذي لا يتوقف عن البحث عن المعني في حياته وهذا يرجع لأنه يدرك أن المعرفة توسع من رؤية للعالم
6- المساهمة والعطاء
الشعور بأن وجودك يحدث فرق سواء من خلال عملك أو من خلال مساعدة الآخرين هو يجعلك تشعر بأن حياتك لها قيمة وتستحق العيش فيها.
خطوات تساعدك على إيجاد معني لحياتك
1- البدء ببساطة
كل ما عليك فعله هو تخصيص وقت كافي للتفكير في سؤالين الاول ما هو الذي يجلب لقلبك السعادة والسؤال الثاني ما الذي يجلب لقلبك الحزن، الهدف من تلك الأسئلة هو معرفة ما تحتاجه لعيش حياة تتسم بالتوازن والوعي.
2- طبق ما تفكر به بشكل عمليا
مارس الأمور التي تمنحك الشعور بالبهجة وتجنب الممارسات التي تستنزف طاقة، ولا تستهن بتلك الخطوة لأنها تتطلب منك الشجاعة في اتخاذ القرارات الجادة حول ما تريد تغييره في حياتك.
3- تأمل في شغفك وقيمك
كما ذكرنا عليك تخصيص وقت من أجل التفكير فيه بهدوء لمعرفة ما تحبه في حياتك وكذلك من أجل التعرف على العناصر التي تمثل أمر جوهري في حياتك، كما عليك معرفة القيم التي لن تتنازل عنها، الهدف من هذا التأمل هو اكتشاف الطريق الذي ترغب السير فيه.
4- ضع أهداف ذات مغزى
الخطوة التالية من معرفة قيمك وشغفك هي تحديد أهداف تتوافق معهما، ومثال توضيحي على ذلك إذا كنت تعطي اهتمام للتعاون فيمكنك المشاركة في الأعمال التطوعية.
5- جرب الجديد دائما
لا تخشى من تجربة اي شيء جديد، لأن هذا الأمر يساعد في توسع افقك كما يعرفك على الاهتمامات التي لم تكتشفها من قبل.
6- تنبي عقلية النمو
عليك أن تقتنع بمبدأ أن الصعوبات يمكنك التعلم منها وليس انا تقتنع بأنها تمثل عقبات في حياتك، كل ما عليك تغير هو أن تنظر للعقبات على أنها فرصة للتطوير وليس على أنها نهاية الطريق.
7- حافظ على التوازن
عليك أن توازن بين عملك وعلى راحتك وعلاقتك ووقتك الشخصي، عليك إدراك أن عملية التوازن لا تحدث بصورة تلقائية بل تنشأ بواسطة وضع حدود وتنظيم الأولويات.
8- مارس الامتنان واليقظة
عليك أن تهتم باللحظة التي تعيشها مع الامتنان لكل ما تمتلكه، يمكن ممارسة الامتنان بواسطة تدوين الاشياء التي تشعرك بالامتنان بشكل يومي.
يمكنك قراءة أيضا:
https://nfsyn.com/%d9%86%d8%b5%d8%a7%d8%a6%d8%ad-%d9%84%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%84-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b4%d8%ae%d8%a7%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b2%d8%b9%d8%ac%d8%a9
