الصحة العقلية

خطوات لتحسين النضج العاطفي

كيف تزيد النضج العاطفي لمشاعرك

الأغلبية العظمة للبشر يأتي النضج مع التقدم في العمر, ولكن هناك عوامل أخري للنضج مثل التنشئة والوراثة, وتلك العوامل تؤثر على كيفيه نمو النضج العاطفي.

وإذا أردت تطوير النضج العاطفي فأنه ليس مسار مباشر تتبعه, ولكن هناك عوائق وتحديات أو نكسات عاطفية جميع تلك الحواجز هي أجزاء طبيعية في عملية النضج.

ولتحسين النضج العاطف فمن المهم ممارسة التعاطف الذاتي والمعرفة بالوعي الذات وحب الذات بواسطة الارتباط القوى بنفسك ويمكنك العمل على تحديد مجالات التحسين وتطوير السلوكيات التي تشير أنك أكثر نضج عاطفيا عن السابق.

ما هو عدم النضج العاطفي؟

أن النضج العاطفي هو القدرة على الاعتراف بمشاعرك وفهمها, وكذلك يمكن وصف النضج العاطفي على أنه الذكاء العاطفي الاجتماعي.

ولذلك فأن عدم النضج العاطفي هو نقص لمهارات التنظيم العاطفي أو عدم تطور الثبات العاطفي.

وللتغلب على عدم فهم النضج العاطفي هو أن نفهم أنها عملية مستمرة لا تنتهي تتطلب جهد وتفاني وإصرار.

وفي جميع مراجل الحياة يتطور جزء من النضج وكأنه شكل من أشكال النمو والتطور ومن أمثلتها :

1- النضج الجسدي : وأن عمليه النضج لجسمك تمر بأربع مراحل وهم الرضاعة والطفولة والمراهقة والبلوغ.

2- النضج العقلي : مع مرور الوقت والبلوغ تتطور مهاراتك المعرفية والتي تندرج ف حل المشكلات أو معالجة المعلومات.

3- النضج العاطفي : أن التحكم في عواطفك بشكل مثالي يتقدم بالتوازي مع تقدم السن والتطور, مثال على ذلك حيث بدلا من أن تعبر عن غضبك في الطفولة بنوبات العياط فتنتقل إلى مراهق يعبر عن نفسه بالكلمات ويتأمل جميع تصرفاته.

وأن الشخص الناجح من الناحية العاطفية فأن لا ينظر على المشاعر السلبية أنها تمثل نقاط ضعف بل يدرك أهمية كيفية التعامل مع جميع أنواع المشاعر.

عندما تواجه أو تنشأ مشاعر حادة فأمنح مساعدة للخوض لها دون الابتعاد عنها أو السيطرة عليها.

أجريت دراسة بحثية لعام 2020 لعالم هندي عن ارتباط النضج العاطفي بالكفاءة الذاتية.

فيما أظهرت نتائج المشاركين في الدراسة البحثية أن الشخص الذي أظهر نضج عاطفي يتمتع بكفاءة ذاتية عالية, وأن مفهوم الكفاءة الذاتية العالية هو القدرة على حل المشكلات والتعامل في المواقف الصعبة.

وللنضج العاطفي عامل مؤثر في التحكم على المشاعر الشديدة, مثال على ذلك الشخص الناضج لا يتقبل ويفهم العواطف فقط بل يظهر كفاءة في حل المشكلات التي تواجهة في العمل مما يميزه على إمتلاك القدرة على البقاء بشكل هادئ تحت الضغوطات ومواجهة التحديات والتواصل مع الزملاء بشكل فعال.

أن النضج العاطفي يسمح لك بالسيطرة على التوتر والابتعاد عن الإحباط ويجد لك حلول ويحسن من بيئة عملك ويساعدك في المواقف الصعبة.

كيفية تحسين النضج العاطفي؟

لتحسين النضج العاطفي يتطلب إتخاذ خطوات تجاه نفسك مثل الوعي الذاتي والقدرة على الشعور بالراحة على الرغم من الظروف الغير المريحة, حيث يعد مواجهة المشاعر المكبوتة أمر صعب وستواجه أوقات تشعر فيها بالإرهاق ولكن لا بأس من ذلك.

عند محاولات تنمية الشخصية تذكر أن تسترح أثناء سيرك ومجهودك, على الرغم أن وقت تنمية نفسك هو وقت مناسب للتركيز على نفسك ويحدد أهدافك العاطفية ولكن تذكر أن تعتني بنفسك من خلال النظافة الجيدة واتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة.

وأعمل على إحاطة نفسك بدائرة من الأشخاص المحفزين لمساعدتك في الحفاظ على عقلية إيجابية.

5 نصائح لتصبح ناضج عاطفي بشكل أكثر

1- تطوير عقلية النمو :

لتحديد الأهداف والعمل على تحقيقها يتطلب ذلك عقلية للنمو والتي تعد أمر بالغ الأهمية للتحسين والتطوير بدلاً من الإخفاقات.

يقدم لك التشجيع للتعامل مع الفرص والتحديات بصفة حافز للتعلم وليس عوائق.

أن عقلية النمو تتدفعك لتني نظرة إيجابية عند مقابلة أشخاص حدد أو التعامل مع مواقف غير مألوفة.

بينما إذا كنت تريد إنشاء عقلية النمو وتحسين النضج العاطفي فقم بتقييم ذاتي للذكاء العاطفي من خلال الإجابة على سلسلة من الأسئلة التالي :

هل تدرك تأثير أفعالك على الآخرين؟
هل تتعامل مع التوتر بشكل جيد؟
هل تتقبل الملاحظات بصدر رحب؟

وأن التدريب على تلك الإسئلة هو بداية رائعة لتدريب عقلك على عقيلة النمو.

2- ضع حدوداً صحية :

أن دائرة معارفك أو عائلتك عادة ما تتجاوز حدود ويشعرك بعدم الراحة, ولمواجهة تلك الحدود يمكنك الرد بشكل مختلف بناء على سلوكاتهم ويساعدك على أن تكون نضج عاطفياً.

وتلك الحدود الصحية تعطي الأولوية لرفاهيتك وتشعرك بالأمان.

فأن عملية وضع الحدود والبقاء ثابت يظهر أنك تحترم وتقدر ذاتك, تلك الصفات تمثل عنصر أساسي لتطوير شخصية متوازنة وناضجة.

3- افهم مشاعرك : 

يعد فهمك لمشاعرك أمر ضروري وأن عملية التعبير عن مشاعرك قد يعد أمر مخيف, وأن الخطوة للتعامل بنضج أكبر هو التعرف على مشاعرك والترحيب بها.

عندما تعرف ما يجعلك شخص سعيد أو متحمس ومفعم بالحيوية فعليك استثمار ذلك بدل من الاستجابة لتلك المشاعر بشكل سلبي.

وفكر مع نفسك وأسال ما الذي يزعجك ولماذا, بالإضافة أنه كلما فهمت مشاعرك بشكل أفضل كلما زادت قدرتك على التعاطف وإظهار الرحمة على الأخرين.

4- تحمل مسؤولية أخطائك :

لا يوجد أى شخص لا يرتكب أي خطأ, ولكن عندما للوصل للنضج العاطفي فأن طريقة إستجابتك للأخطاء وتحمل المسؤولية هو أكثر أهمية.

بينما إذا أخطأت بعد ذلك فقدم الاعتذار دون تقديم أعذار, واستغل كل خطأ على أنه فرصة للتعلم ولتطوير مهارات جديدة وللتعرف أكثر لنفسك ولتحسين من نضجك العاطفي.

5- ابحث عن قدوة :

من الممكن أن تكون ترعرعت في طفولتك مع عائلة تتكون من أفراد غير ناضجين عاطفياً.

بينما إذا تقدمت في العمر يمكنك إختيار دائرة من الأشخاص تقضي وقت معاهم ويصبحون إيجابيون ومحفزين لك يساعدون في تطوير النضج العاطفي.

كما يمكنك مراقبة أصدقائك أثناء التعامل مع المواقف الصعبة وكيف يحترمون مشاعرهم, كل تلك الرؤى تمنحك معرفة عادات صحية لتكوينها وتلهمك لمواصلة تنمية نضجك.

علامات النضج العاطفي 

أثناء عملية تطوير النضج العاطفي ومعرفة علامات النضج التي تساعد على توجيه السلوك وتحديد نقاط القوة والضعف وأين تركز جهودك, وهناك ثماني نقاط تدل على أنك ناضج عاطفياً :

1- أنت متعاطف :

أن للنضج العاطفي عنصر أساسي حيث يتيح لك أن ترى المواقف والتجارب من رؤية شخص أخر, وتعرف متى يمر شخص ما بالضيق والوقت الصعب.

وكذلك يساعدك على فهم تجربة الأخرين بصدق والشعور بشفقة تجأهم مع الحفاظ على التوازن بين مشاعرك ومشاعرهم.

2- تضع حدود صحية : 

أن عملية وضع حدود صحية مع الأفراد المحيطة بك يتطلب وعي عاطفي ونضج, ومن أشكل ظهور النضح عند معرفتك لسبب شعورك بعدم الراحة عندما تواجه شخص ما والتعبير عن ذلك الشعور بوضوح, وأن التزام بتلك الحدود يمثل التزامك بذاتك الحقيقية.

3- تتحمل مسؤولية الأخطاء : 

أن النضج العاطفي تتمثل صورته عندما تعترف بخطأئك وتقدم اعتذار عنها أو أنك تتخذ استعدادات لحل النزاع, وأن الشخص غير الناضج هو الذي يلقي اللوم على الأخرين أو يدافع عن نفسه وكذلك لا يتحمل المسؤولية.

4- تتقبل مشاعرك : 

أن النضج العاطفي هو أن تتقبل جميع مشاعرك ولا تحاول أن تخفيها أو تتجنبها, ولذلك خصص لنفسك مساحة لمعالجة مشاعرك وأدرك أن المشاعر السلبية تمثل أهمية مثل المشاعر الإيجابية.

5- تطلب المساعدة عند الحاجة : 

عند طلبك للمساعدة من الأخرين وكذلك وضع حدود يمثل صور من النضج العاطفي, وأن إظهار التواضع والضعف يوضح أنه لديك نضج عاطفي لأنك تدرك أنك بحاجة للدعم وافتقار مهارة معينة.

6- تدير التوتر بفعالية :

أظهرت نتيجة البحث الذي نُشر في المجلة الدولية للتقييم والبحوث في التعلم أم الذكاء العاطفي يبعد عن الإحساس بالإرهاق وذلك بسبب إدارة التوتر والحفاظ على الصحة العقيلة وممارسة الرعاية الذاتية.

7- تصغي بفعالية :

أنه من عدم النضج أن تقاطع الأخرين أثناء حدثهم ويشير إلى بعض الأنانية وعدم القدرة على الاستماع, ولكن احترامك لهم دون مقاطعة لحديثهم فهذا يعكس تقديرك لهم وإذا قطعت أحدث دون عمد فأعتذر وعيد التركيز لحديثهم.

8- تلتزم بالمواعيد النهائية بانتظام: 

أن إدارة وقتك بالفعالية يجعلك تلتزم بمواعيدك وتتجنب التسويف وتلجأ إلى استراتيجيات تنظيم الوقت.

أن العنصر الأساسي في النضج العاطفي هو قدرتك على التعرف على مشاعرك وقبولها بغض النظر إذا كانت غير مريحة وتحترم إحتياجاتك وتحافظ على مشاعرك دون إصدار أى أحكام ولا تخشي الحصول على المساعدة عند الحاجة.

علامات عدم النضج العاطفي 

أن أشكال عدم النضج العاطفي قد تظهر في مواقف عديدة, ولكن التعرف على كيفية إظهارك لتلك السلوكيات يمكن أن يساعدك لتطوير العادات التي تحتاج لتحسين, ولذلك سنعرض لك علامات تدل على أنك غير ناضج عاطفياً :

1- الصعوبة في التعبير عن المشاعر :

إذا تتجنب التفاعل مع مشاعرك فهذا ينتج عنه عدم النضج العاطفي, وينطبق ذلك إذا تجد صعوبة في أن تكون ضعيفاً للتعبير عن مشاعرك أو الاعتراف بتجاربك السلبية.

2- ميلك لإلقاء اللوم على الآخرين : 

أن أشكال عدم النضج العاطفي هو إذا حدث خطأ ما فأن لا تبرر نفسك بل تلقي اللوم على الآخرين, وهذا يظهر الابتعاد عن تحمل المسؤولية ويعني أنك تركز على ذاتك فقط أو تفقد السيطرة على الاندفاع.

3- عدم طلب المساعدة : 

أن الخوف من طلب المساعدة عند حاجاتك وعدم استخدامك لمهارات التواصل فهذا يدل على عدم النضج, وعند الظهور بالضعف وغير الطفء يمنعك من طلب الإرشاد أو الاعتراف أنك تعانى من الإرهاق.

4- صعوبة التعامل مع التوتر : 

أنت لا تتعامل مع حالات التوتر بشكل جيد, إذا كان يومك مليء بالضغوطات وأدركت أنك تنزعج بسهولة من الناس أو تدرك أن شخص حساس هذا يأتي بسبب كبت المشاعر وعدم إفصاحك عنها, وفي دراسة أجريت في مجلة Journal of Psychosomatic Research أثبت أن كبت المشاعر يؤثر على الصحي بشكل سلبي وهذا يعرض لمشاكل صحية ويقصر من عمرك.

5- التعامل السيء مع النقد البناء : 

في حالة إذا تلقيت ملاحظة بناءة تهدف لمساعدتك ولكن تعاني من تقبل تلك النصيحة فأن هذا يدل على عدم النضج العاطفي, وبدلاً من أن تفكر بشكل منفتح قد تشعر بالغضب أو الذنب مما يجعل عندك صعوبة لتقبل النقد.

ويتأثر النضج العاطف بمواقف معينة سواء صدمات في السابق ببعض البيئات أو الأفراد, ولذلك تعرف على محفزاتك وكن رحيم مع نفسك أثناء عمليات التعلم والنمو وتطوير الذات.

العوامل التي تؤثر على عدم النضج العاطفي 

أن فهم أسباب عدم النضج العاطفي يساعدك للتعرف على طرق النمو والتطور, وهناك بعض العوامل التى تؤثر على عدم النضج العاطفي :

1- الصدمة في الطفولة : سواء إذا كانت جروح التعلق والبيئة المددلة التي يتعرض لها الطفل.

2- عدم القدرة على البقاء حاضراً.

3- قلة الوعي الذاتي.

4- قلة الشعور بالذات والهوية.

5- الحالات الصحية النفسية ومن أشكلها التوحد والاكتئاب والقلق.

ومن الأمثلة الواقعية العوامل التي تؤثر على رد الفعل العاطفي في التالي :

  • عندما تتجادل مع أخيك فهل تأخذ وقت كافي للتعبير عن مشاعرك وهل تفكر قبل أن تقول له شيء ما, أم تسمح للمشاعر السلبية المجال وإلقاء اللوم عليه وترفض تحمل مسؤوليتك.
  • في حالة إذا قدم لك مديرك ملاحظة سلبية عن عملك الأخر فهل تتقبل النقد أم تشعر بالغضب وتلقي اللوم على زميلك في العملك لأنه شتت إنتباهك, وتصف مديرك بالوقاحة لأن أعطي لك تعليمات قاسية.

إن إظهارك لتحمل المسؤولية لا يندرج فقط في أنك تخشي من ارتكاب الأخطاء والتعلم منها, ولكنه يظهر بالنضج العاطفي لك, ولكن إذا رد فعلك هو الدفاع في أى مواجهو فهذا يوضح أنك على عدم استعدام للاعتراف بأفعالك ومشاعرك بصدق.

وأن فهم نفسك وعاداتك وتجاربك السابقة يساعدك على مواجهة العقابات التى تعرقل تطور النضج العاطفي.

السعي لتحسين النضج العاطفي

في بداية العملية قد ترى أن النضج العاطفي يمثل تحدي, وتذكر أن النضج العاطفي لا يحدث بشكل تلقائي عند بلوغ عمر معين بل هو عملية مستمرة طوال الحياة.

وأن من فوائد النضج العاطفي هو تحسين التواصل وتكوني علاقات صحية والسهولة في التعبير عن نفسك بوضوح.

ويمكنك الاستعانة بمدرب نفسي للحصول على الدعم والإرشاد لتحسين نضجك العاطفي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى