تطوير الشخصية

طرق تحسين تقبل المجاملات

يسعد بعض الأشخاص عندما تتلقي مجاملة لطيفة وتعمل على تحفيزهم للإستمرار في التقدم, بينما على الجانب الأخر يجد بعض الأشخاص أن المجاملة أو التشجيع يمثل لهم توتر أو قلق.

وينتج هذا القلق بسبب ظنهم أن تلك المجاملة هي نقد مقدم له في صورة مزيفة وغير صادقة ولكن هذا ليس صحيح بل أن ذلك التفكير نباع عن الصوت الداخلي الذي يقدم للفرد عبارات تقلل من قدرته على الأداء الجيد والتميز.

لماذا تسبب لنا المجاملات الارتباك؟

تسبب المجاملات لكثير من الأشخاص بالشعور المضطرب الذي يمتزج بالارتياح والقلق في وقت واحد, ويري بعض الأشخاص أن الكلمة اللطيفة الصادرة عن الإنجازات أو المواهب قد تظهر في أنا غير صادقة ومستحقة ومنافقة, وذلك الشعور ينبع بسبب جذور من عدم الراحة أو قلة الثقة بالنفس أو نابع من الصوت الداخلي الذي يقلل من كفاءتنا وقيمتنا.

وعرف علماء النفس ذلك الشعور تحت اسم “التنافر المعرفي” وهو يعني التوتر العقلي الذي يتكون عندما الا تتوافق الصورة الذهنية المكونة عن نفسنا مع الطريقة التي يرانا بها الأخرين.

وّإذا تقدم لنفسك دائما النقد وتعرضت لموقف ووجهه لك شخص ما نقد إيجابي وقال لك “أنت رائع في هذا” فأن ذلك النقد يسبب لك الإزعاج لأنه لا يتوافق مع الصورة الذهنية التي تضعها لنفسك والذي يقول لك “كان بإمكاني أن أفعل ما هو أفضل”.

أن الصدام الناتج عن تلقي نقاد إيجابي يؤدي إلى ردود أفعال غير محسوبة وبالتالي تقول لذاتك جملة مثل “لم يكن شيئاً يستحق الذكر” أو جملة أخرى مثل”إنهم لا يقصدون ذلك حقاً”.

تلك الجمل التى ترددها على نفس تخفف من شعورك بعدم الراحة لكن يمتد تأثيرها السلبي وتمنعك من الاستمتاع بالجمل اللطيفة التي تتلقاها من الأخرين وتقبلها.

بينما أظهرت نتائج الأبحاث أن ذلك الصراع الداخلي يمكن رؤيته بشكل واضح لدي النساء, لأنه تم نشأتهم على التواضع المفرط والتركيز ظاهريا على الاخرين مما يوفر لهم الشعور بأن تلقى المجاملات يلقي الضوء عل عيوبهن المتخيلة.

وبالتالي إذا تلقت أحد النساء نقد إيجابي مثل “أنت رائعة” فذلك النقد يظهر لهم كأنه تذكير بأوجه العيوب التي يعتقدن أنهم يحملنها.

لماذا تعلم قبول المجاملات مهم؟

أن تقبل المجاملات الموجهة لك لا تقتصر فقط على تعزيز شعورك بالغرور بل يمتد الأمر ويشمل تعزيز عمليات الاتصال, لذلك يمكن تعريف المجاملات على أنها أحد أشكال اللطف في جمل مثل “أنا أراك, أنا أقدرك”, وعندما تتجاهل تلك المجاملات فأنت بدون قصد تهمل تفكير الشخص الآخر ولحظه ضعفه في التعبير.

ولكن إذا اتخذت الخطوة وتعلمت تقبل المدح والمجاملات فهذا يفسح لك المجال في إعادة صياغة الحوار والصراعي الداخلي المتسم بالشكوك الذاتية, وعندما تتقبل النقد الإيجابي فأنت توكد على قيمتك الذاتية وكذلك تحسن من التواصل مع العلاقات التي تضيف لحياتك معني وعمق.

كيف تتحسن في تقبل المجاملات 

يعاني الكثير من الأشخاص من الشعور بالتوتر تجاه المجاملات الموجهة لهم, ولكن يمكنك التدريب على تقبل المجاملات بلطف, ولذلك سنعرض لكم ثلاث استراتيجيات عملية :

1- قل شكراً وتوقف :

تعد تلك الإستراتيجية تعد أبسط الطرق للرد على المجاملات بطريقة تتسم بالامتنان الحقيقي.

وعندما ترد بكلمة شكرا على المجاملة تظهر أن تبدي احترام للكلمة الطيبة دون التقليل منها, أحرص عل مقاومة الرغبة في التقليل من المجاملات واترك الكلمات تُحدث أثرها.

مثال على المجاملة : “لقد قدمت مجهود رائع في هذا المشروع”.

الرد : “شكراً لك, هذا يعني الكثير بالنسبة لي”.

2- مقاومة فخ التقليل : 

إذا لم يتملك الفرد على الرد على المجالات فسيلجأ إلى تحويل مسار الرد على المجاملة ويقول :”لم يكن شيئاً يذكر”, أو “كان جهد الفريق كله”, بخلاف أن تلك الردود السابقة تظهر التواضع ولكن في جانبها الخفي فهي تعمل على تقليل قيمة المجاملة وتبعث الشعور للشخص الذي قدم المجاملة بالإهمال, ولذلك عليك أن تتحمل مسؤولية إسهامك.

مثال على المجاملة : العرض التقديمي الخاص بك وثيق الصلة بالموضوع”.

الرد : نعم, لقد حافني الحظ بتوقيت الموضوع”…. يفضل الرد على المجاملة كالتالي : “شكرا لك, أنا سعيد لأنك وجدت أنها ذات قيمة”.

3- تأمل ودع الكلمات تتغلغل : 

تتسم المجالات في أنها عابرة لا تتدوم لوقت كثير, ولكن أن تمتلك القدرة على جعلها تدوم, ولذلك خذ وقت في التكفير عن الكلمات الطبية ودعها تثبت في عقلك, يمكنك كذلك كتابتها في مذكرات الثناء واعتبارها على أنها نقاط قوة تدعمك أثناء الأيام الصعبة.

مثال على مجاملة : نصيحتك ساعدتني حقاً.

ذكر نفس في الوقت اللاحق : وجهة نظير أحدثت فرقًا.

إعادة صياغة المجاملات كهدايا للتواصل 

تتمثل أحدى الطرق تفكيرك السلبي عن المجاملات هي أنت تنظر لها على أنها كهدايا, فإذا تلقيت كلمة لطيفة فهذا يشير إلى أن ذلك الشخص يشارك تجربته الإيجابية معك.

وعندما تقبل المجاملة بشكل لطيف فهذا يشابه عندما تقول “شكراً لك على هذه الهدية ٍأعتز بها”, وبالتالي فأن تلك الإستراتيجية تساعدك على التوقف عن رؤية المجاملات في أنها أحكام أو نقد سلبي من وجهة نظرك على قيمتك الشخصية ويجعلها ترأها كأنها جسور للتواصل.

لذلك أحرص في المرات القادمة عندما تستقبل أي مجاملة أو كلمة طيبة تقبلها ليس فقط للحصول على فائد شخصية بل تعزيز من عملية الاتصال, وتذكر أن المجاملة هي إشعار تذكيري بأن أفعالك وحضورك تمثل معني للأخرين ويمكن استغلالها وتعزيز الشعور بالتقدير والتفاهم المتبادل.

وفي نهاية المقال يجد بعض الأشخاص أن الجمل اللطيفة هو تصرف غير مريح أو غير طبيعي بل هو يعد فرصة للنمو فعندما تعترف بقيمة المجالات فهذا لا يقتصر على الاعتراف بقيمك الذاتية بل يمتد تأثيرة ونكرم الشخص الذي قدم المجاملة وبواسطة ذلك نحن نخلق مساحة لاتصال أعمل وقفة أعلى لأنفسنا ومن حولنا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى