تطوير الشخصية

منتصف العمر و تغيير المسار الوظيفي: تحديات وفرص جديدة

تغيير المسار الوظيفي في منتصف العمر يشير إلى قرار شخص في سن متقدمة يختار تغيير اتجاهه المهني والعمل في مجال جديد أو مختلف عن المجال الذي عمل فيه سابقًا. يمكن أن يكون هذا القرار ناتجًا عن الرغبة في مزيد من الإشباع الشخصي والمهني، أو لمواكبة التطورات في سوق العمل وتوظيف مهارات جديدة، أو لتحقيق هدف أكبر للتحسين والتطوير المهني.

تغيير المسار الوظيفي في منتصف العمر يتطلب عادة شجاعة وقدرة على التكيف مع التحديات الجديدة. يمكن أن يتضمن هذا التغيير العودة إلى أماكن التعليم لاكتساب مهارات جديدة أو الحصول على شهادة تعليمية أعلى في المجال الجديد المرغوب فيه.

قد يواجه الأشخاص الذين يقومون بتغيير المسار الوظيفي في منتصف العمر بعض التحديات، مثل الشكوك والتوتر بسبب المخاوف المالية أو الثقة في النجاح في مجال جديد.

مع ذلك، يعد تغيير المسار الوظيفي في منتصف العمر فرصة جيدة للاستكشاف والنمو المهني، وقد يؤدي إلى رضا أكبر في العمل وحياة مهنية أكثر ملاءمة. يمكن أن يساعد هذا النوع من التغيير في تعزيز الرضا الشخصي والتحفيز وتحقيق إحساس بالتحقق من الذات في المسار المهني الجديد.

ليس هناك وقت متأخر للتعلم، هذا ما أكرره لنفسي باستمرار، وأحرص أيضًا على أن أخبر به المحيطين بي عندما يفكرون في تغيير كبير في حياتهم. فقد يكونون يفكرون في العودة للمدرسة أو البحث عن وظيفة جديدة. قد تكون الوظيفة تقدمًا في مجالهم الحالي – مما سيكون تحديًا بالنسبة لهم – أو قد يكونون يسعون إلى إعادة إكتشاف أنفسهم في مجال جديد تمامًا.

أظهرت دراسة أجراها المعهد الأمريكي للأبحاث الاقتصادية (AIER) أنه “في أي عام معين، يوجد بين مليون ومليوني شخص يقومون بتغيير مسار حياتهم المهني في سن متقدمة”.

تشير نفس الدراسة التي أجرتها AIER إلى أن الأشخاص الذين يحاولون تغيير مسار حياتهم المهني بعد سن الأربعين يكونون ناجحين وأكثر سعادة بفضل التغيير.

فوائد تغيير المسار الوظيفي يمكن أن تشمل ما يلي:

  • أبلغ 90 في المائة من المغيرين لمساراتهم الوظيفية عن شعورهم بالسعادة والتقليل من التوتر والنجاح بشكل عام.
  • لاحظ 50 في المائة من المغيرين الناجحين في مساراتهم الوظيفية زيادة في الأجر.
  • أفاد 72 في المائة منهم بأنهم يشعرون بأنهم أشخاص جدد بعد تغيير مسار حياتهم المهني.

كثير من الناس يجدون أنفسهم في مفترق طرق في حياتهم. قد يعبرون عن رغبتهم في تغيير جذري، ومع ذلك، قد يصعب عليهم القفز إلى الأمام. وأنا هنا أشجعهم وأخبرهم أنهم ربما لن يشعروا بالاستعداد بنسبة 100 في المائة مهما حصل ، وأنهم يجب أن يثقوا بأنفسهم وقدراتهم ورغبتهم.

في بعض الأحيان، ذلك ليس كافياً. يخشى الكثير من الناس التغيير. إن الإنسان مخلوق عادات وروتين. يقدم غوستافو رازيتي في مقاله عدة أسباب تفسر خوف الناس من التغيير:

  • عدم التأكد يغذي الخوف.
  • قبول عدم دوامية الحياة يسبب لنا العذاب.
  • خوفنا من الفشل يغذي أيضًا تجنبنا للتغيير.
  • إذا كنت تفكر في إعادة ابتكار نفسك، أشجعك على أن تقفز في هذا المجال. يمكنك فعلها وأعتقد أنك ستكون سعيداً بذلك.

وبصفة عامة، يمكن أن تكون فوائد تغيير المسار الوظيفي أكثر من ذلك. فقد يتيح لك التغيير فرصًا جديدة للنمو الشخصي والمهني، وتحقيق توازن أفضل بين الحياة الشخصية والمهنية.

قد يمنحك الفرصة لاكتشاف مهارات جديدة واكتساب خبرات متنوعة في مجال جديد. قد يعزز ثقتك بنفسك ويمنحك إشباعًا أعمق ورضا أكبر في حياتك العملية.

إن التغيير قد يكون رحلة ملهمة ومغامرة جديدة تفتح لك آفاقًا جديدة للتحقق من طموحاتك وتحقيق أهدافك المهنية والشخصية.

هنا بعض الأمثلة على مشاهير قاموا بتغيير مسارهم الوظيفي ونجحوا في مجالات جديدة:

  • ستيف جوبز: كان مؤسس ومدير عام شركة آبل، ولكنه اضطر للانسحاب من الشركة في وقت مبكر. بعد ذلك، قام بتأسيس شركة “نكست” و”بيكسار” ونجح في مجال الأفلام الرسومية، وفي نهاية المطاف عاد إلى آبل وقادها نحو النجاح الكبير.
  • جيف بيزوس: كان مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أمازون، ولكنه في وقت سابق من حياته كان يعمل في مجال الخدمات المالية. قام بتغيير مساره الوظيفي وتأسيس أمازون، وأصبح واحدًا من أغنى أشخاص العالم.
  • جيمس كاميرون: كان مخرجًا مشهورًا لأفلام الخيال العلمي والأكشن مثل فيلم “تيتانيك” و”أفاتار”. قبل ذلك، كان يعمل في صناعة الفن والتصميم، وقرر تغيير مساره الوظيفي ليصبح مخرجًا معروفًا.
  • مارثا ستيوارت: كانت مشهورة ببرامجها التلفزيونية في مجال الطهي والديكور. في وقت سابق من حياتها، كانت تعمل كموديل ومنسقة أزياء. قامت بتغيير مسارها الوظيفي وأصبحت شخصية عامة ناجحة في مجالات متعددة.
  • جاريد ليتو: كان ليتو ممثل شهير في أدوار الشباب الرومانسية والكوميديا. في وقت لاحق، قرر تغيير مساره الوظيفي والانتقال إلى أدوار درامية أكثر جدية مثل فيلم “ذي ريفنانت” والذي حقق له جائزة الأوسكار.

هذه أمثلة مشهورة على أشخاص قاموا بتغيير مسارهم الوظيفي وحققوا نجاحًا في مجالات جديدة. يعكس تحقيقهم للنجاح قوة الإرادة والاستعداد لمواجهة التحديات وتطوير المهارات اللازمة للانتقال إلى مجال جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى