كيف تكون منفتح مع الآخرين.. وتعزز تفاعلك

يعد الانفتاح من السمات التي تؤثر على طبيعة تفاعل الأشخاص أثناء الفعاليات الاجتماعية, وينقسم الأشخاص إلى نوعان, نوع يتسم بالطابع المنفتح والبعض الآخر يميل إلى الانطوائية.
والانفتاح والانطوائية هما طيفان وليسا ثنائيين, ومن الأفضل ألا تحدد طبيعة شخصيتك بناء على نوع محدد, فقري تري نفسك إنسان إنطوائي ولكن تحمل داخلك سلوكيات يمكنك تعزيزها وتصبح شخص منفتح.
وكل الأشخاص سواء الانطوائيين أو المنفتحين يسعون لتطوير المهارات الاجتماعية لتعزيز ثقتهم أثناء المواقف الاجتماعية وهناك بعض الاستراتيجات التي تساعدك في تبني سلوكيات الانفتاح.
فهم الانفتاح
الشخص المنفتح يمتد طاقته أثناء تواجده في المواقف والتفاعلات الاجتماعية, كما يرأى الأشخاص المحيطة الشخص المنفتح على أنه شخص يتسم بالجاذبية والود, وهناك معتقد يري أن سلوك الانفتاح لا يتعلق على أن تكون مركز الاهتمام بل يتعلق بالعثور على السعادة في الأجواء الاجتماعية.
السلوك المنفتح والمنطوي
طور الطبيب النفسي “كارل يونغ” الانطوائية والانفتاح الذي يعدى نوعان من السلوك والشخصية, وبناء على نظيره الطبيب فهو ير أن الشخص المنفتح ينمو أثناء التواصل مع الآخرين, وعلى الجانب الآخر يفضل الشخص المنطوي للتأمل الذاتي, وبذلك يعد الشخص المنفتح أكثر إجتماعية والشخص المنطوي أكثر تحفظاً.
وبذلك فأن الشخص لا يتحلى بالانفتاح أو الانطواء بصورة ثابته, بل كلاهما موجودين ولكن قد يميل الشخص لاتجاه أكثر عن الآخر.
كما أشارنا أن الشخص المنفتح ينمو أثناء التواصل الاجتماعي والتعرف على أشخاص جدد, وعلى الجانب الآخر يفضل الشخص المنطوي التجمعات قليلة العدد والميل للتواجد في الأنشطة الفردية.
سمات الانطوائية والانفتاح في مكان العمل
بيئة العمل تضم العديد من أنواع الشخصيات, و لا يوجد شخصية أفضل من آخرى, وكلما تنوعت أنواع الشخصيات كلما زادت الأفكار المقترحة والعمل المبتكر, ولذلك سنعرض لكم خمس طرق تختلف بها سلوكيات الأشخاص المنفتحين والمنطويين في بيئات العمل :
1- التفاعل الاجتماعي :
يفضل الشخص المنفتح المناسبات الاجتماعية في بيئة العمل مثل الحفلات بالمكتب أو المؤتمرات, وتفضيلهم لتلك المناسبات نابع من إنها تمدهم بالطاقة وتحسن من إبداعهم واهتمامهم كما يتعرفون على دائرة من الأشخاص بسهولة ويستمتعون بالحديث مع زملائهم.
بينما يميل الشخص المنطوي للمحادثات التي يتواجد في عدد صغير من الأشخاص أو التواجد في المواقف الاجتماعية التي يمكن التحكم بها, ويرجع السبب لأنها تسمح لهم بالتحضير المسبق, وعلى الجانب الآخر فأن الشخص الانطوائي يمكنه التفوق في الوسط الاجتماعي بخلاف الصورة النمطية المتكونة عنهم, كما تنفذ طاقة الشخص المنطوي أكثر المنفتح خاصاً إذا شعروا أنهم يمارسون دور ما.
2- بيئة العمل :
لكي يحافظ الشخص المنفتح على طاقته يحتاج إلى التحفيز البيئي كما يفضلون التواجد في بيئة العمل التي يتواجد بها التحفيز وفرص التحدث, وهم لا يفضلون العمل من المنزل لعدم استماعتهم بالوقت الهادئ.
فيما يجد الشخص المنطوي الراحة أثناء العمل من المنزل وبمفردهم, وتعد الضوضاء والتحفيز الخارجي من عناصر التشتييت لهم, وقد تقل طاقة الشخص المنطوي إذا تواجدوا في المواقف الاجتماعية بكثرة.
والبيئة الهادئة هي أفضل بيئة عمل للشخص المنطوي حيث توفر لهم فرص للتأمل الذاتي والإبداع.
3- التواصل والعمل الجماعي :
الشخص المنفتح يفكر بنمط الصوت العالي ويفضل مشاركة الأفكار التي تخطر بباله في وقتها, كما يفضل التواصل والاستماع للشخص الذي أمامه وجها لوجهه, وكذلك يفضلون العمل الجماعي بسبب صفة القيادة.
بينما لا يشارك الشخص المنطوي أفكارهم بسرعة بل يفضلون التفكير ببطيء وكذلك معالجة المعلومات والوصول إلى أفضل إستنتاج, فيما يلجأون للتواصل غير اللفظي الذي يتمثل في الكتابة ويعد أفضل طريقة للتعبير عن أنفسهم, وأثناء تواجدهم في الفعاليات يفضلون الاستماع أكثر من المشاركة بالحديث وكذلك التحضير للمحادثة والمشاركة.
4- التفكير النقدي واتخاذ القرارات :
يعتمد الشخص المنفتح في توجيه تفكيره على أراء الآخرين ولا يمتلكون القدرة على أي اتخاذ أي قرار بأنفسهم, وبذلك فيتسرعون في اتخاذ القرار دون التفكير.
والشخص المنطوي يفكر بشكل نقدي ويتخذ جميع الإجراءات قبل الموافقة على أى قرار ولا يلجأون لأي توجيه خارجي من قبل الآخرين.
5- سير العمل :
الشخص المنفتح يمتلك القدرة على أداء العديد من المهام في وقت واحد, كما تقل طاقته إذا وجهه تركيزه على مهمة واحدة, ويشعر بالراحة أثناء الانتقال بين الأفكار.
بينما الشخص المنطوي يتميز عندما يجد مساحة للتأمل الذاتي الذي يساعده في التركيز على أداء المهام, ويفضل التركيز على كل مهمة بمفردها, كما يشعر الإرهاق إذا انتقل من مهمة لأخرى.
هل الشخص الانطوائي يمكنه أن يصبح مدير جيد.
الشخص الانطوائي بإمكانه أن يصبح مدير جيد, بخلاف ما يعتقده الأشخاص أن المدير يجب أن يتحلى بصفة الانفتاح, ولكن إذا نظرنا للقادة على مستوى العالم فهم انطوائيين, ولكن اتسامهم ببعض الصفات مثل التعاطف وحل المشكلات والجانب الإبداعي يمكنهم من جعلهم قائد جيد ومخلص.
وبناء على مقال نشر في Harvard Business Review فهم يعتقدون أن المدير الذي يتسم بالانطوائية هو جيد لأنه يفضل الاستماع لجميع أعضاء الفريق, وكذلك يحفز السلوك الذاتي, وكذلك يستطيعون إدارة الفريق بشكل فعال ويلتزمون أثناء أداء المهام.
والقيادة الجيدة لا تقتصر فقط على تعزيز ميولك على الانفتاح مع الآخرين بل تشمل فهم أنواع الفريق لكي تساعدك على القيادة, وفي حالة عدم شعورك بالإرتياح أثناء التحدث أمام جمهور كبير فيمكنك استبدالها باجتماعات مقسمة لمجموعات صغيرة.
بينما إذا كنت تفضل العمل على الإفكار بشكل فردي فعليك تدوينها ثم مشاركتها مع فريقك في وقت أخر.
فوائد أن تكون منفتح
من أكثر الفوائد التي يمكن ملاحظتها هو التحدث بكل ثقة أمام الجمهور وكذلك يعزز من عمليات التواصل مع الأخرين ويزيد من ثقتك بنفسك, تلك المهارات الاجتماعية تعمل على زيادة الترابط في علاقات العمل وتساعد على النمو المهني, والتفاعل الاجتماعى بدلا من التجنب يساعد الشخص الانطوائي على الشعور بالراحة أثناء التواصل.
تطوير الانفتاح في مكان العمل
سنعرض لكم في النقاط التالية خطوات يمكنك اتخاذها لتكون أكثر انفتاح في بيئة العمل:
1- الاندماج في الحديث العابر :
الشخص الانطوائي يجد المتعة أثناء التواجد في المواضيع العميقة التي يعرفون جوانب عنها, ويعد الحديث العابر جزء من تعزيز الثقة وتكوين علاقات التواصل, ومن جوانب ثقافة الشركة هو التفاعل الاجتماعي العابر طوال اليوم.
لذلك عليك تغيير وجهه نظرك عن الحديث العابر, واستبدل تفكيرك وفكر في أن الحديث العبر هو أول خطوة لبناء محادثات وعلاقات مع زملائك العمل, يمكنك البدء بطرح سؤال عن طموحاتهم المهنية, أو ما ينون فعله في الإجازة القادمة.
2- اطلب التنبيه المسبق :
إذا نظرنا للشخص الانطوائي فأن أفضل وقت للتواصل معه عندما يكون لديه وقت للتفكير, وفي حالة عدم قدرته على التفاعل مع التفاعل العابر فيمكنه اللجوء لطلب تنسيق وإشعارات سابقة عن الاجتماعيات والفعاليات القادمة, ذلك التنسيق يشعره بالراحة, مثال على ذلك إذا حدد مديريك موعد لاجتماعي فرد للتناقش حول أمر ما, فيمكن للشخص الانطوائي أن يطلب ملاحظت في البداية حتى يساعده في التحضير لهذا الاجتماع.
3- اعتني بمستويات طاقتك :
الحصول على وقت من الراحة المناسب تساعد الشخص الانطوائي على التفوق والتفاعل أثناء المواقف الاجتماعي, وإذا كنت تعلم أن الفعالية الاجتماعة ستتطلب منك التواصل مع عدد كبير من الأشخاص فامنح نفسك قسط من الراحة.
يمكنك أن تطلب إجازة من العمل أو تعمل من المنزل لتهيئ نفسك لخطوات الفعالية القادمة, اهتمامك بصحتك النفسية تساعدك على تعزيز الشعور بالطاقة والمشاركة.
4- مارس المهارات الاجتماعية التي تجيدها :
كما ذكرنا في النقاط السابقة أن الشخص الانطوائي يتسم بالعديد من الجوانب الشخصية المميزة مثل التعاطف أو الاستماع الفعال, ولتعزيز مهارة الاستماع فيمكنك ممارسة التواصل البصري والتحكم في لغة جسدك وكذلك إعطاء أهمية للشخص الذي يتحدث معك.
وبالنظر إلى نقطة التعاطف التي تظهر في الشخص الإنطوائي فأنها تعد مهارة ناعمة وتساعد على بعث الشعور للأشخاص المحيطين بك أنك تهتم معهم وكذلك تهتم بسلامتهم العاطفية.
5- حدد أهدافك :
الشخص الانطوائي يقدم أفضل أعماله عندما يخطط لها بشكل مدروس, لذلك عليك أن تتحلى بصفة الانفتاح مثلما تهتم بتحلي التخطيط الدقيق, وبإمكانك البدء في عملية التخطيط بوضع أهداف صغيرة وقابلة للتحقيق على أرض الواقع بدل من البدء في أهداف صعبة.
مثال على ذلك في البداية يمكنك وضع هدف يتمثل في إلقاء التشجيع على زميلك لما قام بع من المهام أو المشاركة بملاحظات أثناء الاجتماع, تلك الخطوات تعد صغيرة ولكن تمنحك الشعور الراحة وتعزز من ثقتك.
6- احترم البطارية الاجتماعية الخاصة بك :
لا تدفع شخصيتك للتعامل مع الحياة مع شخصية مختلف عن طبيعتها لأنه يعزز من الشعور بالارهاق, ويعد معرفتك لخطوات تحديد حدودك يساعد في تجربة أشياء جديدة دون الخروج من دائرة الراحة.
ومثال على ذلك إذا تواجدت في فعالية إجتماعية لحماية طاقتك حدد وقت مثل 30 دقيقة للتواصل ثم أخذ راجة ذلك الأمر يساعد على تهدئة نفسك.
7- تعلم الدفاع عن نفسك بشروطك :
تشير الأبحاث أن الشخص الانطوائي يمتلك المهارات الناعمة التي يتحلى بها المفاوض, ومن المتوقع ألا تمتلك السلاسة الاجتماعية الداعمة للشخص المنفتح للتقدم في حياتهم المهنية ولكن القدرة على التخطيط ووضع استراتيجيات يدعم من نموك المهني.
واستغلالك لمهاراتك الطبيعة التى تتمثل توقع احتياجات الآخرين وطرح الأسئلة وإجراء البحث تساعدك على اكتساب الثقة.
المشاركة في الأنشطة الجماعية
يتألق الشخص الانطوائي أثناء التواجد في الأوساط الاجتماعية المنظمة, وبالنظر إلى الأوساط الإجماعية فهي تركز على الاهتمامات المشتركة بدلا من الاهتمام بالتفاعل الاجتماعي.
ومن وسائل التواصل الطبيعية للتواصل مع الآخرين هي الانضمام إلى الأندية أو اللجان لأنها تسمح للشخص التفاعل دون ضغط.
التطوع في الأنشطة تمكنك من التعاون مع أعضاء الفريق وتهيء لك أن تظهر مهاراتك وإنشاء روابط إجتماعية وبالتالي يجغل التفاعل أقل جهد, لذلك ابحث عن مكان للتطوع فيه يناسب سمات شخصيتك لأنها توفر مجال للنقاش ويجعل التفاعل الاجتماعي أكثر راجة.
ممارسة الاستماع الفعال
أوضحنا من قبل أن مهارات الاستماع الفعال هى التي تميز الشخص المنطوي, وهي ميزة قوية أثناء المواقف الاجتماعية والمهنية, وبواسطة التواصل البصري وطرح الأسئلة يبعث الشعور للطرق الآخر أنك تهتم به.
والاستماع الفعال لا يتطلب فقط البقاء صامت بل عليك مشاركة الأفكار في وقت المناسب, لذلك عليك معرفة تأثير الردود السريعة, وتعزيز مهارات الاستماع تتيح لك المشاركة في عملية التواصل بثقة كما تحافظ على التوازن بين الانطوائية والانفتاح.
10 نصائح لتكون منفتح في حياتك
1- ابدأ بالأشخاص المألوفين :
التدريب مع التواصل المنفتح مع أشخاص تعرفهم مثل الأصدقاء والعائلة يساعدك على التفاعل الاجتماعي مع وجود بيئة مريحة.
2- انضم إلى مجتمعات ذات الاهتمامات المشتركة :
تواجدك في مجتمعات يتواجد في اهتمام مشترك تساعدك على إنشاء محادثات بشكل طبيعي وسهولة.
3- تدرب على بدء المحادثات :
يمكن إعداد قائمة من التحديات مثل التحدث مع شخص جديد كل أسبوع بواسطة إبداء تعليق على تجربة مشتركة أو طلب توصية.
4- استخدم قاعدة نعم:
إذا تلقيت دعوة لحضور فعالية إجتماعية فقول نعم, حيث تعد تلك الفعاليات والتجمعات فرصة لتعزيز سلوكيات الانفتاح.
5- كن فضولي واطرح الأسئلة
يفضل الأشخاص في العموم التحدث عن أنفسهم, لذلك يمكنك أن تظهر اهتمامك تجاه الأشخاص من خلال طرح الأسئلة وبالتالي تحافظ على سلسلة النقاش.
6- خصص وقت للتعافي :
أحرص على تخطيط وقت قبل وبعد الأحداث الاجتماعية لإستراجاع طاقتك هذا الفعل يساعدك على العودة بطاقة كبيرة أثناء التفاعل الاجتماعي.
7- التعامل مع المحادثات السطحية كمهارة :
الأحاديث العابر استغلها بشكل جيد ولا تنظر لها على أنها تفاعل سطحي بل هي وسيلة لبناء العلاقات.
8- ادخل في أداور القيادة :
لتعزيز سلوكيات الانفتاح يمكنك التطوع في حدث اجتماعي لأنه يضعك في مواقف متعددة تتطلب منك مهارات مختلفة.
9- استخدم لغة الجسد بوعي :
احرص على الحفاظ على وضع الجسد بصورة مفتوحة وعلى التواصل البصري تلك الأفعال تساعدك على التواصل الجيد.
10- احتفل بالنجاحات الصغيرة :
أي تقدم صغير حققته اعترف به لأن هذا الفعل يعزز من ثقتك بنفسك ويساعدك على الاستمرار في النمو.
في نهاية المقال عليك معرفة أنه لا يجب التخلي عن صفات الانطوائية بل الأمر هو توسيع مجموعة أدواتك المهنية للتعامل مع المواقف المختلفة في بيئة العمل, ومن خلال الخطوات السابقة يمكنك تعزيز ثقتك بنفسك مع احترام ذاتك الحقيقة.