ما هو تدمير الذات وأعراضه… وطرق التغلب عليه

يعض الأفراد قد يدمرون أنفسهم سواء كان هذا الضرر منعه من تحقيق أهداف سعى لتحقيقها أو أراد أتباع نمط جديد في حياته الروتينيه.
وعدم الوعي تجاه السلوكيات المدمرة يظهر أن الحياة مستحيل إعادتها إلى نمطها الطبيعي ولن تنجح في تحقيق الأهداف التي تعمل على تحقيقها, لذلك إذا سعيت لتحقيق اثر في حياتك عليك التركيز على ما يمكنك التحكم فيه وعدم التركيز فيما لا يمكنك التحم فيه ولا تقلق سلوكك يمكنك تغييره.
ماهو تدمير الذاتي؟
بالنظر إلى مصطلح التدمير فهو أن يتضرر الشخص بصورة مقصودة لفعله سلوك ما, ونادراً ما يعيق الفرد نفسه ويمنع ذاته للحصول على ما يريده وهذا الأمر ينظر له الآخرين على أنه متعمد.
ما يعنيه التدمير الذاتي؟
يمكن تعريف التدمير الذاتي في أن يتخذ الشخص قرار سلبي أو يفعل سلوك ما يعرقل من نجاحه وكذلك من تحقيق أهدافه وهذا الأمر قد يفعله الشخص بصورة واعية أو العكس, وسلوك تدمير الذات يصل تأثيره على النجاح الشخصي والمهني وكذلك يمتد للتأثير على صحته النفسية.
وبخلاف سلوك تدمير الذات قد يتبع الفرد أنماط سلوك تؤثر على قرارته وخياراته في الحياة ويعد معرفة أسباب التدمير هو الأساسي لمنع التفكير في تلك الأنماط.
ما الذي يسبب التدمير الذاتي؟
السلوك المدمر الذات يعد استجابة بيولوجية, في حالة إذا وضع الشخص أهداف لنفسه فسيحصل على دفعة من الدوبامين, بينما إذا جاء وقت تحقيق الهدف يشعر الفرد بالخوف من الفشل وبالتالي يتجنب التحديات وتلك العملية تعرف باسم “صراع النهج والتجنب” هو أن تنجذب للأهداف ولكن تخشى الفشل وتبتعد عن تنفيذ أولى خطوات تحقيق الأهداف.
فيما ينشأ تدمير الذات عندما تجد إختلاف بين القيم والسلوك, وهذا الأمر يحدث في موقفين الأول عندما تجبر على فعل شيء لا يتوافق مع ما تريده أو عندما نعرف ما نريده ولكننا لا نتخذ أي خطوة لصالحنا تساعدنا.
وسنعرض لكم مثالي لتوضيح تدمير الذات وهو إذا أخبرك طبيب أنه يجب عليك البدء في أولى خطوات ممارسة الرياضة بالإضافة أنك تكره الذهاب إلى صالة الجيم ولكن ستقوم بالاشتراك في الجيم وستشترك في جلسات تدريبية مع مدرب خاص ومع أول يوم في التمرين تصل متأخر عن الوقت المحدد بعشرين دقيقة وكذلك لم تحضر الحذاء الرياضي, نستخلص من هذا المثال أن هناك تصرفات لا تتماشي مع هدفك الحقيقي مما يضع عقبات أمامك تصعب من الالتزام
التعرف على تدمير الذات
تتنوع الأساليب المختلفة التي تمكنك من التعرف على سبب تدمير الذات, وأهم خطوة تتمثل في التعرف على هذا السلوك هو البدء في تطوير الوعي الذاتي, وبواسطة هذا الوعي يمكنك من ملاحظة السلوكيات الضارة التي تؤثر على مدى تقدمك في حياتك المهنية والشخصية.
وهناك جمل تمكنك من البحث عن سبب تدمير الذات مثل عندما تقول أنك تسعى لتحقيق هدف ما ولكن ذلك السلوك هو الذي يبطئ من الأمر ومثال توضيحي أخر هو عندما تقول أريد الحصول على جواز سفر ولكنني أعمل على إضاعة الوقت.
إذا بدأ بطرحت هذه الأسئلة على ذاتك ستلاحظ أفعالك, وعلى الجانب الأخر سنعرض لك بعض الأنماط المنتشرة للسلوك المدمر :
1- الكمالية :
هناك بعض الأشخاص الذين يفضلون الكمال وهذا أمر جيد ولكن يتداخل مع الكمال فعالية المهام التي تعمل عليها, لذلك هؤلاء الأشخاص يجدون صعوبة أثناء بداية المشروع بسبب تركيزهم على التفاصيل الكاملة, والجانب السيئ من هؤلاء الأشخاص يتمثل في قسوتهم على أنفسهم كما يتخلون عن الفرص المحتملة قبل البدء في المشروع.
2- الاعتدال :
ذلك الأمر خاص بأن يجد الشخص صعوبة في وضع حدود أمام الآخرين وبالتالي يوافق على كل ما يطرح عليه أو يعاني الشخص من صعوبة في الإفراط في السلوكيات السيئة.
وهناك طرق تساعدك على إخفاء المبالغة سواء في ممارسة الرياضة حتى تصل لمرحلة من الإرهاق أو السهر لمشاهدة التلفاز وتلك المبالغة هي من الدوافع القوية لتحقيق الأهداف وفي الغالب تخفي خوف داخلي من النجاح.
3- التشغيل على الفراغ :
إغفالك للاحتياجات الشخصية بسبب تحقيق المزيد من الأهداف أو المهام ليس أمر غير مهم ولكنه من علامات تدمير الذات.
4- التسويف :
يعد تأجل المسؤولات إشارة إلى قلة ثقتك في نفسك وبالتالي أنت تضع حاجز من تطوير من ذاتك وتضيع الوقت والمواد التي تعمل على تعزيز شخصيتك.
وهنا إرتباط وثيق بين الكمالية والتسويف, فإن الشخص الكمالي قد يؤجل البدء في المهام إذا شعر أنه لن ينجزوا المهام بأفضل شكل.
5- نقص التواصل :
قد تعلم أنك تريد المساعدة في أداء مهام محددة ولكن تأخذ خطوة للخلف وتقرر عدم التواصل, ولكن عليك إدراك أهمية التواصل سواء على جانب حياتك الشخصية أو المهنية وقلة التواصل يعمل على تدمير العلاقات.
وفي حالة إذا وجدت رغبة في مقاومة التواصل فهذا نابع من النقد الذاتي, حيث يتوقع الفرد أن طلب المساعدة سيظهر جوانب القصر والضعف.
أعراض تدمير الذات
قد لا تظهر علامات تدمير الذات وقد تظهر بشكل واع, ولذلك سنعرض لكم بعض الطرق التي تشر أن الشخص يدمر ذاته سواء في جانب حياته العملية أو الشخصية :
- رفض طلب أي مساعدات.
- الزيادة في التدقيق والرغبة في إتباع سلوك التحكم.
- البدء في الصراعات والمشاكل مع دائرة معارفك من زملائك في العمل أو أفراد عائلتك.
- إعداد قائمة من الأهداف الغير مهمة.
- تجنب التواجد مع مجموعة.
- زيادة الحديث السلبي مع ذات.
- تقويض العلاقات الشخصية بشكل مستمر.
- تقديم الأسف أو تحويل اللوم على ذاته.
- تقويض الأهداف والقيم الشخصية.
- إغفال الاهتمام بالعناية الذاتية.
- المبالغة في الأفعال, تعاطي المخدرات أو الإسراف في إنفاق المال.
- البحث الدائم عن الموافقة.
- التسويف المزمن.
- التردد في الحديث عن نفسك.
التأثير النفسي لتدمير الذات
إذا لم يكن لديك وعي كافي حول أشكال التفكير السلبي ومدى تأثيرها على سلوكنا من المؤكد أن يسيطر التدمير الذاتي على روتين حياتينا اليومي وهذا يتمثل في الإحساس باليأس وعدم التفاؤل حول المستقبل أو الصعوبة في تحقيق الأهداف, وهذا الأمر يعني أن السلوكيات السلبية ترسخت بالذات.
ومع زياة تأثير ذلك التفكير السلبي تولد مشاعر عدم الامان كما تستنزف الحماس والتقدير والشك حول قدراتك.
وينتج التفكير الدائم بالفشل النابع من التدمير الذاتي إذا خرجنا من منطقة الراحة ونشعر بالتوتر والقلق, وسلوكيات التدمير الذاتي تدفعنا للتصرف بأفعال تضر مصلحتنا الخاصة.
5 طرق للتوقف عن تدمير الذات
1- تطوير الوعي الذاتي :
أطرح على نفسك أسئلة تتلخص في ما هو شكل التدمير الذات الذي تتعرض له أو سؤال أخر مثل هل تنتظر لأخر لحظة لبدء المشروع أو هل تخلق الصراعات أو هل تهرب من المواقف التي تمثل لك تحدي.
بعد طرحك لتلك الأسئلة يأتي الدور على البدء في الاستسفار كما ذكرنا في النقاط السابق أنك تريد تحقيق هدف ما ولكن سلوك معين يعيقك من تحقيقه, إذا حددت الهدف والسلوك الذي يمنعك يمهد لك الطرق في فهم تأثير السلوك السلب.
من المتوقع أن يوجد ارتباط بين القلق والسلوك المدمر للذات, والقلق يدفع الفرد على أخذ خطوات للخلف وتمنعه من تحقيق أهدافه وبالتالي يتجنب أن يحقق هدف وكذلك يشمل تجنب العواقب السلبية التي تتمثل في المشاعر السلبية المرتبطة به.
مثال توضيحي على النقطة السابقة إذا كنت تريد الحصول على جواز السفر ولكن في العديد من المرات أغفلت موعد التجديد, ومع التفكير لمعرفة السبب فستجد أنه بسبب تقلق من عدم توفير المال أو عدم تواجد وقت للسفر وبالتالي تتجنب تجديد جواز السفر.
ويعد الحل الأنسب عندما تجد أنك تتجنب القيام بشئ ما هو ان تتوقف وتتسأل عن ما الذي تخاف منه, وهل هذا الخوف حقيقي أم وهمي, وما هي طرق التعامل معه بصورة إيجابية.
2- اكتبها :
تدوين الملاحظات يساعدك على تحديد أشكال السلوك, وبعد فترة من تدوين الأفكار والمشاعر ستجد أنك تشتكي من نفس الأمور, لذلك شاركها مع المدرب أو المعالج النفسي هو يمتلكون القدرة على إيجاد طرق لمواجهتها.
وبالرجوع إلى الصدمات الماضية فهي السبب الرئيسية لنشأة سلوك تدمير الذات لذلك قد تلجأ لمعالج نفسي متخصص لمعالجتها.
3- ضع أهداف صحية وخطط جيد وأبدأ بتنفيذها:
بعد أعداد قائمة من الأفعال التي ترغب في مواجهتها يأتي بعد ذلك إعداد خطة للتعامل معها, مثال توضيحي على ذلك إذا كنت تؤخر في تحديد مواعيد مهمة اجعل من إضافتها إلى جدولك قاعدة شخصية مثال سأضيف جميع مواعيدي إلى جدولى بصورة مباشرة بخلاف شعوري.
وتتمثل الفائدة من القاعد الشخصية في أن العادة تصبح أقوى من التردد من فعلها وبالتالي يسهل عليك أخذ خطوة تجاهها.
كما يساعدك على اكتشاف العقبات العاطفية الآخري التي قد تعيقك, وأيضا يقلل من التسويف الذي يحد من العناصر الأساسية في السلوك المدمر, فيما إذا لم يكن لديك المعرفة الخاصة حول البدء فيمكنك التحدث مع المدرب لتقديم الدعم والإجابة على جميع أسئلتك.
4- ممارسة اليقظة :
أشكال التدمير الذاتي قد تكون مؤلمة للكسر وبالنظر إليها فقد تكون مرتبطة بآليات التكيف القديمة وكذلك قد تمنعك من تحقيق أهداف كانت مهمة لك, وبمجرد معرفة سلوكيات تدمير الذات ستلاحظ مدى تأثير هذه السلوكيات على مدى علاقاتك المهنية والشخصية والعاطفية.
وتتمثل أهمية ممارسة اليقظة الذهنية في أنها تعلمك كيف تجلس مع مشاعرك دون الهروب منها, كما يمكنك اتباع تمارين التنفس العميق التي لها تأثير على تعزيز وعيك الذاتي وتفتح لك الطريق للتعرف على أفكارك السلبية, وأخيرا تمكنك اليقظة الذهنية في تحسين الرحمة الذاتية التي تساعدك على تجاوز الأخطاء الماضية.
5- تحدى الأفكار السلبية :
الأفكار السلبية المتكررة تعمل على تحويل تركيز الأفكار إلى الشك الذاتي الدائم, ومن أمثلة الأفكار السلبية هي عندما تقول لذاتك انك لن تكون جيدا في هذا المجال أو أنا دائما فاشل, وللتوقف عن التفكير في تلك الأفكار فكر هل تلك الأفكار حقيقة أم مبنيه على أساس الخوف.
بينما يمكنك تحويل تلك الأفكار إلى إيجابية وتقول لنفسك مثل مازالت أتعلم ومع الممارسة سيتحسن مستوايا, أو تقول كل شخص يخطء والأهم هو الاستمرار, تذكر أن هذا التحويل يتم بمرور الوقت.
-6- التواصل وطلب الدعم :
أخر خطوة في التوقف عن تدمير الذات هي التواصل وطلب الدعم, وعلى الجانب الأخر لا يفضل الشخص الذي يعاني من تدمير الذات يتجنب الحديث عن مخاوفهم وذلك بسبب الخوف من تلقى النقد أو الرفض.
بينما تتمثل فائدة مشاركة مخاوفك في أنه عندما تشاركها تقل من الشعور بالرعب, وأن التواصل وتلقى الدعم يساعد في السير بالمسار الصحيح, وبالنظر إلى دائرة معارفك فهم يقدمون أفكار وحلول لم تخطر ببالك.
مثال توضيحي على تلك النقطة إذا تناقشت مع أصدقائك وقلت لهم أنك تريد استخراج جواز سفر فمن المؤكد أن يرشحون لك أفكار لرحلات ممتعة واقتصادية وبالتالي سيتغير تفكيرك وتأخذ خطوة للذهاب لتلك الرحلة.
كيفية التوقف عن تدمير الذات في العمل
تدمير الذات يظهر في بيئة العمل في شكل تسويف المهام أو الأداء الضعيف أو الصراعات مع الزملاء العمل وأساس مواجهه تلك الأفعال هو الوعي الذاتي وإتباع استراتيجات فعالة, ولذلك سنعرض لكم خطوات تقلل من تأثير سلوك تدمير الذات في العمل :
1- التحدث مع مديرك :
إذا تناقشت مع مديرك فمن المؤكد حصولك على ملاحظات ذات قيمة, يمكنك طلب ملاحظة عن مجالات يمكنك تعزيزها, وفي حالة إذا شعرت بالإرهاق فتحدث بصراحة مع مديرك حول التحديات التى تعوقك, الصراحة والشفافية تفتح لك الطريق لفهم ما هو متوقع منك في بيئة العمل.
2- التواصل :
إذا أدركت أنك متأخر في البدء بالمشروع وتحتاج إلى المساعدة لذلك فأنسب حل لهذا الأمر هو التواصل الذي يساعدك في توجيه تركيزك على ما تقوم به, وتواصلك مع الأشخاص يقلل الخوف.
3- خذ فرصة :
إذا ظهر تدمير الذات وأثر على أدائك أثناء أداء المهام فمن المتوقع أن يقل تقديرك لذاتك وبالتالي تقل رغبتك في طلب أي زيادة في الراتب لعدم إيمانك بأنك تستحق هذه الزيادة, أو قلة تقدير الذات قد تظهر في صورة أخرى وهو الشعور بالقلق أثناء التواجد في الاجتماع وهو يمنعك من عرض الأفكار, وأثناء الشعور بالتدمير الذاتي إذا وجدت أي فرصة تساعدك في التخلص منه فلا تخف وخذ خطوة للأمام لطلب الدعم.
كيف تتوقف عن تدمير العلاقات
إذا شعرت بقله أو إنعدام في تلقي مشاعر الحب فمن المؤكد أن تبتعد عن أحبائك, وهناك عادات قد تقوم به تجاه دائرة معارفك ولكن يصعب اكتشافها, ولذلك سنعرض لكم خطوات التوقف عن تدمير العلاقات لكي تنشأ علاقات تتسم بالإيجابية.
1- في المقام الأول ضع القيم :
عليك أن تدرك بشكل جيد الأفعال السيئة التي تقوم بها مثل البدء في المشاكل أو التعامل بصورة غيرة لائقة أو اللجوء للكذب ومع جميع تلك الأفعال تدمر العلاقات مع الأشخاص المحببين لك, وكلما تقلل من تلك الإفعال زاد إدراكك لأهمية تعارض تلك الأفعال مع قيمك الشخصية.
2- انتبه للعلامات الحمراء :
إذا تعرض للصدمات المؤلمة بالماضي فمن المتوقع أن تقوم بمثل الأفعال الخاصة بالماضية مع العلاقات الحالية حتى لو كنت تتجنبها بصورة واعية, والتعرف على الإشارات الحمراء في العلاقة يمهد لك معرفة متى تحتاج للدعم والتوجيه.
3- ركز على تطوير ذاتك :
التواجد في علاقة عاطفية تبظهر عن المخاوف وانعدام الأمان لكلا الطرفين, لذلك على كلا الطرفين الاهتمام بالرعاية الصحية والعاطفية والجسدية بصورة مستمرة.
وذلك الاهتمام يتم من خلال الاهتمام بتقديرك لذاتك بعيداً عن إطار العلاقة, الاهتمام بممارسة التأمل والرياضة وتخصيص وقت لهواياتك, طلب المساعدة إذا تعاني من مشاكل غير صحية حول نفسك أو شريكك.
لذلك في نهاية المقال أعلم أهمية معرفة أنواع تدمير الذات وكيف ينشأ وكن لطيف تجاه ذاتك وتذكر أن تغيير نفسك لا يتم من مرة واحدة بل هو سلسلة من الخطوات.