تطوير الشخصية

كيفية قبول الذات وتطويره

إذا كنت تعاني من قبولك لذاتك فهذا يؤثر على جميع جوانب حياتك, ويمتد ذلك التأثير ويصل للتأثير على ثقتك بنفسك وبالتالي يمنعك من تحقيق أهداف.

بينما إذا نظرنا للأشخاص الذي يتمتعون بقبول ذاتي فهم كذلك يمتلك القدرة على المرون تجاه أي نقد موجه لهم, ويستمرون على العمل وتعزيز ذاتهم, ولذلك سنعرض لك ما هو القبول الذاتي, ولماذا يعد قبول الذات أمر مهم.

ما هو قبول الذات؟

قبول الذات يمكن تعريفه على أنه قبول كل من ذاتك وجميع صفاتك الشخصية بمميزاتها وعيوبها كما هي وذلك يشمل صفاتك الجسدية والعقلية.

ولا يقتصر الأمر على المفهوم السابق بل هو كذلك القدرة على احتضان نفسك والاعتراف بها بشكل كامل بخلاف نقاط القوة والضعف وتجاربك وعواطفك دون تقديم أي نقد ذاتي أو أحكام عليها, ولذلك فيمكن تعرفيها بأنها تقدير قيمتك الذاتية بخلاف النظر عن الإنجازات الخارجية أو الإخفاقات وأراء الأخرين.

لماذا يعد قبول الذات مهم؟

تتمثل أهمية قبول الذات في أنها عنصر نمو الشخصية وتعزيز الرفاهية العاطفية, وعندما تمارس احتضان لنقاط القوة والصفات التي تمثل لك تحدي فهذا يفسح لك المجال لانتقاد الذات, وعندما تعترف بمعدل تقدمك وتحتفل بصفاتك الإيجابية فهذا يحسن من ثقتك بنفسك والقدرة على الصمود أمام التحديات.

ويُولد الخلاف مع قبول الذات عندما ترفض أجزاء من ذاتك وترغب في تغييرها, وإذا تقبلت تلك السمات التي ترغب في تغييرها فيمكنك التعامل معها بلطف دون إصدار أي أحكام.

وعندما تدرك الوعي الذاتي بيكفية التعامل مع السمات المزعجة لك فأنه لا يعزز النمو بل يساعدك على بناء عادات صحية وتحسين سلوكيات.

تذكر أن قبول نفسك يحسن من شعورك بالسلام الداخلي والذكاء العاطفي وبالتالي يفسح لك المجال للتغلب على صعوبات الحياة بطريقة واضحة وبثقة وتعاطف أكبر.

كيف يؤثر قبول الذات على حياتك اليومية؟

أظهرت نتائج الأبحاث أن تقبل الذات هو عنصر أساسي للحفاظ على الصحة النفسية والرفاهية العامة, وكلما أنخفض مستوى قبول الذات كلما زادت الإصابة بالأمراض النفسية, وتقبل الذات لا يقتصر فقط علي الصحة النفسية بل يمتد ويشمل تأثيره على الحياة اليومية وعلاقتك مع الأخرين والشعور بالراحة العامة.

ولذلك سنعرض لكم خمس أمثلة تعكس تقبل الذات على حياتك اليومية :

1- تقبل الذات يساعدك على التحكم في عواطفك :

عندما يقل معدل قبولك لذاتك فهذا يؤثر بشكل سلبي على الجزء من الدماغ المسؤول عن التحكم بالعواطف, وبسبب القلق أو التوتر أو الغضب يؤدي إلى فقدان التوازن النفسي والانفجارات العاطفية.

وعلى هذا فأن مستوي قبولك لنفسك يؤثر على قدرتك على السعادة, كما يمتد تأثيره على صحتك النفسية والعاطفية وهو يوجهه تركيزك على الجوانب السلبية في نفسك وبالتالي ينتج عن الأفكار السلبية مشاعر سلبية.

بينما على الجانب الأخر إذا تقبلت نفسك بشكل إيجابي فهذا يزيد من المشاعر الإيجابية ورفاهية نفسية أكبر, ولذلك يعد قبول الذات أمر مهم لأنه يحسن من مزاجك ويحميك من التوتر والاكتئاب.

2- قبول الذات يساعدك على مسامحة نفسك :

كلما تعلمت أن تتقبل نفسك كلما ساعدك على قله انتقادك لذاتك, وبالتالي يساعك على تكوين منظور إيجابي وأكثر توازن لنفسك.

وبناء على مقاله دكتور في كلية الطب بجامعة هارفرد أن القبول والمغفرة يسيران في اتجاه واحد, وكذلك يقول إن عدم القدرة على قبول أنفسنا ومسامحتها ينتج عنه صراع داخلي بين الأجزاء التى تريد المغفرة والأجزاء التي تحتاج للمسامحة.

وعملية تقبل الذات تساعدك على تجاوز الأخطاء والتعلم بدلا من الوقوع في محيط الأفكار والمشاعر السلبية المرتبطة بالماضي.

3- تقبل الذات يعزز ثقتك بنفسك :

أثناء تقبلك لذاتك فهذا يعزز لك الشعور بالثقة تجاه نفسك, كما يوضح لك الرؤية أن صفاتك السلبية لا تحدد شخصيتك أو قيمتك.

وتلك الثقة المكتسبة من تقبل الذات تساعد على اتخاذ الخطوات نحو تحقيق أحلامك دون الخوف, كما تقدم لك الرؤية وتري الفشل على أنه فرصة للتعلم وليس تهديد للنمو.

ولا يندرج الثقة المكتسبة على العناصر السابقة بل يمتد ويمنحك الشعور الاستقلالية وبالتالي يوفر لك المجال لاتخاذ القرار بناء على قناعاتك دون الاعتماد على أراء وموافقة الآخرين.

4- تقبل الذات يدفعك للتعاطف مع النفس :

بناء على باحثة التعاطف مع ذات “كريستين نيف” فيعد التعاطف مع الذات أمر مهم للرفاهية العقلية والعاطفية من احترام الذات.

كما تصف الباحث مفهوم التعاطف مع الذات على أنه منح نفسك اللطف والرعاية مثلما تقدمها لصديقك, وعندما تتقبل ذاتك فستكون أكثر لطف مع نفسك عندما تتعرض للفشل وتمتلك المرونة عند مواجهة العقبات.

5- قبول الذات يساعك على أن تكون على طبيعتك :

أن عدم قبولك لذاتك يدفعك دائما لإخفاء ذاتك الحقيقة وبالتالي يؤدي إلى استنزاف طاقتك, على الجانب الأخر عند قبولك لذاتك فستشعر بالحرية وتكون على طبيعتك دون الشعور بالقلق تجاه أى أحكام صادرة من الآخرين, وذلك يمنحك الشعور بالراحة والتصالح مع نفسك.

كيف تبني تقبل الذات؟

تتمثل عملية بناء قبول الذات في تقبل نقاط القوة والضعف دون تقديم أي انتقاد للذات, لذلك تتمثل أولى خطوات البناء في ممارسة حب الذات والاعتراف بالصفات الإيجابية والاحتفال بالتقدم حتى لو كان صغير, لذلك احرص على التخلص من الأفكار من الأفكار السلبية التي تحول من قبولك لنفسك بشكل كامل.

ويعد الوعي الذاتي هو المفتاح لتقبل ذاتك, وقد تواجه صعوبات في التعرف على السمات مثل الخجل أو الذنب وأحرص على التعامل معها بلطف والالتزام بالنمو لتطويرها, ومع مرور الوقت الوعي الذاتي يساعدك على بناء عادات أفضل وتحسين السلوكيات مع تعزيز قبولك غير المشروط لنفسك.

تقبل الذات وعلاقته بالطفولة 

تتأثر تجارب الطفولة السابقة على معدل تقبلنا لأنفسنا, وللآباء دور كبير على تعليم الأطفال ماهو صح وعكسه, وهذا يؤثر على الطفل في أنه يقمع عناصر محددة لإرضاء والديه, مثال إذا كانت العائلة تشجع على التعبير بواسطة الغضب فأن ينتج عنه تعلم الطفل لتعلم كبت المشاعر.

وإذا كان الوالدين قاسيين في التربية ودائم يقدمون النقد فهذا ينتج عنه نقد داخلي للطفل ويخاف من تجربة الفشل, بخلاف إذا كانت بيئة التربية مليئة بالحب والتفاهم فذلك ينمى لدي الطفل احترام لذاته.

وإذا رأى الطفل سلوكيات وانتقادات أهله فذا يعيق من قبول نفسه, لكن إذا قدم الأهل التشجيع وتقبل جميع جوانب الشخصية فهذا يساعد على تقبل ذاته دون شروط.

ما هو مستوى القبول الذاتي لدي؟

لمعرفة مدي مستوى القبول الذاتي هل هو مرتفع أو منخفض, تذكر طفولتك, وتسأل هل كان والديك أو مقدمي الرعاية هل هم أشخاص سلبية ويقدمون النقد أم يوجهون كل تركيزهم على انتقادك بدلا من التركيز على تصحيح سلوكك.

وإذا وجدت أن إجابتك هي نعم أنهم أشخاص يقدمون النقد السلبي فهذا يعني أن معدل قبولك لذاتك منخفض.

لذلك سنعرض لكم بعض العلامات التي تظهر انك تفتقر للقبول لذاتك :

  • تجد معاناة في الاعتراف بفشلك وكذلك جوانبك السلبية.
  • الرغبة في أن تكون شخص آخر بخلاف شخصيتك وكذلك تفتقر لحب الذات.
  • رؤيتك للحياة بنظرة سلبية.
  • تقسو عل نفسك وغير متأكد من هويتك الشخصية.

إذا وجدت أحد من تلك النقاط فهذا يعني أنه تعاني من قبول ذات منخفض, ولكن لا تقلق مع الممارسة الذهنية والتأمل يمكنك أن تبني قبول ذاتي جيد.

5 تمارين لبناء تقبل الذات 

أن عملية قبول الذات بشكل حقيقي لا تتم في خلال يوم واحد فقط, وأن ممارسات اليومية والرعاية الذاتية تعمل على زيادة مستوى قبولك لذاتك بشكل تدريجي.

والتمارين التالية ستوفر لك المساعدة على تحسين حب الذات والتصالح مع ذاتك بشكل تدريجي :

1- ممارسة الامتنان :

خصص في روتينك اليومي وقت لكتابة من ثلاثة لخمس أشياء تبعث لك الشعور بالامتنان, في بداية الأمور قد تجد صعوبة وبالأخص إذا كنت تميل للتركيز على الأمور السلبية.

والالتزام بممارسة الامتنان تساعدك على إعادة توجيه عقلك في التركيز على الجوانب الإيجابية.

ابحث عن الجوانب الإيجابية لكل موقف سلبي تتعرض له, وإذا واجهت صعوبات كن ممتن الدورس المستفادة من ذلك الموقف, وكذلك امتن للأشياء المتعلقة بعيوبك المتصورة.

2- أعد صياغة أفكارك السلبية :

المعتقدات السلبية تتمثل في أنها صوت النقد الداخلي, وتسبب لك العوائق وتمنعك من الوصول لمرحلة قبول الذات.

لذلك أعد التفكير عن معتقداتك السلبية وكتابتها, مثال إذا كنت تعتقد أنك شخص سيء بسبب شيء فعلته في الماضي فدون ذلك.

بعد الانتهاء من قائمة الأشياء راجع نفسك وأسال هل هذا صحيح, والفائدة من تلك الممارسة تساعدك على إعادة صياغة الأفكار السلبية التي تعمل على تهدئة النقد الداخلي وتعزيز الثقة بالنفس.

3- اختر نظام الدعم الخاص بك :

أنشئ قائمة من دائرة معارفك تحتوى على الأشخاص الذي تقضي معهم معظم وقتك, وتذكر الطريقة التي يتحدثون بها هل هي إيجابية أم تتسم بالسلبية.

وبعد ذلك حدد أولئك الأشخاص السلبين وتسال مع نفسك هل يمكنك أن تقلل وقتك في التواجد معهم أو حتى الانتهاء من وقت القضاء معهم طوال حياتك, ولكن هذا الأمر لا يتم إذا كان هؤلاء الأشخاص هم أفراد من العائلة ولكن إذا كانوا خارج الإطار العائلي أعمل على عدك التواصل معهم وأحد نفسك بأشخاص إيجابية.

4- التأمل :

الحرص على ممارسة التأمل المنتظم يبعدك عن الحديث بسلبية مع نفسك, وذلك التأمل يحسن من حالتك المزاجية ويعزز الشعور بإيجابية.

يتمثل الهدف الأساسي من التأمل هو إدارك الأفكار السلبية ومراقبتها دون أن تؤثر عليك.

وكذلك تتمثل الفائدة من ممارسة اليقظة الذهنية في زيادة الحفاظ على الصحة النفسية وتعزيز السلام الداخلي وبالتالي يساعدك على القدرة من تقليل النقد الذاتي وتعزيز صورتك الذاتية.

5- سامح نفسك :

من الخطوة الأساسية لقبول الذات هو التسامح مع أخطا الماضي, ويمكنك ممارسة بعض العادات للتغلب على أخطاء الماضي.

تلك الممارسات ستذكرك أنك إنسان وأيضاً قمت بمجهود كبير للتغلب على تلك الأخطاء وبالتالي سيساعدك في التخلص من الندم تدريجيا والبدء ف تقبل الذات بشكل تدريجي.

تذكر إذا كان هناك موقف ما في السابق وترغب أن تسامح نفسك عليك, وحدد أي أحكام لنفسك فيما يتعلق بهذا الموقف, مثال قد تكتب “لم يكن من المفترض أن أفعل شيئاً ما. أن غبي جدا”.

وبعد ذلك سامح نفسك لهذا الاعتقاد, ودون “أنا أسامح نفسي لأنني اعتقدت أنني غبي لذلك هي الحقيقة واستكمل باقي الحديث”.

بينما تحدث كصديق عطوف واسال نفسك” ما الذي قد يقوله لي صديق محب في هذا الموقف”, مثال كنت متوتر وبالتالي ارتكبت خطأ وهذا أمر طبيعي.

اقتباسات عن تقبل الذات 

سنعرض لك جمل اقتباسية تزيد من معدل تقبل الذات في التالي :

  1. الأمر لا يختصر فقط على أن تصبح شخص جيد, بل عليك أن تصبح الشخص الذي كنت مخصص لتكونه, والذي أنت عليه بالفعل, وكنك تفتقد لمعرفة كيف تكونه.
  2. مهما بحث في جميع الأماكن عن شخص يستحق حبك واهتمامك أكثر منك أنت, ولكن لن تستطيع إيجاد نفسك, لذلك قد لذاتك كل الحب والعاطفة.
  3. أن الانتماء لا يقتصر على أن نقدم نفسنا بالحقيقة الغير الكاملة, وأن الشعور بالإنتماء هو ليس أعظم من مستوى قبولك لذاتك.

الفرق بين تقدير الذات وتقبل الذات

يخلط بعض الأشخاص بين مفهوم تقدير الذات وتقبل الذات.

في حين يتمثل احترام الذات في أنه تقييم لنقاط القوة مقارنة بالأشخاض الآخرين في جوانب متعددة في حياتنا مثل

  • الصحة والرفاهية
  • المال
  • الجمال
  • القوة
  • النجاح
  • المهارات والقدرات
  • الأخلاق والمعتقدات

ويعتمد تقدير الذات في إدراك لقيمتنا الذاتية, وأشارت الباحثة “كريستين نيف” أن زيادة التركيز على التقدير المفرط ينتج عنه تجاهل الجوانب السلبية في الشخصية, و كذلك زيادة السلوك الأناني أو النرجسي بهدف تحسين الذات.

ويعد تقدير الذات أمر غير جيد لأنه يعتمد فقط على سلوكنا وإنجازاتنا, وإذا وجهنا كل تركيزنا على احترام الذات فأنه يصعب من قبول الفشل.

وإذا قارنا قبول الذات مع تقدير الذات فأن يتسم بالشمولية, حيث يشمل كل جانب من جوانب أنفسنا ويتيح لنا رؤية أنفسنا على حقيقتها بما يتجاوز إنجازاتنا الخارجية.

ومع قلة احترام الذات, فأن نمو قبول الذات يساعدك على بناء احترام ذاتي أكذر دقة, وبمعرفتك بجميع أجزاء نفسك يساعدك على التوقف عن تقديم أي حكم نقدي لذاتك.

ويتعرض احترام الذات لظروف تؤثر عليه وتغييره, ولكن قبول الذات يبقى طوال الحياة لأنه لا يتأثر بأي عوامل خارجية.

يسمح لك قبول الذات على التعاطف معها حتى مع الأمور السيئة, وبالتالي يحافظ على نظرة متوازنة وموضوعية.

كما أضافت الباحثة كريستين نيف أن التعاطف مع الذات يهي لك الشعور بأنك أفضل من الأخرين حتى تشعر بالرضا عن ذاتك.

لذلك في النهاية يتمثل احترام الذات في أنه دفعة مؤقته عندما تجد صعوبة في الأمور بخلاف تقبل الذات الذي يحررك من مقارنة نفسك بالآخرين.

وكذلك لا تنتظر أن تقبل نفسك بواسطة البحث عن أي مصادر خارجية من الآراء توك لك هذا, وأن قبولك لذاتك هو خطوة للحفاظ على صحتك النفسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى