حياتك العملية

نصائح وخطوات لوضع الحدود مع رئيسك في العمل

يجد بعض الموظفين الصعوبة في تحقيق  التوازن بين الحياة المهنية وكتلك الحياة الشخصية وتحقيق رفاهيتك بسبب كثرة الضغوطات التي تتطلب جهد مستمر وذلك لأسباب مختلفة سواء إذا اندرجت في ساعات عمل زيادة أو زيادة المهام الموجهة لك وذلك عليه جانب سلبي على الصحة النفسية والشخصية.

ومع كثرة الضغوطات والعمل طول الوقت على حساب وقتك وعائلتك ورفاهيتك عليك أن تدرك أهمية وضع حدود مع رئيسك لاستعادة توازن بين حياتك وضمان النجاح على المستوي المهني والشخصي.

ويجد بعض الأشخاص صعوبة في التناقش مع المدير للتفاوض حول تلك الحدود خوفاً من فقد الوظيفة أو النظر على أنهم لا يلتزم بالمهام وليسوا كفء, ولذلك سنعرض لكم في هذا المقال كيفية وضع الحدود مع مديرك, ولما يعد أمر وضع الحدود مهم.

العوائق أمام وضع حدود بشكل حازم مع رئيسك في العمل

قد تختلف العوائق التي تواجهك أمام وضع الحدود مع مديرك سواء إذا تمثل في فقدان الوظيفة أو الظهور بمظهر غير ملتزم,  وبسب اختلال القوة بين المدير والموظف قد يؤثر على خلق صعوبات عند محاولة وضع الحدود, وهناك عدة أسباب يحب أخذها في الاعتبار :

1- الخوف من الانتقام :

إذا يسعى الموظف لوضع حدود مع مديره ولكن هناك عواقب سلبية قد تنتج عند وضعه لحدود تتمثل في أن ينظر لهم على أنهم أشخاص صعبة وغير مرنة ومتعاونين.

وذلك لا يقتصر على رؤية الأشخاص لهم بل يمتد للشعور بالقلق من احتمال الانتقام أو الحصول على تقييم سلبي تجاه أداء المهام أو يصل الأمر لفقدان الوظيفية, لذلك على الموظف التفكير بشكل جيد لما سيقوله أثناء وضع الحدود والتفكير بشكل مسبق لأنه يحدث فرق كبير في كيفية استقبال المدير عن المحادثة لتلك الحدود.

2- القلق بشأن التأثر على المسار المهني

قد يشعر الموظف بالقلق عند رغبته في وضع الحدود لأنه يعتقد أن تلك الحدود ستعيق تقدمه المهني أو الفرص الحصول على الترقية والنمو في الشركة وكذلك الخوف من أن ينظر أفراد الشركة لهم على أنك تأكيد تلك الحدود هو نقص من الالتزام أو الطموح.

وأوضحت النتائج البحثية لZippia  في عام 2023 حول دراسة الصحة النفسية والإرهاق تتمثل في أنها مشاكل متزايدة في العمل, وجاءت نتائج البحث كالتالي :

  • أن 89% من الموظفين يعانوا من علامات الإرهاق خلال العام الماضي.
  • وكذلك 77% من الموظفين شعروا بالإرهاق في وظائفهم الحالية.
  • بينما 21% من العاملين قالو أن شركتهم لا تقدم أى برامج لتخفيف الإرهاق.

وبناء على تقرير Zippia فأوضحت الوظائف التي تتعرض للإرهاق وهي :

الممرض, الأخصائي الاجتماعي, العاملين في التجزئة والوجبات السريعة, مراقب الحركة الجوية, ضباط الشرطة, المحامي, المعلم, العامل في الاستجابة الطارئة, المحاسب القانوني المعتمد, مدير الموارد البشرية.

3- اختلاف القوى :

بالنظر إلى الهيكلة الإدارية فيتمتع المدير بسلطة اتخاذ القرار أكثر من باقي أفراد الشركة, وبالتالي هذا يصعب من عملية تفاوض الموظف مع المدير لوضع الحدود ويظهر في أنه تحدي ويشعرون بأنهم يمتلكون نفوذ أقل أثناء المحادثة مع المدير.

بينما إذا حضرت لتلك المحادثة بوضع حلول تعاونية وتثق في قناعتك لتحسين رفاهيتك ومسارك المهني, وفي حالة إذا يتمتع المدير بالتعاطف والقدرة على الاستماع فسيرحب بالمحادثة, فيما إذا كان يفتقد المدير للصفات السابقة فسيلجأ الموظف لترك وظيفتك.

4- الأعراف الثقافية :

في بعض المؤسسات تتبع ثقافة إحباط الموظفين عن تحدي السلطة أو توجيه الشكوك حول القرارات التي يتخذها المدير, وبالتالي فأن تلك الثقافة تقلل من شأن إذا كان يريد أحد الموظفين وضع الحدود واعتبارها أن قلة احترام أو تحدي للسلطة, لذلك عليك الذهاب لبيئة مهنية ثقافية أخرى يندرج فيه الاهتمام بأخلاقيات العمل.

5- الرغبة في إرضاء الأخرين :

هناك بعض الموظفين يسعون لإرضاء مديريهم وكذلك الحرص على إظهار أنفسهم أنهم أعضاء مخلصين في المؤسسة ولكن هذا له تأثير سلبي على رفاهيتهم.

6- التسلسل الهرمي الثقافي وهياكل السيطرة والتحكم :

إذا تتبع الشركة التي تعمل فيها الثقافة الهرمية, فبالتي ستشعر أنك لا تمتلك الأحقية في مساءلة المدير أو وضع حدود معه لأنه لا يتوافق مع النمط السائد في السلطة, ولذلك فأن المنظمات التعاونية الأخرى توفر بديل للهياكل الهرمية بواسطة المدير المدرب على التعاطف والاستماع.

وبخلاف تلك التحديات السابقة فأن الأمر الخاص بوضع الحدود يعد حيوي للحفاظ على التوازن الصحي بين العمل والحياة والرفاهية العامة.

وإذا اتسمت المؤسسة بثقافة الاتصال المفتوح فبالتالي فهي تدعم الموظفين في وضع الحدود وتراعي احتياجات الموظفين بجانب أهداف المؤسسة.

ولقادة الإدارة العليا دور أساسي في توفير بيئة يشعر فيها الموظفين بالقدرة على وضع الحدود دون الخوف من النتائحي السلبية وعلى هذا يوفر بناء قوة عاملة تتسم بالانخراط والتحفيز ومراعاة الصحة النفسية.

لماذا يعد وضع الحدود مع رئيسك في العمل أمر مهم

يعد وضع حدود مع مديرك أمر أساسي وذلك للحفاظ على صحتك النفسية وكذلك توازن حياتك العملية, وعملية وضع الحدود أمر بالغ الأهمية للحفاظ على رفاهيتك العامة وصحتك وحياتك الأسرية, ولذلك سنعرض لكم أسباب وضع الحدود في التالي :

1- تقليل التوتر والإرهاق مع تحسين صحتك :

تلك الحدود تضع حاجز لمنع أعباء العمل الزائد والضغط المستمر وذلك يتم من خلال تحديد ساعات العمل والمسؤوليات, والجانب الخفي لتلك الحدود في أنها تمكنك من إدارة التوتر بشكل فعال وتجنب الإرهاق الذي يؤثر بالسلب على صحتك النفسية والجسدية وحياة عائلتك.

2- تعزيز الرفاهية العاطفية :

وضع الحدود يعطي الفرص لتحديد أولويات احتياجاتك العاطفية ويشحم طاقتك خارج نطاق الحياة العملية وكذلك يعزز من حالتك الذهنية وتصبح بأكثر صحة وبالتالي هذا يمكنك من التعامل مع تحديات العمل بشكل فعال وكذلك الحفاظ على نظرتك للحياة بشكل إيجابي.

3- منع العمل الزائد :

يساعد وضع الحدود في الابتعاد عن التعرض للضغط العمل المكثف الذي يؤثر على حياتك الشخصية, ولا يندرج الأمر فقط في الحفاظ على صحتك بل يمتد لتصبح منتج بشكل أفضل أثناء أوقات العمل.

4- تحسين أسس الحياة الأسرية :

تسهم الحدود في الحفاظ على التوازن الصحي بين العمل والحياة والتواجد مع أسرتك والمشاركة بشكل فعال, ويعد الوقت الذي تقضيه مع عائلتك يقوى العلاقات ويخلق بيئة منزلية داعمة. وتذكر أن الأسرة هي الأساس الذي يعزز من خلاله التوازن بين العمل والحياة.

5- تعزيز الإنتاجية والتركيز :

أن حرصك على تخصيص وقت بين المهام العملية والحياة الشخصية يؤهلك للتركيز بشكل أفضل على المهام وبالتالي تزيد الإنتاجية, وذلك التركيز يحسن الأداء في العمل ويوفر وقت للمشاركة في الأنشطة العائلية, لذلك تعد إدارة الوقت بشكل سليم هو الأساس.

6- منع الركود المهني :

تتيح لك الحدود إعطاء الأولوية لصحتك النفسية والحياة العائلية وبالتالي يمنع الإرهاق والركود المهني, ومع تمتعك بالراحة الكافية والوقت للتطوير الذاتي فهذا يساعد في الحفاظ على حماسك لمهنتك والسعى لمواصلة النمو المهني.

على الجانب الأخر فأن وضع تلك الحدود مع مديرك أمر مهم لكل من صحتك النفسية والتوازن في حياتك العملية والأسرية, وتذكر أن اهتمامك للعناية الذاتية والرفاهية العاطفي لا يندرج فقط في تقديم النفع بل له جانب خفي التأثير بشكل إيجابي على عائلتك ومهنك وجودتك العامة في الحياة, وعملية وضع الحدود تحقق حياة مرضية داخل وخارج إطار العمل.

كيف يمكن تطبيق الخطوات الخاصة بوضوع الحدود بشكل حازم مع مديرك

سنعرض لكم في التالي خطوات لتحديد حدود حياتك العملية والشخصية بطرية تضمن الأداء المثالي :

1-التواصل الواضح :

وتتم تلك الخطوة من خلال تحديد موعد اجتماع مع مديرك للتناقش حول الحدود التي ترغب في وضعها, وأثناء ذلك الإجتماع أفصح عن مخاوفك واحتياجاتك بشكل مهني يتسم بالوضوح والإحترام وأكد على رغبتك في تحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية, وحدد بشكل مفصل عن الحدود التي تريد رسمها وكيف ستعود بالنفع على كلا الطرفين أنت والمؤسسة.

2- تحديد الأولويات :

قبل ان تحدد موعد الاجتماع مع مديرك عليك في البداية أن تحدد المسؤوليات والمهام الخاصة بدورك الوظيفي, ثم ناقش مع مديرك الأولويات التي تتوافق مع أهداف المؤسسة.

أحرص على وضع توقعات بشكل واقعي حول ما يمكنك إنجازه في الإطار الزمني المتاح, وأفصح عن التحديات المتوقعة بسبب تعارض المطالب.

3- التفاوض بشأن المرونة :

من المتوقع أن يطلب منك مديرك العمل لساعات طويلة أو تتمكن من التواجد وأداء مهام العمل والإتاحة في أغلب الوقت, في تلك الحالة أطلب المرونة في جدولك.

وتناقش معه واقترح حلول بديلة سواء إذا تمثلت في العمل عن بعد في أيام محددة أو إجراء تعديل في ساعات العمل لإعطاء الأولوية لتلبية الالتزامات الشخصية, وأحرص في التأكيد على إلتزامتك بمسؤولياتك مع الحفاظ على حدود تدعم رفاهيتك.

4- تعلم قول لا :

يمكنك أن ترفض المهام أو المشاريع الإضافية الموجهة لك بشكل مهني وإحترافي ولكن بحزم إذا تجاوزت قدرتك أو تخطت حدودك, يمكنك اقتراح وتقديم البدائل مثل اقتراح زميل عمل أن يتولى المهمة الموجهة لك أو تقسيمها معه, كما يمكنك اقتراح تحسين الجداول الزمنية للمشاريع لتلائم بشكل مثالي بالتوازي مع عبء عملك الحالي.

5- المتابعة والاتساق :

إذا تم الاتفاق مع مديرك على حدود عليك الالتزام والاستمرار بها, وأظهر احترامك لتلك الخدود وبواسطة أفعالك أظهر أنك تحترم رفاهيتك ووقتك, وذلك الاتساق يساعدك على تحسين حزمك ويعبر عن أهمية تلك الأحدود لأدائك ومدي فعاليتك كموظف.

لذلك في نهاية المقال احرص على وضع الحدود بشكل حازم يتطلب توازن بين الدفاع عن احتياجاتك وتقبل الحوار البناء, واتبع المحادثة الإيجابية لإيجاد الحلول لتعود بالنفع المتبادل بين الطرفين من خلال التناقش على أن التفاوض لوضع الحدود سيدعم نموك المهني ويحقق كذلك أهداف المؤسسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى