خطوات تقليل التوتر عند العودة للمدارس
بعد ختام الإجازة الصيفية للطلاب, يبدأ الآباء والأطفال في الاستعداد للعودة إلى المدرسة, وتتمثل تلك الاستعدادات في تغير بالروتين اليومي و كذلك اضطراب الجدول الزمني الذي حددته الأسرة أثناء الإجازة بدءا من القلق المالي والأكاديمي إلى قلق الانفصال وتلك العوامل تسبب مشاعر التوتر لكل من الآباء والأطفال.
وتختلف كل أسرة في الضغوطات التي تواجه, ومن أمثله تلك الضغوطات ألا يشعر الوالدين بتغيير ملحوظ مثلما يلاحظ الأبناء, ولذلك سنعرض لكم خطوات للآباء لإدارة التوتر الناتج عن عودة أطفالهم إلى المدرسة.
أولوية العناية الذاتية
أثناء الفترة الانتقالية من الإجازة الصيفية للعودة للمدارس يجب أن تتسم بالتعاطف مع ذاتك وكذلك أن تعطي الأولوية باهتمامك باحتياجاتك, وكذلك تضع الرعاية الذاتية في أولى قائمة أولوياتك, وذلك لأنه عندما تشعر بالتوتر فهو يمتد تأثير ويصل للأطفال ويؤثر بشكل سلبي على سلوكهم.
وأول خطوة تتمثل في مواجهة التوتر الناتج عن العودة للمدارس هو أن تلاحظ كيف تشعر, وثانياً تدرك أنك بحاجة إلى ممارسات العناية الذاتية.
وتتمثل خطوات التي يمكن أن يقدم فيها الآباء الرعاية الذاتية لرفاهتهم العاطفية والبدنية في تخصيص وقت للأنشطة التي يستمتعون بها سواء ممارسة الرياضة أو القراء أو قضاء وقت مع الأصدقاء.
فيما يمكن اتباع الممارسات القادمة للاسترخاء وتقليل التوتر سواء كان من خلال ممارسة التنفس العميق أو التأمل ولا يشترط أداء تلك الممارسات لوقت طويل ولكن يمكن إدراجها في يومك, سواء التأمل أثناء القيام بالأعمال المنزلية أو المشي اليقظ أو التأمل أثناء الفترات الانتقالية.
التواصل والدعم
من الممارسات التي قد تعمل على زيادة معدل التوتر لدي الآباء هي حضور الفعاليات المتعلقة بالمدرسة وكذلك تحضير الوجبات المدرسية وإعادة تنظيم مواعيد الوصول والرجوع من المدرسة.
ويمتد كذلك تأثير التوتر في الجانب الأخر الخاص بالضغط المالي الذي يعد حمل على الأسرة, وبالتالي يلجأ الآباء للعمل في ساعات زيادة لدفوع الرسوم الدراسية والرعاية المدرسية وكذلك شراء الأدوات الدراسية أو الزي جميع تلك العناصر تؤثر على الوضع المالي للأسرة.
كما يوجد جانب أخر يعمل على الشعور بالتوتر وهو الأمر الخاص بالجانب التفاعلي الإجتماعي للأطفال مثال على ذلك هو القلق من عدم إندماج أطفالهم مع زملائهم وأصدقائهم ومواجهة التنمر الذي يعد ينتشر بكثرة بالأخص في المرحلة الابتدائية والمتوسطة.
ويشعر الوالد بمشاعر القلق الزائدة إذا كان يعاني الطفل أو أحد أشقائه أو سبق للوالد وأن تعرض للتنمر من قبل.
وأن التواصل المنتظم بين الأباء والأبناء أمر مهم لأنه يعمل على معالجة مخاوف الأسرة ويوفر بيئة آمنة لمناقشة المشكلات.
مثال على ذلك عندما يجدول الآباء في جدولهم الأسبوعي وقت محدد للتواصل مع العائلة فأن هذا الوقت يخلق فرصة للحديث عن كافة الأمور وكذلك تبادل الأفكار عن كيفية تحقيق المساعدة بين كلا الطريفين وتقديم الدعم أو طلب المساعدة.
ولا تقلق إنك لست الأب أو الأم الوحيدين الذين يعانون من تلك المشاكل بل يمكنك أن تتواصل مع الأباء سواء في المدرسة أو صديقك وتشارك معه مشاكلك لأنه يقلل من شعورك بالوحدة, كما يمكنك اللجوء لمستشار مهني في إيجاد طرق إدارة التوتر أثناء العودة للمنزل.
إنشاء روتين منظم
عند إلتزامك بروتين يومي ثابت فأنه يقدم الإفادة لكل من الأطفال والآباء للتكيف مع جدول الدراسة.
ويمتد تأثير استراتيجية ادرأه الوقت مثل تحديد الأولويات وتوزيع المسؤوليات وإنشاء روتين منظم في مساعدة الآباء على الشعور بالسيطرة على تقليل التوتر.
وهناك بعض النصائح التي يمكن اتباعها لإنشاء روتين منظم :
1- تبسيط تخطيط الوجبات :
يمكن على الآباء أن يعد كميات كبيرة من الطعام سوء كانت من الشوربة أو اللحوم أو المعكرونة التي يمكن إعادة تسخينها في وقت قصير والاستعانة بها أثناء الأوقات الضيقة, ولا تبالغ في الوجبات المقدمة وأحرص على أن تكون مرن في أشكال غذاء والعشاء, حيث يمكنك تقديم ساندوتشات من الجبن وإضافة الفواكه والخضروات تلك الوجبات سريعة وسهله وكذلك تقدم الغذاء للطفل.
2- إنشاء تقويم عائلي :
اتبعك تقويم لإدارة الوقت بشكل فعال, وكذلك قسم المهام المنزلية على جميع أفراد الأسرة بناء على أعمارهم.
3- تحسين الروتين المسائي :
ألتزم بروتين للأطفال للاستعداد لليوم التالي, تتمثل تلك التجهيزات في أختيار الملابس ونظافة أسنانهم, إعداد الشنطة المدرسية مثل وضع الكتب المدرسية وحل الواجبات والأوراق اللازمة.
إدارة التوقعات والضغوط
يسعى الآباء أن يقدموا الأفضل لأطفالهم ليكبروا بشكل صحي ومتوازن وكذلك الاتسام بالسعادة, فيما يرى بعض الآباء أن النجاح في الدراسة هو سيأهلهم للنجاح في المستقبل, وتلك الرؤية تؤثر على الأطفال وتبعث لهم الشعور بالضغط ويخلق توت تجاه المدرسة وبالتالي يبعث لهم الشعور بأن قيمتهم ترتبط بعلاماتهم الدراسية فقط.
ومعظم الآباء يشعرون بالقلق تجاه درجات أبنائهم في المواد الدراسية مما يدفعهم للتساؤل عن هل يحتاج الأبناء لدعم, ولذلك يجب على الآباء تذكر أن نجاح الطفل لا يقتصر فقط على درجات السقوط والنجاح بالاختبارات بل أن الموضع أعم وأشمل وأن نجاح الطفل يكمن كذلك في النمو وتطوير الشخصية والرفاهية العاطفية لكي يصبح الطفل متوازن.
يمكنك التواصل مع معلمي طفلك للتعرف عل نقاط القوة وأي المجالات التي يحتجاها الطفل لتعزيز نموه, وبهذا تساعد طفلك في تحديد أهداف واقعية وقابلة للتحقيق بناء على احتياجاته
بينما أكدت الدراسات أن كل طفر يتميز عن غيره بصفات فريدة, فهناك طفل يتميز في إتمام الأعمال المدرسية في وقت محدد والتفوق في الاختبارات وطفل أخر يفشل في السابق ويتميز في مواهب إبداعية, لذلك تذكر ألا تقارن طفلك بطفل أخر.
لذلك عليك كوالد أن تحتفل مع طفلك في كل إنجاز صغير لأنه يساعد على تعزيز نهج صحي تجاه الحياة العلمية.
بناء المرونة واستراتيجيات التأقلم
تسهل بناء المرونة واتباع استراتيجيات التأقلم على جعل فترة الانتقال من الإجازة للدراسة أمر سهل للآباء, وكما ذكرنا أن الالتزام ممارسات العناية الذاتية تقلل من معدل التوتر وتعزز نوعية الحياة.
وتتمثل ممارسات العناية الذاتية سواء كانت التنفس العميق أو الوعي الذهني أو الاندماج في الأنشطة التي تعزز من الاسترخاء والتزام الآباء بها في أنها توفر لهم الدعم أثناء تربية الأطفال وبالتالي تحسن نتائج الأطفال والأسرة وتعزز من رفاهيتهم.
كما يمتد تأثير التوتر من العودة للدراسة على الأب والأم وتجعل العلاقة غير مستقرة ويلجأن لتوجيه اللوم على بعضهم بدلا من التعامل كفريق واحد وإدراك وحل المشاكل, لذلك يفضل أن يلجأ الآباء لحوار مفتوح للتواصل عن احتياجاتهم.
وفي النهاية أحرص في دورك كـ أب أو أم أن تتحلى بالتعاطف مع نفسك ومع طفلك وتمارس الامتنان وإعادة النظر في الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار إيجابية, واتبع أليات تساعد على التأقلم المفيدة.