تعرف على تأثير التأمل اليومي على دماغك

إذا نظرنا للشخص الذي يمارس التأمل الذاتي فسنلاحظ أن تلك الممارسة تمنحه فوائد, وعلى الجانب الأخر يغفل الأشخاص الأخرين عن تلك الفوائد وينظرون إلى ممارسات التأمل ليست شي غير واقعي وغير عملي.
ولكن في الجانب العلمي يوضح العلماء أهمية التأمل الذاتي الذي يعد وسيلة أساسية لتدريب دماغك لتصبح شخص هادئ, كما يشمل تأثير التأمل في أنه يزيد من المادة الرمادية وبالأخص ف أجزاء الدماغ الخاصة بالتعلم والذاكرة والتصور وتنظيم العواطف.
كما يعمل التأمل على تعديل موجات الدماغ ويعزز من الاتصال بين أجزاء الدماغ ويعزز المواد الكيميائية التي تشعرنا بالسعادة.
ما الذي يفعله التأمل اليومي لدماغك
ممارسة التأمل الذاتي هو عادة قديمه, ويسعى العلماء لاكتشاف عن فوائدها بشكل كامل, وفي الأعواد السابقة تم إجراء العديد من الدراسات التي أوضحت تأثير التأمل على الدماغ والجسم.
وبواسطة استخدام الرنين المغناطيسي الهيكلي والوظيفي تم رسم الدماغ ومعرفة مدي تأثير ممارسات التأمل عليه.
زيادة المادة الرمادية
يعمل زيادة ممارسة التأمل على زيادة المادة الرمادية في الدماغ وبالتحديد في الجزء الخاص بالتعلم والذاكرة وتنظيم العواطف ووجهات النظر, ويقول الدكتور “لوفتس” أن التأمل يعمل على زيادة حجم الدماغ وذلك يرجع بسبب زيادة تركيز المادة الرمادية.
تقوية القشرة الأمامية الجبهية
كلما مارست التأمل الذاتي كلما زادت سمك القشرة الجبهية, وذلك الجزء خاص بوظائف العقل مثل الوعي والتركيز والذاكرة واتخاذ القرارات.
كما أوضحت أشعة الرنين المغناطيسي أن التأمل الذاتي يعزز الاتصال العصبي والوظائف الإدراكية في هذه المنطقة.
تحسين اللدونة العصبية
يعنى مفهوم “اللدونة العصبية” هي مقدرة الدماغ على إعادة توصيل نفسه بواسطة المعلومات والتجارب الجديدة, ومع زيادة ممارسة التأمل زادت اللدونة العصبية وذلك بواسطة تعزيز أنماط الاتصال العصبي في مناطق مختلفة في الدماغ.
ومع تحسين التواصل بين مناطق الدماغ المختلفة يسهل على التأمل تعزيز العديد من العمليات التي تتمثل في الوظائف المعرفية ومعالجة المعلومات وتنظيم العواطف.
زيادة الدوبامين والسيروتونين
هما رسائل كيميائية تتواجد في الدماغ, وتلك المواد تلعب دور مهم للحفاظ على التوازن العاطفي التالي يشعر الفرد بالإيجابية والسعادة.
تغير موجات الدماغ
لا يقتصر دور التأمل على ضبط معدل ضغط الدم ومعدل التنفس وضربات القلب بل يشمل تعديل موجات الدماغ وبالتالي يساعد الفرد على الشعور بالاسترخاء ومعالجة المعلومات, وكلما مارس الشغل التأمل بصورة منتظمة كلما زادت مستويات موجات الدماغ التي ترتبط بالحواس وحل المشاكل والوعي.
تقليص حجم اللوزة الدماغية
من مسؤوليات اللوزة الدماغية هي الاستجابة للقتال أو الهروب, وكذلك تنكمش اللوزة إذا مارس الفرد التأمل بإنتظام وبالتالي يقلل من معدل التوتر.
فوائد التأمل الذاتي
بناء على تغيرات الدماغ, فأن للتأمل الذاتي فواد على الجانب العقلي والعاطفي والإدراكي, كما تمتد فوائده ويحسن الصحة العقلية وكذلك يقدم الفائدة للجهاز العصبي والمناعي, وبناء على الدراسات والأبحاث فيمكن تلخيص فوائد وتحسين التأمل كالتالي :
- تنظيم العواطف.
- المزاج.
- الوعي الذاتي.
- التركيز والانتباه.
- القدرات المكانية.
- التفكير والتخطيط واتخاذ القرارات
- حل الصراعات.
- اليقطة.
- الاسترخاء.
- التعاطف مع الذات.
- القلق والتوتر.
- النوم.
- الشعور بالألم.
- الاكتئاب والأرهاق.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
كيف تمارس التأمل بصورة يومية
من الطرق المفضلة لتحقيق أقصى استفادة من التأمل هو إدراجه كروتين يومي, وكلما حافظت علي ذلك الروتين زادت الفوائد, وهناك طرق تمكنك من جعل التأمل عادة يومية وهي :
البدء صغيراً :
أثناء إعداد الروتين حدد بضع دقائق كل يوم, ممكن أن تبدء بخمس دقائق تساعدك على التأمل وبالتالي تشعر بالراحة وبعد ذلك يمكنك زيادة وقت التأمل.
حدد الوقت المناسب :
حدد الوقت الذي يناسبك لممارسة التأمل سواء كان في الصباح أو بعد تناول الغداء أو غيره من الأوقات, وتكرار فعل التأمل في ذات الوقت يساعد على جعله عادة أساسية.
اختر مكان هادئ :
حدد مكان تجلس فيه يبعث لك الشعور بالراحة وتأكد من وجود أي عناصر للتشتيت أو مقاطعتك.
حدد الأجواء :
لتهيئة نفسك على التأمل يمكنك تقليل الضوء أو الاستماع للموسيقى الهادئة أو إشعال شمعة.
حدد نية :
قبل أن تبدأ ممارسة التأمل الذاتي حدد النية والهدف الخاص بسبب مارستك لذلك التأمل, ومن أمثلة الأهداف هو تقليل التوتر أو أخذ استراحة من اليوم أو زيادة التركيز.
استخدم برنامج تأمل موجه :
إذا لم يسبق لك ممارسة التأمل ولا تمتلك أي معلومات خاصة بممارسة التأمل فيمكنك اللجوء لبرامج التأمل الموجه.
ركز على تنفسك :
هناك تقنيات للتنفس للبقاء بشكل حاضر, وإذا وجدت أي عنصر وشتت انتباهك فأعد تركيزك على تنفسك.
تأمل في الممارسة :
بعدما تنتهي من جلسة التأمل الذاتي, فكر في ماذا شعرت به وماذا تعلمك وكذلك يمكنك تدوين تلك الأفكار.
تحلى بالصبر مع نفسك :
إتباع عادة جديدة يلزمه الوقت, لذلك لا تشعر بالإحباط إذا لم تحصل على نتائج سريعة أو إذا أضعت يوم من الممارسات.
أنواع التأمل التي يمكنك تجربتها :
1- تأمل الوعي بالتنفس :
للقيام بتأمل في هذا النوع يتضمن تركيز انتباهك على تنفسك وذلك يتمثل في :
- اجلس بوضع الراحة وغلق العين.
- خذ نفس عميق وركز انتباهك على تنفسك وركز على عملية التنفس من دخول الهواء عبر أنفك وملء بطنك ثم خروج الهواء.
- في حالة إذا تشتت انتباهك قم بتلك العملية السابقة بصورة بطيئة.
- استمر في تلك العملية حتى ترغب في الإنتهاء ثم افتح عينيك ببطء.
2- تأمل فحص الجسم :
ذلك النوع من التأمل يعمل على تركيز انتباهك على أجزاء من جسمك والاسترخاء بصورة واعية ويمكن القيام بذلك التأمل بواسطة :
- النوم على ظهرك وغلق عينيك.
- توجيه تركيزك على أصابع قدمك ثم تنفس فيهما واسترخ.
- لاحظ أي شعور تحس به دون تغيير أي شي.
- بحركة بطيئة وجهه انتباهك من أول قدميك ثم تصل لأعلى رأسك.
- في نهاية فحص جسمك خذ نفس عميق وافتح عينيك.
3- تأمل المحبة واللطف :
ذلك النوع من التأمل يهدف إلى إرسال أفكار لطيفة سواء لنفسك أو لأحبابك والعالم المحيط بك وهذا يتم من خلال :
- الجلوس براجة مع غلق عينيك ثم قم بالتنفس العميق.
- ردد كلمات لطيفة لنفسك مثل أتمنى أن أكون سعيدا وغيرها من الجمل اللطيفة.
- ثم ردد كلمات لطيفة إلى أحبائك مثل أتمنى السعادة للشخص … وكذلك جمل لطيفة أخرى.
- وبعد ذلك وسع من رسائل اللطف لشخص محايد تجد صعوبة في التعامل معه.
4- تأمل المشي :
هناك بعض الأشخاص يجيدون صعوبة في البقاء في هدوء, ولذلك فهناك بعض الخطوات التي تمكنك من ممارسة التأمل بواسطة المشي:
- التواجد في مكان هادئ للمشي فيه.
- المشي ببطء وتوجيه تركيزك على الإحساس بقدمك أثناء السير.
- نسق نفسك مع خطواتك.
- لا تركز على أي أفكار تخطر ببالك وركز على المشي.
- إذا أنهيت المسافة استدر واستمر في المشي بانتباه.
- إذا أنتهت قف وخذ نفس عميق وفكر في التجربة.
في نهاية المقال, قد ترى أن التأمل أمر بسيط ولكن له تأثير على الدماغ وإدراجه في روتينك اليومي يحسن من معدل انتباهك ومزاجك ويقلل من الشعور بالتوتر, يمكنك البدء بممارسة التأمل بشكل بسيط وتدريجياً يمكنك تطويره.