ماهو عمى الوقت و كيفية القضاء على إهدار الوقت
هل تصل متأخرًا لكل شيء، أو بالعكس، تصل مبكرًا جدًا لأنك لا تعرف كيف تتجنب التأخر بأي طريقة أخرى؟
هل تقلّل من تقديرك للوقت الذي سيستغرقه الأمر لإكمال المهام التي تقوم بها بانتظام؟
هل تفوّت المواعيد المحددة باستمرار، سواء فيما يتعلق بالمدفوعات الفواتير أو مواعيد تسليم المشاريع ؟
هل تعتقد في كثير من الأحيان أن شخصًا ما أرسل إليك رسالة نصية أو بريدًا إلكترونيًا “فقط اليوم الآخر”، لتكتشف بعد ذلك أنه تم إرسالها قبل أيام أو حتى أسابيع؟
هل تشعر بانتظام بأن الوقت ينساب من بين أصابعك؟
إذا كنت قد أجبت بنعم على معظم هذه الأسئلة، فقد تكون تعاني من “عمى الوقت”.
ما هو “عمى الوقت” ؟
“عمى الوقت” هو عدم القدرة على تتبع مرور الوقت، ويمكن أن يؤثر على كل جانب من جوانب علاقة الشخص بالماضي والحاضر والمستقبل:
الماضي لأنهم يواجهون صعوبة في تذكر متى وقع شيء ما، والحاضر لأنهم لا يستطيعون تحديد سرعة مرور الوقت، والمستقبل لأنهم يواجهون صعوبة في توقع مشاعرهم واحتياجاتهم.
يمكن أن يكون لعمى الوقت تأثير مدمر على التعليم والحياة المهنية والشخصية للفرد.
على سبيل المثال، يتوقع الالتزام بالمواعيد في معظم المدارس وأماكن العمل، ووفقًا لاستطلاع أجرته شركة Airtasker، تعتبر نسبة 15 في المئة من حالات الفصل الوظيفي تكون ناتجة عن تأخر الموظفين.
إدارة الوقت لها صلة عميقة بالحب والاحترام. فلنقل إنني أعدك بمقابلتك في مطعم لتناول العشاء في الساعة 6:00 مساءً، ولكنني أتأخر نصف ساعة. كيف تشعر وأنت تنادي على النادل وتطلب كوباً من القهوة بمفردك أثناء جلوسك على طاولة لشخصين ؟
نظرًا لأن الوعي بالزمن يأتي بشكل طبيعي لمعظم الناس، فإن الأشخاص الذين يعانون من عمى الوقت قد يتم انتقادهم على أنهم غير مهتمين أو كسولين أو غير مسؤولين، مما يمكن أن يؤدي إلى شعور بالنقص وأحيانًا حتى الانتقاد الذاتي.
من يعاني من عمى الوقت؟
الجميع يفقد الشعور بالزمن بين الحين والآخر أثناء فترات التركيز الشديدة. فمن من منا لم يجرب تجربة الانغماس في كتاب أو فيلم لدرجة أن الساعات تمر في لحظة؟
لكن يمكننا القول بأن الموضوع يتحول من كونه حدث عرضي ليصبح مرض مزمن ..، عندما يكون مستمرًا ويحدث بدرجة تعيق حياة الشخص.
عمى الوقت يرتبط عادة بفرط النشاط وفرط الانتباه. في الواقع، إنها أحد الأعراض الأساسية لاضطراب فرط الانتباه ونقص الانتباه، وقد صرح الدكتور راسل باركلي، المتخصص في علم النفس “فرط الانتباه ونقص الانتباه هو في جوهره عمى الوقت، أو بالتحديد، ولكي نكون دقيقين، هو قصر النظر نحو المستقبل. تمامًا كما يمكن للأشخاص الذين يعانون من قصر النظر رؤية الأشياء القريبة فقط، يمكن للأشخاص المصابين بفرط الانتباه ADHD ونقص الانتباه التعامل فقط مع الأشياء القريبة زمنيًا. كلما كان الحدث أبعد، كلما كانوا غير قادرين على التعامل معه، وهذا هو السبب في أن كل شيء يترك للدقيقة الأخيرة لأنهم يتعاملون فقط مع اللحظات الأخيرة”.
وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من فرط الانتباه ونقص الانتباه يواجهون مشكلات في تصور الزمن (تقدير مدى مرور الوقت بدقة) وإعادة الزمن (تكرار نشاط لنفس المدة التي تم توضيحها) وتسلسل الزمن (تذكر ترتيب الأحداث الماضية بشكل صحيح).
مع ذلك، تم ربط عمى الوقت أيضًا بالتوحد والقلق والاكتئاب واضطرابات الوسواس القهري والحزن واضطراب استخدام الكحول وإصابة الدماغ الناجمة عن صدمة. وما يشترك في جميع هذه الحالات هو أنها تعيق الوظائف التنفيذية، أي القدرة على تنظيم العواطف والأفكار والأفعال.
كيف يمكن التغلب على عمى الوقت؟
- ارتدِ ساعة، ويفضل أن تكون التناظرية (عقارب وليست رقمية) . ببساطة، ارتداء الساعة يمكن أن يزيد من وجود الزمن في حياتك ويعيدك إلى اللحظة الحاضرة عندما تنشغل بأمور أخرى. وبشكل خاص، الساعة التناظرية التي تجعل حركة الزمن مرئية وتضع الوقت الحالي فيما يتعلق بالماضي والمستقبل يمكن أن تساعدك على تحديد ما إذا كنت مبكرًا أو متأخرًا بشكل أسهل من الساعة الرقمية.
- تجنب الوقت المفقود. يميل الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التنفيذ إلى التركيز الشديد على الأنشطة التي يستمتعون بها حتى يفقدوا تمامًا الشعور بالزمن. إذا كنت تعلم أنك تنجذب بشكل كبير إلى نشاط معين، تجنبه عندما تكون لديك مهام ذات وقت محدد على جدول أعمالك. من الأسهل ألا تبدأ في نشاط مثير للاهتمام من البداية من أن تتوقف عنه بعد أن تبدأ فيه.
- ضع تذكيرات. يمكن للمنبهات أن تخبرك متى يجب أن تبدأ في مهمة، ويمكن للمؤقتات أن تساعدك في مراقبة المدة التي قضيتها في مهمة ما بالفعل. تطبيقات مثل 30/30 وTime Timer وActivity Timer تقسم يومك إلى فترات قصيرة ومنتجة حتى تتمكن من العمل بفترات لا تثقل عليك.
- غيِّر وقت التركيز الخاص بك. قم بتقديم الوقت الذي ترتبط به الأحداث للمساعدة في البقاء على الجدول الزمني. على سبيل المثال إذا كان موعد العمل الخاص بك الساعة 9 صباحًا،بدلاً من التركيز على الوقت الذي يجب أن تغادر فيه إلى موعد العمل (8:30 صباحًا)، عليك أن تغير تركيزك للتركيز على الوقت الذي يجب أن تبدأ في الاستعداد للخروج إلى العمل (8:00 صباحًا).هذه الحيلة الذهنية تساعدك على أن تصبح أكثر استعدادًا وواعيًا للوقت. عندما تبدأ في التحرك في وقت أقرب إلى الوقت المحدد للاستعداد، فإنه سيكون لديك مساحة زمنية أكبر للتأكد من أنك ستكون في الموعد المحدد للعمل (9 صباحًا) دون التأخير. هذا سيساعدك على تحسين التنظيم الزمني وتجنب التأخير وعمى الزمن الذي قد يؤثر على حياتك اليومية وعلى قدرتك على الوفاء بالمواعيد والمهام المحددة لك.
- قم بتسجيل زمني. إذا كنت لا تستطيع توقع مدة مهمة ما، فقم بقياس الوقت الذي تستغرقه في أداء المهمة وسجل الوقت الذي قضيته في جدول بيانات أو تطبيق لتتبع الوقت. في نهاية المطاف، ستمتلك سجلًا لمدة الأنشطة اليومية الفعلية، مما سيساعدك على وضع جدول زمني أكثر واقعية لنفسك في المستقبل.
- خصص وقتًا احتياطيًا. إذا قمت بجدولة يومك بشكل مكثف، فإن ذلك قد يؤدي إلى كوارث، خاصة عندما تعاني من اضطراب الإدراك الزمني. عند جدولة يومك، قم بتخصيص وقت أكثر مما تحتاجه لكل نشاط لتمنح نفسك بعض المرونة. ولا تنسى أن تترك مساحة للاستراحة والمرح!