كيفية دعم شريك حياتك في الأوقات الصعبة
عندما ترى شريك حياتك يمر بأوقات وأزمات عصبية فأن تتعرض لحالة مشابه له, وأثناء تلك الأوقات الصعبة تنبعث مشاعر قوية وتعجز عن تقديم الدعم ولا تعلم ماذا تفعل أو تقول خلال ذلك الوقت.
وهناك جملة سحرية تساعد على تعميق التواصل بين كلا الطرفين وتقوى الترابط بينهما, ولكن هذا ليس الحل الوحيد فيمكن للطرف الأخر أن يتحلى بدور البطل الخارق التي تم تطويرها في مرحلة الطفولة كآليات للتكيف في الأوقات الصعبة.
لذلك سنعرض لك في هذا المقال كيفية تقديم الدعم لشريك حياتك في الأوقات الصعبة من خلال استخدام الجمل السحرية والابتعاد عن تعلم الأنماط اللاواعية القديمة.
كيف تدعم شريكك خلال الأوقات الصعبة؟
جميع الأشخاص يمرون بأوقات صعبة في حياتهم, وفي تلك الأوقات يأتي دورك كشريك حياة في تقديم الدعم سواء إذا تمثيل في التعاطف او التشجيع الذي يقربكما في جميع الأوقات الصعبة وعكسها.
1- الأوقات الصعبة في العلاقة :
يعاني شريك حياتك لأوقات صعبة سواء إذا كانت بشكل يومي أو بشكل طارئ, وقد يكون ذلك القوت صعب بسبب نزاع مع شخص غريب, أو بسبب بيئة العمل السامة والمستمرة أو الحزن على فقدان شخص عزيز.
من الممكن أن تكون المعاناة بسبب أزمة في الصحة الجسدية أو النفسية, ولذلك احرص أن تتواجد في تلك الأوقات وتقدم الدعم لشريك حياتك.
2- في عالم مثالي :
مثال إذا جلست مع شريك حياتك بعد العشاء وهو يقول لك :
“عزيزي/ عزيزتي, في الفترة الحالية ربما لاحظت أنني أعاني من وقت صعب مع والدي, وأتعرض للتوتر بشكل متكرر, لذلك لجأت لمعالج نفسي لطلب المساعدة لأنني أحتاج الاستشارة لكيفية التعامل مع ذلك الأمر, وربما أحتاج أيضا لمشاركتك لتلك المشاكل, هل تبدي اهتمام لمعرفة الطريقة التي أحب أن أتلقى بها الدعم من ناحيتك”, ذلك الحوار أمر سهل ولكن في بعض الأحيان لا ينجح.
3- في العالم الواقعي :
قد يقوم شريك حياتك بردود فعل بدائية تلقائية مثل الهجوم, الهروب, التجمد, الإرضاء المفرط, وتنتج تلك الأفعال تجاه الأحداث المرهقة أو المخيفة.
تُحفَّز ردود أفعالنا الفسيولوجية والنفسية عند التعرض لأي نوع من محفزات التوتر التي تجعلنا نختار بين المواجهة أو الهروب. ندخل في وضع النجاة” لأن هذه الآلية كانت فعّالة للبقاء على قيد الحياة لدى البشر الأوائل.
وتظهر علاقتك عندما يمر شريك حياتك بوقت صعب كالتالي:
- قد يظهر شريك حياتك بشكل سريع الانفعال أو منعزل بشكل عاطفي أو عدواني دون وجود أسباب واضحة.
- قد ينعزل شريك حياتك عن الجميع ويواجهه خوف غير منطقي.
- قد يعاني من الإكتئاب أو الخمول وكذلك عدم الإهتمام تجاه ما يحدث.
تلك المشاكل السابقة تتمثل في أنها الخيار الوحيد وذلك في حالة إذا لم يتعلم الشخص المهارات اللازمة لتقبل الذات والتعامل مع المشاعر وتنظيمها بالأخص أثناء أوقات التوتر والخوف.
لذلك يعد التعاطف والوعي تجاه تلك المشاكل مع شريك حياتك هي الخطوة الأولى لتقديم الدعم, ولكن تذكر أنك ليس ملزم بقبول الغضب المتوقع أو استيبعاب المخاوف أو اللامبالاة الموجهة إليك.
إعادة الاتصال خلال الأوقات الصعبة
في أغلب العلاقات تتعرض لوقت عصيب, مثال إذا كان يشاركك شريك حياتك جميع تفاصيل عمله مثل ما الذي حدث اليوم أو المشاكل التي واجهه ويعوض إلى المنزل بعد التعرض لجميع تلك الضغوطات وهو على حافة الانهيار ويبلغك أنه لا يستطيع الاستمرار بهذه الطريقة, هنا يأتي دورك لتقديم الدعم بأفضل طريقة.
1- التوقف لتقييم نفسك :
أن أول خطوة تقوم بها عندما ترى شريك حياتك يواجه تلك المشاكل هي التساؤل عما يحدث, ولكن ذلك التساؤل ليس مفيد ومن الأفضل أن تأخذ بعض الوقت وتعالج الأمور من خلال القيام بالتالي :
قم بتهدئة الأمور واجلس مع شريكك في مكان هادئ, ولا تتسرع في فهم الوضع دون إصدار أي أحكام أولاً لاحظ ما يحدث لنفسك.
وتذكر أنها رحلة شريكك ودروسه الشخصية, ولذلك أبدأ بنفسك وتساءل هل أنت متأثر,
الهدف من ذلك السؤال هو الابتعاد عن الاستجابات المواجهة أو الهروب, وعندما تدرك مشاعرك ستنجح في تقديم الدعم الأفضل لما يحتاجه شريكك في تلك اللحظة, واسأل نفسك :
- هل شعرت تجاه شريكك بسبب موقف ما؟
- هل سبق وشعرت بالعجز؟
- هل لدي الرغبة بالهروب والانشغال والقيام بشي أخر؟
- هل أشعر بالإرهاق؟
2- لاحظ آليات التأقلم التلقائية لديك :
إذا لاحظت ردود فعلك المعتادة تجاه أى موقف, فهو يظهر لك الطريقة التي تدعم نفسك بها.
وعادة ما تتكون مشاعر كبيرة ومربكة أثناء مرحلة الطفولة دون أن يقدم لك أحد المساعدة وغالباً تتكون تلك المشاعر بسبب تجارب صعبة البيئة المعيشية, وبالفطرة الطبيعية تمكنت من علاج نفسك والسيطرة عليها بناء على ما تعلمته من عائلتك أو من نفسك.
قد تتضمن تلك الآليات :
- الغضب
- التجاهل التام.
- إلقاء اللوم.
- المزاح.
- التظاهر بعد حدوث شيء.
- الإفراط في التفكير.
- محاولة إرضاء الآخرين بشكل مفرط.
عندما كنت صغيرًا كنت تلجأ لتلك الأليات وتتمثل في أنها درع لحماية نفسك ودعمها, ولكن في الوقت الحالي تلك الاستراتيجيات لن تكون فعالة.
تعرف على الأبطال الخارقين في داخلك
بعد أن قمت بتقييم نفسك وتسألت عن ما هي المشاكل التي تواجه شريك حياتك, وبعد ذلك أدركت الاستراتيجيات الفعالة الخاصة بك يأتي بعد ذلك الدور في استخدام مهاراتك الحقيقة ولكن استخدامها في الوقت الذي سيحدث فرق.
وابحث مرة أخر عن إذا كانت الشخصيات الداخلية ستظهر بشكل سليم أم مشكوك فيها, ولكن تذكر أن تتعاطف مع ذاتك لأن المحاولات الذي ستقدمها هي نابعة من محاولتك عندما كنت طفل صغير يحمي نفسه من المشاعر الساحقة, ومن نماذج تلك الشخصيات :
1- المنقذ : وهو يسعى لمحاولة إنقاذهم من المشاكل ويخوض المغامر بديل عنهم وكذلك يحل المشاكل.
2- المصلح : يعمل على تقديم النصائح والتوجيهات ويخبرهم بيما يجب فعله وتتولى مسؤولية المهام, ويعمل على تمهيد كل الطرق.
3- النعامة : هو عدم الرغبة في الانخراط وتجاهل المواقف والاختفاء بصورة ذهنية أو عاطفية.
4- المشتت : يسعى لتغير الموضوع أو استخدام النكات الفكاهية, ويفضل استعمال تلك الشخصية في الحوادث البسيطة وليس أثناء المشاكل الكبيرة.
5- الكابت : هو أن تقوم بكبت مشاعر شريكك لأنها تزعجك, وذلك بسبب تأثرك بأقاويل الطفولة التى كانت تقول أن البكاء فقط للأطفال.
6- الشخص المزعج : قد تقول جمل مثل “لا تشعر بهذه الطريقة” وتشعر بالإحباط لأن تلك الكلمات سمعتها من قبل في مرحلة الطفولة.
7- المتحمل العاطفي: وهو أن تأخذ مشاعر شريكك وكأنها مشاعرك الخاصة, وتتبع تلك الشخصية عندما تعلم أنها تسبب الرضا للطرف الأخر ولكن هذا الأمر يؤثر عليك بالاستنزاف.
لذلك استمر في المضي واستخدم تلك الشخصيات لتقديم الدعم لشريك حياتك, وعندما تستخدمها فستدرك أنها قوة خارقة وليس شيء تريد التخلي عنه, ولكن أسال هل تلك الشخصيات مفيدة الآن.
البقاء متصلًا ومحبًا أثناء الأوقات الصعبة لشريكك
كما تعلمت التعامل مع ظروف الحياة, يأتي هنا الأن تعلم طرق صحية أكثر للتعامل مع التحديات, وهناك أساليب جديدة بخلاف الأساليب القديمة التي تساعدك على تقليل المسافة بينك وبين شريكك.
1- تقديم شخصيتك الجديدة :
من الأساليب الجديدة هو أن تتسم بشخصية جديدة لا تتسم بالقتال الرجعي أو المواجهة وكذلك الهروب, يمكننا أن نسم تلك الشخصية تحت اسم الشخصية “القابلة” أو “فريق الدعم المؤقت”.
في كتاب Any Ordinary Day للكاتبة Leigh Sales، يشير الأب Steve Sinn إلى هذا الدور باسم “المرافق”.
لذلك تذكر أنها رحلة شريكك وهم لن يخوضنها بمفردهم لذلك أحرص على أن تتواجد معه لتقديم الدعم.
2- دور المرافق :
عند إدراكك لمشاعرك عندما يمر شريك حياتك بوقت صعيب ولاحظت أنك تتجنب مساعدته أو التخفيف عن العبء أو قمع المشاعر أو الغصب أو محاولة الإنقاذ, جميع تلك المشاعر تظهر جانب من شخصيتك, فأخرص على أن تظهر بشخصيتك الأساسية أثناء توقيت الدعم وقدم شخصية كمرافق لشريك حياتك.
ويندرج دور المرافق في تقديم الثقة لشريك حياتك لتجاوز الأوقات الصعبة, وكذلك رؤية القوة داخلهم لأن أحداً لم ينقذك من أوقاتك الصعبة لكنك نجحت في النهاية.
3- الجملة السحرية :
هنا يأتي دور قول الجملة السحرية التي تتمثل في “عزيزي/ عزيزتي, أرى أن هذا الأمر صعب لك, ما الذي تحتاجه منى الآن؟”.
تلك الجملة تتمثل في فتح المجال لشريكك ليخبرك بما يحتاجه, وتذكر ألا تقدم الحلول والاقتراحات إلا إذا طلبوا ذلك.
التطبيق
إذا طلب منك شريكك أن تستمع فقط له دون أن تقدم أي اقتراحات عليك ترتيب الوسائد وإحضار البطانية أو المناديل وأمساك ايدهم يطلق على ذلك التطبيق “إفساح المجال”, وهو يعني أن تفتح مساحة آمنة للتعبير عن مشاعرهم الصعبة والعمل على احتوائها دون مقاطعتهم أو إصدار أي أحكام
بعدما تنطلق المشاعر المنغلقة وتهدأ العواطف القوية سيتكون لدي شريك حياتك رؤية جديدة للأمور في تلك الحالة يمكنك استغلال الأمر وعرض المساعدة في إيجاد الحلول, والتعاون معه لاستكشاف الخيارات معاً.
والأمر لا ينطبق فقط على الحل الذي تقدمه, ولكن يقدم كذلك شريك رؤية بنفس الكفاءة.
وإذا لم تستطع مساعدة شريكك ومازال يعاني من الشعور بالعجز والضيف فيمكنك أن تقوله بلطف أنه يلجأ لطبيب نفسي, وذلك الأمر يدل على قوة الترابط الداخلي بينكما.
كيف تدعم شريكك خلال الأوقات الصعبة.. نصائح عملية لدعم شريكك.
1- توقف وقيم نفسك: أدرك مشاعرك وردود فعلك قبل أن تقدم المساعدة.
2- لاحظ آليات التأقلم لديك وأسال نفسك الأسئلة التالية :
- هل تتجه للانفصال عاطفياً والتجاهل؟
- هل تستخدم الفكاهة للتخفيف؟
- هل تسعى لإرضاء الآخرين؟
3- كل طرف يسعى لتطوير آليات الحماية لحماية المواقف العاطفية, ولكن تذكر إذا كانت آليات الماضي تقدم النفع في الوقت الحالي أم عليك تطويرها.
4- استخدم الجملة السحرية وهي “ما الذي يمكنني فعله من أجلك وما الذي تحتاجه مني”.
في نهاية المقال على كلا الطرفين التحلي بالوعي الذاتي والنظر وتغيير الأنماط القديمة التي لم تعد صالحة في الوقت الحالي, وبدل من أن يغلق كل طرف عن الاخر وينكمش بل يجب أن يكون كلا الطرفين الاتسام بالانفتاح والتقارب والاستعانة بالصبر للتغلب على الصعاب.