علاقات

طرق الشفاء من التعلق غير المنظم

هل سألت نفسك من قبل عن إذا شعرت بتناقض في علاقاتك مع الأخرين والتي تتسم بالقرب والابتعاد في آن واحد, ذلك الأمر هو الصراع الداخلي.

ذلك الصراع الداخلي لا يتمثل فقط في أنه تردد أو مشكلات بل قد يكون علامة على التعلق غير المنظم النابع عن التجارب من الماضي.

وأعلم أن الطريقة التي تتواصل وتتفاعل بها مع الأخرين ليست عشوائية بل هي بمثابة مرايا لمرحلة الطفولة.

وعلى الجانب الأخر يحصول بعض الأشخاص  على ارتباط أمني يتسم بالراحة والاستقلالية, بخلاف الآخرين الذي يتواجدون في أنماط قلقة أو غير منظمة, ويتمقل التعلق غير المنظم في أنه أكثر الأنماط تعقيداً ولكن يمكنك العمل علىه وتطويره لفهم نفسك وإمكانية تحقيق نمو شخصي عميق وتكوين علاقات صحية.

جذور التعلق غير المنتظم

تخيل أنك تتواجد في عالم تمتزج فيه كل من مشاعر الأمان والخطر بطريقة لا يمكن فصلها, ذلك التناقض ينتج وينمو فيها جذور التعلق غير المنتظم, وهو يختلف عن أنماط مثل التعلق الآمن أو التعلق القلق والتجنبي.

وينتج التعليق الغير المنتظم بسبب بيئة طفولة اتسمت بعدم الاستقرار أو الصدمات والإهمال.

وينشأ التعلق غير المنتظم عندما يصبح مقدم الرعاية الذي يتمثل في الأب أو الأم هو المصدر الأساسي الذي يوفر الراحة للطفل وكذلك مصدر للخوف في آن واحد.

وبذلك مع تواجد كلا العنصرين يخلق مشكلة عميقة في العقل النامي لأن الشخص الذي هو مصدر للأمان يتحول إلى مصدر تهديد وهذا يصعب على الطفل تطوير استراتيجية واضحة للتعامل مع عالمه العاطفي.

وتلك الاستراتيجية التي تتكون لدي الطفل ليس عيب أو خيار له, بل أنها تتمثل في إنهال آليه للبقاء وطريقة للتكيف مع ذلك التعامل, وأن عقل الطفل لا يستوعب هذا التناقض, ونتيجة لهذا التناقض يعتقد الطفل أن العالم لا يمكن التنبوء بحوادثة وبذلك لا يثق بالأشخاص المقربين منه بشكل كامل.

الجزء البيولوجي.

تجربة التعلق غير المنظم في مرحلة البلوغ

بعد أن يكبر الطفل الذي يعاني من التعلق غير المنظم ويصل لمرحلة البلوغ فتظهر بعد ذلك الأنماط التي تكونت في طفولتهم بطرق معقدة وبشكل مؤلم, ويعانون هؤلاء الأشخاص من صراع داخلي بين الرغبة في الارتباط وكذلك بين الخوف من الانكشاف العاطفي في جوانب الحياة.

ومن أشكال المظاهر اليومية التي تظهر أن تعاني من التعلق غير المنتظم هو شعورك بالقلق الشديد عند حضور المناسبات الاجتماعية وتسعى المغادرة بأسرع وقت.

وهذا لا يقتصر فقط على مغادرة المناسبات بل كذلك صعوبة في الحفاظ على التواصل المستمر وبدل من أن يفصح هؤلاء الأفراد عن مشاعرهم يتجهون إلى كتم مشاعرهم ويجعل التواصل في العلاقات غير منظم.

بينما يؤثر التعلق الغير المنتظم كذلك على شكل بيئة العمل وإذا بدأت في وظيفة جديدة فستعشر بالحماس لبدء مشروع جيد ويصاحب ذلك الشعور الخوف من تحمل المسؤوليات أو الظهور بشكل ناجح.

كما يعاني الشخص من التقلبات المزاجية مثل أن يظهر مشاعر الحب لشركه ويتحول بشكل مفاجيء لغضب والسعى نحو إنهاء العلاقات, وذلك الأمر ليست أساليب للتلاعب بالمشاعر, بل هو تجارب سابقة عاطفية تظهر النماذج الداخلية المتضاربة للعلاقات.

كذلك يعاني هولاء الأشخاص من الثقة, فالبنظر إلى الماضي الخاص بالطفل فأن مقدم الرعاية كان يمثل مصدر للألم وبالتالي تكون لدي ذلك الطفل الصعوبة في تكوين علاقات طويلة الأمد, ويري أن أي تجربة جديدة تتسم بالخوف من الخيانة.

أما عن الجزء الداخلي الغير الظاهر لهولاء الأشخاص فأن يعيشون في حالات من الاضطراب العاطفي ويرغبون في التواصل مع الأخرين لكن يخشون من أن يتقرب منهم أحد بشكل كبير, ذلك الاضطراب ينتج عنه التوتر والقلق وصعوبة في تنظيم المشاعر.

تأثير التعلق غير المنظم على العلاقات

يصل تأثير التعلق غير المنظم لجميع أشكال العلاقات سواء كانت العلاقات الرومانسية أو الصداقات وتصل كذلك للعلاقات المهنية.

أن عدم الاستقرار الناتج عن السلوك المتناقض والتقلب العاطفي يؤثر على الطرف الأخر المشارك في العلاقة, ولذلك سنعرض لكم تأثير التعلق غير المنظم على جميع العلاقات في التالي :

1- تأثير التعلق غير المنظم على العلاقات الرومانسية :

التعلق غير المنظم يظهر تأثير واضح في العلاقات العاطفية بخلافات علاقات الصداقات أو المهنية, ويسبب التعلق الرغبة في الابتعاد والقرب في آن واحد وهذا يخلق للطرف الأخر الحيرة بسبب التصرفات المتناقضة, وهذا الأمر لا يتقصر على طرف واحد ولكن على كلا الطريفين.

وإذا تعمقت العلاقات يظهر للتطرف الذي يعاني من التعلق مشاعر الخوف من الانكماش العاطفي وينتج عنه سلوكيات تبعدك عن شرك حياة, وإذا زادت المسافة يظهر مشاعر الخوف من الهجر ويسعى الشخص الذي يعاني من التعلق لمحاولات لاستعادة شريك الحياة, ذلك الأمر يتسمر ولا يتوقف ويصعب على كلا الطرفين الشعور بالرضا والمعانة من الإرهاق.

2- تأثير التعلق غير المنظم على علاقات الصداقات :

يعد تأثير التعلق غير المنظم في علاقات الصداقات أقل مستوى ولكن يظهر, وأن الطرف الأخر من الأصدقاء يجدون صعوبة في الاعتماد على الشخص الذي يعاني من التعلق غير المنظم, تلك الحالة من العلاقات تضعف بمرورو الوقت حتى لو كانت أقوى الصداقات.

3- تأثير التعلق غير المنظم على العلاقات المهنية :

يجد الأطراف الأخرين أثناء تعاملهم مع الشخص الذي يعاني من التعلق صعوبة في الثقة أو إقامة علاقة عمل مستمر, ويتعرض الشخص الذي يعاني من التعلق غير المنظم صعوبة في الأداء الوظيفي غير المنظم, في بعض الفترات يشهد ذلك الفرد إنجاز كبير في العمل وفترات أخرى يعاني من السلوك المدمر للذات.

لذلك على الطرف الأخر معرفة أن ذلك الأنماط ليس نباع عن نية سيئة بل هي استجابة لعوامل مؤثرة في الطفولة بسبب الشعور بالخطر وعدم الاستقرار, ويمكن للطرف الأخر أن يمارس التعزيز بالتعاطف مع الذات أو الآخرين الذي يعانون من النمط التعلق.

أساليب الشفا من التعلق غير المنظم

أن التحديات التي يعاني من الشخص دو التعلق غير المنظم هي تمثل تحدي كبير وليس من المستحيل التغلب, وإذا نظرنا للدماغ البشري هو يمتلك مرونة عصبية مذهلة تساعده في تشكيل أنماط جديدة أثناء مرحلة البلوغ.

ولذلك فأن عملية التحول للوصول لتعلق أكير أمانًا يتطلب توجية الأفكار والمسارات العصبية الجديدة لتدعم التفاعل مع الأشخاص بطريقة صحية.

إذا تم العلاج بواسطة معالج ماهر فأنه سيتم الشفاء بشكل فعال, ويأتي دور المعالج فأنه يوفر مساحة أمنه للشخص في أن يستكشف الصدمات السابقة ويعيد تشكيل الأنماط القديمة, وأن الشخص المعالج يؤهل للشخص المصاب في تمثيل نموذج للأمان من خلال تقديم الدعم الذي فقده الشخص في الطفولة.

من طرق العلاج هو استكشاف التجارب السابقة وإعادة صياغتها, وذلك يتم بواسطة مراجعة الذكريات القديمة بفهم وتعاطف.

ذلك يهيء للشخص أن يرى تلك التجارب بمنظور جديد, ذلك الأمر لا يغير الماضي بل يقوم بتعديل طرف التفاعل مع الذكريات وعلى هذا يغير طريفة تعاملك مع العلاقات الحالية.

ومن الأساليب الخاصة بمعالجة التعلق غير المنظم تتمثل في إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة وذلك بهدف معالجة الذكريات الصادمة, وكذلك معالجة أسباب الارتباط غير المنظم, تلك الأساليب تساعد في التعامل مع الذكريات ودمج الأجزاء المكسورة من الشخصية, وبالتلبي يؤدي لتجارب داخلية أكثر توازن وسلوكيات خارجية أفضل.

كما يمكنك معالجة التعلق غير المنظم بواسطة ممارسة اليقظة والوعي الذاتي, ويتم ذلك من خلال تتبع الأفكار والمشاعر دون إصداء أي أحكام, تلك الممارسة تمكن الشخص من التعرف على الأنماط في استجاباته للآخرين.

أن الوعي الذاتي يساعدك في التحكم في لحظات الشدة العاطفية وكذلك التصرف بحكمة بدلا من التصرف التلقائي واختيار الرد المناسب.

كذلك تساعد اليقظة في اختيار السلوكيات البنائة بدلا من السلوكيات المرتبطة بأشكال غير واعية, تعد ممارسة الوعي الذاتي واليقظة هي الفرصة لتغير أسلوب التعلق بشكل تدريجي ويسهل عليك التواصل والشعور بالأمان تجاه الأخرين.

لذلك إذا كنت شخص ذو تعلق غير منظم يمكنك بناء شبكة دعم تتسم بالتفاهم والتعاطف لأنها تمثل جزء أساسي من الشفاء, ولذلك على دائرة معارفك المحيطين بك التمتع بالصبر وذلك توفير مساحة آمنة لتواصل بأساليب جديدة, ذلك التواصل المتسم بالتفاهم يعيد بناء الثقة بشكل تدريجي وفي إمكانية وجود علاقات مستقرة وآمنة.

تطوير أنماط التعلق الآمن

للتحويل من تعلق غير منظم لتعليق آمن هو عملية تتطلب مجهود وتغيير مقصود ومتسق, ويأتي ذلك التطوير من جانب تطوير عادات جديدة وكذلك تعزيز طرق التفكير ومع مرور الوقت تتحول العادات بشكل طبيعي وسلاسة, وتذكر أن ذلك التغير لا يحدث في يوم واحد, ولهذا عليك القيام بالجهد المتسمر.

ومن الطرق الفعالة لتطوير أنماط التعلق الآمن هو التصرف بمبدأ “كما لو نمتلك عقل آمن” حتى لو نكن نمتلك ذلك النمط, فيمكننا ممارسة التواصل مع الأصدقاء أثناء الشعور بالإرهاق بدل من الابتعاد والشعور بالعزلة, كذلك مشاركة أصدقائك في أوقاتهم الصعبة بدلا من الانغلاق أو التصرف بعنف, وأخيرا التعبير عن احتياجاتك في بيئة العمل بدل من وضع افتراض أن احتياجاتك لن تتم.

وإذا التزمت بتلك الممارسات مع مرور الوقت ستنجح في توصيل استجابتك العاطفية, وتنجح في أن تصل للدماغ بأن تلك الممارسات ترتبط بنتائج إيجابية.

أن الالتزام بتلك الممارسات ليس هي الوحيده التى تعمل على تطوير التعلق الآمن بل يعد التنظيم الذاتي أساسي في تطوير المرفقات الآمنة, ويتم ذلك من خلال تعلم كيفية إدارة العواطف دون الاعتماد على الأخرين وذلك للتحقق من مشاعرنا أو تهدئتها, ومن أبرز التقنيات الفعالة للتنظيم الذاتي :

  • التنفس بعمق لتهدئة الجهاز العصبي.
  • ممارسة استرخاء العضلات بشكل تدريجي للتخلص من التوتر البدني.
  • ممارسة تمارين التثبيت لإعادة التواصل بالحاضر إذا شعرت بالارتباك.

لذلك فأن الهدف من ممارسة التنظيم الذاتي يكمن في تطوير الشعور الداخلي بالأمان والاستقرار بدلا من البحث عن مصادر خارجية توفر له مصدر للأمان.

أثناء عملية تطوير التعلق الآمن ستمر بمرحلة تتمثل في وضع الحدود واحترامها, إذا أتسمت الحدود بالوضوح والاتساق فأن ستساعد الشخص بالشعور بالأمان في العلاقات الذي كان يغيب عند الشخص في مرحلة الطفولة, ولممارسة وضع واحترام الذات يتم ذلك من خلال خطوات مثل رفض طلب غير معقول بلطف وكذلك التعبير عن الانزعاج تجاه سلوك محدد.

عند تبنيك تلك الخطوات الصغيرة تكتسب احترام لذاتك ويعزز شعورك بالأمان أثناء التعامل مع الآخرين.

وأخر ممارسة لتطوير التعلق الآمن هي التعاطف مع الذات, وأدرك أنه عليك التعامل مع نفسك بلطف وفهم بدلا من أتنقد نفسك بشكل قاسي, لأن تعاطفك مع ذاتك يخلق بيئة تشجع على الشفاء, والتعاطف مع الذات يأتي من خلال تطوير حوار داخلي يتسم بالتعاطف, وكذلك ممارسة التأمل بالمحبة واللطف.

وتذكر أن نتائج جميع الممارسات لا تأتي في وقت قصير, ولكن استثمار في حياة للحصول على استقرار وإشباع في الجانب العاطف.

دور إدارة الطاقة في الشفاء من التعلق غير المنظم

العنصر الأساسي في عملية الشفاء من التعلق غير المنظم هو كيفية إدارة الطاقة, ولتنظيم عمليات المشاعر وإدارة العلاقات يتطلب وجود موارد عقلية وعاطفية كبيرة.

ويتم ذلك من خلال إعطاء الأولوية لطاقة المشاعر بواسطة معرفة متى نشعر بالإرهاق ونستعيد التوازن وكذلك متى نمتلك الطاقة للتفاعل بشكل عميق وبذلك نمتلك القدرة على التعامل مع استجاباتنا للعلاقات.

أن التحدي الأكبر للأشخاص الذين يعانون من التعلق غير المنظم هو الصراع والاضطراب الداخلي في التفاعلات العاطفية من خلال الرغبة في القرب من الأشخاص وكذلك الخوف من الانكشاف العاطفي وهذا يستهلك طاقتهم, وإذا أدركت ذلك الجنب فأن يساعدك على اتخاذ القرارت بشكل واعي.

ولكي تتمكن من إدارة الطاقة بشكل فعال, فيمكنك إتباع الممارسات التالية :

  • امنح نفسك مساحة من الوقت لإعادة الشحن بعيداً عن مطالب العاطفية للعلاقات وحدد وقت منظم للعزلة والتأمل.
  • تعلم كيف معرفة علامات الإجهاد العاطفي مثل التعب, واحرص على اتخاذ فترات راحة قبل أن تصل للانهيار.
  • ممارسة الأنشطة التي تهيء التوازن العاطفي مثل المشي أو قراء الكتب التأملية أو الاستماع للموسيقى الهادئة.

تتمثل فوائد إدارة الطاقة في الاستعداد للتعامل مع التحديات التي تتواجد مع الأنماط الثابتة, وكذلك الاستجابة مع المواقف برد فعل ثابت بدلا من الانفعال, كما يحسن من قدرتنا على تكوين علاقات أمنة ومستقرة والقدرة على تقديم الدعم للطرف الأخر وكذلك استقباله بطريحة سليمة.

خطوات صغيرة نحو النجاح

أعلم أن تحويل أنماط التعلق هو إجراء كبير, ولكن لا تيأس فبإمكانك بواسطة خطوات صغيرة تحويله, ووجه كل تركيزك على تغييرات بسيطة قابلة للتنفيذ بدل من التركيز على تغير نهج كامل تجاه العلاقات في وقت قصير, وتذكر إن التغيرات بشكل تدريجي تتحول مع مرور لوقت لتحولات عميقة.

ولذلك سنعرض لكم خطوات بسيطة وفعالة لتعزيز نمط التعلق :

1- التفاعل بوعي مرة واحدة يومياً :

ويتم ذلك عندما تخصص لذات وقت محدد بشكل كامل للتفاعل مع شخص ما بوعي كامل, وأثناء تلك المحادثة وجهه تركيزك على المحادثة دون إعطاء أى أولوية للتركيز أو التفكير في رد, مثال على ذلك قبل أن ترسل رد عبر البريد الإلكتروني خذ نفس عميق, تلك الممارسة تساعدك على الحضور الذهني وتبني نهج أكثر وعياً تجاه العلاقات.

2- وضع حدود صغيرة وقابلة للتنفيذ :

في بداية العملية اختر علاقة واحدة وتواصل مع وضع حد صغير يأتي ذلك من خلال التعبير بشكل مفصل عن شي كنت متردد التحدث عنه, أو أرفض دعوة ستقبلها عادة بدافع الالتزم, تلك الممارسات من احترام النفس تحسن الشعور بالأمان الداخلي.

3- التواصل بدلاً من الانسحاب :

إذا أدركت أنك تريد الإنعزال, ابتعد عن تلك الممارسة وبدالها بالتواصل مع صديقك, تلك الممارسة تبعدك عن النماط الانعزال الثابت منذ الطفولة, حتى لو كان ذلك التواصل من خلال رسالة فهو يعد خطة نحو سلوكيات تعلق أكثر أمانًا.

4- التأمل الذاتي لبضع دقائق :

اتبع روتين يومي وهو الالتزام بوقت قصير لممارسة التأمل الذاتي من خلال كتابة تجاربك العاطفية السابقة أو الجلوس بصمت ولاحظ أفكارك, تلك الممارسات تبني الوعي الذاتي الذي يعد عنصر أساسي لتغيير أنماط التعلق.

أثناء إلتزامك بتلك الخطوات يؤدي لتغييرات كبيرة وملحوظة أثناء تعاملك وتفاعلك مع ذاتك ومع الأخرين, والتكرار المستمر لتلك العادات يعيد تشكيل المسارات في الدماغ ويعيد خلق أشكال جديدة للتفكير والسلوك في العلاقات.

قوة تغيير الأنظمة

أثناء عملية معالجة التعلق غير المنظم, أحرص في التركيز على الأنظمة التى تحيط بدل من تغيير جوهرك, ويتلخص الأمر بمراجعة الأنماط والعادات والبيئات التي تحسن أسلوب التعلق الحالي والعمل على تعديلها.

وتتمثل خطوات عملية تغيير الأنظمة في :

1- تحديد نمط واحد في العلاقة وتغييره, مثال إذا كنت تجه للأنسحاب أثناء الشعور بالضعف, فقم بتغييره بإتباع نظام جديد مثال إرسال رسالة لصديق موثوق بعدل من العزلة, تذكر التذكيرات أو الإشارات المملوسة للتذكر ذلك السلوك أثناء اللحظات العاطفية.

2- تعزيز تنظيم المشاعر من خلال نظام يومي وبالأخص إذا كنت تعاني من صعوبة في تنظيم المشاعر ومارس التأمل لتعزيز قدرتك على تهدئة نفسك وذلك خلال خمس دقائق بشكل يومي وأحرص على تزويد الوقت بشكل تدريجي.

3- إنشاء نظام للتواصل المهني المنتظم  وذلك أثناء بيئات العمل من خلال إنشاء نظام لتسجيل حضورك بانتظام مع أعضاء الفريق, ذلك الأمر يساعدك في بناء علاقات بشكل مستقر, يمكنك تذكير نفسك بتلك الممارسة من خلال جدولة اجتماعات دورية.

ولذلك بدل من أن نغير أنفسنا بالإدارة فقط, نوجه تركيزنا على الأنظمة الخارجية التي توفر لنا تنظيم وثبات للعلاقات, وذلك يساعدنا على تغير أسلوبنا وارتباطنا بشكل مستمر مع مرور الوقت, تلك الأنظمة توفر لها عناصر ليست موجوده في التجارب التي تؤدي لأسلوب التعلق غير الصحي.

لذلك أن رحلة التحول من التعلق غير المنظم لتعلق آمن ليست رحلة سهلة, ولكن ستواجه الصعوبات, لذلك عليك تفكيك الأنماط القديمة ومعالجة جروح الماضي وعليك أتباع أساليب جديدة وصحية للتواصل مع الآخرين والذات.

الهدف من التحول لا يندج في الحصول على الشخصية الكمالية, وبالنظر فأن الأشخاص الذي لديهم أنماط تعلق آمنة يتعرضون للحظات من القلق و الصعوبات أثناء العلاقات, ولذلك فأن الهدف هو أن تتسم العلاقات بثبات وعمق وصدق عاطفي.

ومن العناصر الأاسية التي يجب أن تتواجد أثناء التحول من الأنماط هي الصبر والتعاطف مع الذات ودعم الأخرين من الأصدقاء أو العائلة.

تذكر أن كل خطوة تأخذها هي بمثابة شفاء مع ذاتك للحصول على حياة مستقرة ومبهجة ولا نتأثر بأخطاء الماضي التي شكلتنا ولا نعطيها الفرصة لبناء المستقبل.

أن ذلك التحويل لا يقتصر على حياتنا بل يمتد للابتعاد عن الأنماط الغير الصحية, وبهذا نكون فرص للتعلق الآمن لأنفسنا وولأجيال القادمة.

ولذلك عندما تفكر في أسلوب الارتباط والعلاقات الخاصة بك فكر وتسأل مع ذاتك ما هي الخطوات التي يمكن إتباعها لتحقيق إتصال أمن, وكذلك أسال عن خطوات تغيير حياتك وعلاقات إذا إلتزمت بخطوات الشفاء والنمو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى